عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 29-12-2007, 09:04 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
الإيمان حياة ونور والكفر موت وظلمات


"إن الإنسان بغير عقيدة الإيمان الصادق يعيش مقبورا في ظلمات الضلال والعمى بل هو في ‏الحقيقة ميت القلب والعقل فاقد الإدراك والمعرفة ، يتخبط في دياجير الحيرة والشكوك محروما من ‏نور الحياة وحياة الإيمان لأنه يسير بلا هدف ويجري وراء سراب خادع فلا يذوق للحياة طعما ولا ‏للوجود معنى ولذلك بين الله تعالى أن المؤمنين يحيون بالإيمان ويستضيئون بنوره ، وأن المشركين ‏والكفار في عداد الأموات المطموسين بظلمات الشرك والخسران.‏


قال تعالى :‏{‏ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ ‏لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } سورة الأنعام ، آية : 122‏


أي انكم بإيمانكم لستم مثل الكافرين في شيء فليس حال من كان كالميت في ضلاله فأنار الله ‏بصيرته بالهداية التي هي كالحياة وجعل له نور الإيمان والعقيدة الحقة يهتدي به ويسير في ضوئه ‏كحال الذي يعيش في الظلام المتكاثف وكما زين الله الإيمان في قلوب أهل الإيمان زين الشيطان ‏الشرك في نفوس الجاحدين المعاندين .‏


وقد أشار سبحانه وتعالى إلى ضلال الكفار وإلى ما هم غارقون فيه من ظلمات لأنهم حرموا نور ‏الهداية للإسلام.‏


قال الله تعالى :‏ { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ ‏بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ‏} سورة النور ، آية : 40‏


وهذا مثل آخر للكفار فمثلهم كراكب في ظلمات البحر الواسع العميق الذي تتلاطم أمواجه ويعلو ‏بعضها فوق بعض ويغطيها سحاب كثيف قاتم يحجب النور عنه فهذه ظلمات متراكمة لا يستطيع ‏راكب البحر معها أن يرى يده ولو قربها إلى بصره فتراه متحيرا مبهوتا وكيف يرى شيئا وينجو من ‏هذه الحيرة بدون نور يهديه في طريقه وسيره ويقيه الارتطام والهلاك ، فمن لم يوفقه الله لنور الإيمان ‏الخالص فلن يجد نورا يهديه إلى الحق ويدله على سبيل الاستقامة فيكون من الهالكين والعياذ بالله.‏


وأوضح سبحانه وتعالى بأن الاستجابة لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم هي الحياة والنور.‏


قال الله تعالى :‏{‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ ‏يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}‏ سورة الآنفال ، آية : 24‏


أي يا أيها الذين صدقوا بالحق وأذعنوا له، أجيبوا الله بقلوبكم وجوارحكم وأجيبوا الرسول صلى ‏الله عليه وآله وسلم إذا دعاكم إلى العقائد والأحكام التي فيها حياة أرواحكم وعقولكم وقلوبكم ، ‏واعلموا علم اليقين أن الله تعالى قائم على قلوبكم يوجهها كما يشاء فيحول بينكم وبين قلوبكم إذا زين ‏الشيطان لها الهوى فهو متوليكم إن اتجهتم إلى الحق المبين وإنكم جميعا ستجمعون يوم القيامة فيكون ‏الجزاء العادل الرحيم .‏


فمن آمن بالله حقا عاش في نور الله وهدايته ونجا من ظلمات الشر والباطل لأنه في ظل الولي ‏الحميد .‏


قال الله تعالى : ‏{‏ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ ‏الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ‏} سورة البقرة ، آية : 257‏


أي أن الله متولي شؤون المؤمنين وناصرهم ومؤيدهم بفضله فيخرجهم من ظلمات الشرك والحيرة ‏والضلال إلى نور التوحيد والهدى والاطمئنان والكافرون بالله تعالى تستولي عليهم الشياطين ودعاة ‏الشر والضلال فهم يخرجونهم من نور الإيمان الذي فطروا عليه والذي ظهر لهم بالأدلة الواضحة ‏والآيات البينة إلى ظلمات الكفر والفساد فهؤلاء هم الكافرون المستحقون للخلود في النار باتخاذهم ‏الطاغوت أولياء من دون الله تعالى فمن أشرب قلبه بنور الإسلام فهو على المحجة البيضاء والملة ‏السمحاء يكون منشرح الصدر بنور الإيمان والهدى.‏


‏ قال الله تعالى : ‏{‏ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ‏مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ‏}‏ سورة الزمر ، آية : 22‏


أي أكل الناس سواء أفمن شرح الله صدره للإسلام باستعداده لقبول الحق فهو على بصيرة وهدى ‏من ربه كمن أعرض عن التفكير في آياته فالعذاب الشديد للذين قست قلوبهم عن ذكر الله لأنهم في ‏هوة الضلال ساقطون وعن طريق الحق الأبلج منحرفون .‏


فأهل الإيمان هم الثابتون على الحق المطمئنون الذين لا تعصف بهم رياح الشكوك والريب فهم في ‏رياض البهجة والسلام يتنعمون وفي نعيم الإيمان والهدى يعيشون قال الله تعالى :‏{‏ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ ‏يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ‏}سورة الأنعام ، آية : 82‏


أي أن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك أولئك وحدهم هم الآمنون ‏المطمئنون الذين لا يعرفون الحيرة والمخاوف وهم وحدهم المهتدون إلى طريق النجاة وسبيل السعادة ‏‏.‏


‏ فالإيمان مصدر الخيرات كلها في الدنيا والآخرة ومنبع النعم الظاهرة والباطنة .‏


قال الله تعالى :‏{‏ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ ‏كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ‎ }‏ سورة الأعراف ، آية :96‏


أي ولو أن أهل تلك القرى آمنوا واتقوا لمنحناهم بركات من السماء والأرض ولكن جحدوا وكذبوا ‏الرسل فأصبناهم بالبلايا والمحن عقوبة لهم على ما كانوا عليه من الشرك والمعاصي فأخذهم بالعقوبة ‏أثر لازم لكسبهم القبيح وعبرة لأمثالهم إن كانوا يعقلون . ‏


وقد ضمن الله تعالى للمؤمنين الصالحين حياة الرخاء والهناء والاستقرار والأمن في الدنيا والجزاء ‏العظيم في الآخرة .‏


قال الله تعالى:‏ { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ‏أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‏}‏ سورة النحل ، آية : 97‏


أي من عمل صالحا سواء أكان ذكرا أم أنثى ، متجها إلى هذا العمل الصالح بدافع الإيمان والعقيدة ‏، فإننا لابد أن نحييه في هذه الحياة الدنيا حياة طيبة لا قلق فيها تملؤها السعادة الحقة بالقناعة والرضا ‏والصبر على مصائب الدنيا والشكر على نعم الله فيها وفي الآخرة وافر الأجر وعظيم الثواب ‏المضاعف والمغفرة الواسعة والرضوان الأكبر.‏


وأوضح لنا جل جلاله ثمرة الإيمان ونتيجة اليقين بأن المؤمنين في كنف الله وحفظه قال الله تعالى ‏‏:‏ {‏ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ ‏} سورة محمد ، آية :11‏


أي ذلك الجزاء العظيم والنصر المؤزر للمؤمنين لأن الله متولي الذين آمنوا وناصرهم ومؤيدهم ‏برعايته وفضله وأن الكافرين لا مولى لهم ينصرهم ويمنع هلاكهم وان المؤمنين عند الله هم السعداء ‏حقا لما لهم عنده من قدم راسخة ومقام كريم. ‏


قال الله تعالى:‏{‏ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ‏} سورة يونس ، آية :2


أي وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق أي لهم المنزلة العالية والمكانة الرفيعة عند ربهم ولا يتخلف ‏وعد الله أبدا.‏


فمن سعد بالإيمان والتقوى خصه الله تعالى بكفلين من رحمته وأعطاه نورا يفرق به بين الحق ‏والباطل وعاش قرير العين مطمئن الخاطر .‏


‏ قال الله تعالى:‏‎ {‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ ‏لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ‏} سورة الحديد ، آية : 28‏


أي يا أيها الذين آمنوا خافوا الله ، واثبتوا على إيمانكم برسوله صلى الله عليه وآله وسلم يمنحكم ‏
الله نصيبين من رحمته ويجعل لكم نورا تهتدون به في حياتكم لتسعدوا في الدنيا والآخرة ويغفر لكم ما ‏فرط من ذنوبكم والله واسع المغفرة عظيم الرحمة.‏


وقد بين الله تعالى عاقبة الضلال والشرك وصور حالة المشركين وهم في أقسى حالات الضنك ‏والضيق النفسي الرهيب وما عليه أهل الإيمان من انشراح في الصدر ونور في القلب.


قال تعالى :‏{‏ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً ‏حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ‏}‏ ‏ سورة الأنعام ، آية : 125‏


أي فمن يرد الله له الهداية يتسع صدره لنور الإسلام ، ومن يكتب عليه الضلال يكن صدره ضيقا ‏شديد الضيق ، كأنه من الضيق كمن يصعد إلى مكان مرتفع بعيد الارتفاع كالسماء فتتصاعد أنفاسه ‏ولا يستطيع شيئا ولله الحجة البالغة على خلقه ببيان دلائل الحق على لسان رسوله صلى الله عليه وآله ‏وسلم .‏


ولهذا فالعقيدة الإسلامية هي النعمة العظمى والفضل الكبير لأن الله تعالى تفضل علينا بإكمال الدين ‏وإتمام النعمة بهذا الدين الحنيف .‏


‏ قال الله تعالى : ‏{‏ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ ‏اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ‏} سورة المائدة ، آية :3‏


أي أكملت لكم أحكام دينكم وأتممت عليكم نعمتي الكبرى لإسعادكم وتثبيت أقدامكم واخترت لكم ‏الإسلام دينا لتنالوا الفوز العظيم في الدنيا والآخرة. ‏


وإن الإيمان الخالص بدين الإسلام إذا خالطت بشاشته القلوب وتمكنت في أعماق النفوس وجد ‏المؤمن حلاوة الإيمان الحق وذاق طعم السعادة الكاملة وعاش في نعيم روحي ومتعة قلبية لا تمنحها ‏لذائذ الدنيا بأجمعها ولا يحصلها الإنسان ولو ملك كل شيء من زخارف الحياة بأسرها بل ولو بلغ ‏القمة في السلطان والحكم لأنها من الله تعالى خالق الخلق ومدبر الأمر .‏


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا ، ‏وبمحمد رسولا ، وفي لفظ نبيا " رواه مسلم والترمذي


أي تذوق طعم الإيمان من صدق تصديقا جازما وسلم تسليما تاما ورضي رضاء كاملا بأنه عبد لله ‏الواحد القهار ، وإن الإسلام هو المنهج الإلهي القويم والدين الحق المستقيم وان سيدنا محمدا صلى الله ‏عليه وآله وسلم هو الرسول الخاتم والنبي المعصوم الذي يجب متابعته والإيمان بما جاء به.‏


فالمؤمن الصادق يحيا في نور السعادة الحقيقية ويحس بالبهجة والحبور لأنه يحب الله ورسوله حبا ‏صادقا يغنيه عن كل شيء سواهما ويحب لله ويبغض لله ويكره الكفر كما يكره الوقوع في النار.‏
فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاثة من كن فيه وجد ‏بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلى لله وأن ‏يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" ‏رواه البخاري ومسلم


فالمؤمن الصادق يحيا في نور الإيمان وحلاوة اليقين ويذوق طعم القرب من الله تعالى إذا استولت ‏محبة الله ورسوله على سويداء قلبه وملكت عليه نفسه فيحبهما حبا عظيما أشد من حبه لكل ما سواهما ‏من الموجودات ولا يحب أخاه إلا لما يرى من مسارعته لما يحبه الله ويرضاه وأن يبغض الكفر ‏والضلال بغضا شديدا بعد إذ نجاه الله منه أشد من بغضه للسقوط في نار موقدة تأجج لهيبها وزاد ‏إوارها. " اهـ


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter