الإيمان والعمل الصالح
"الإسلام يتكون من الإيمان والعمل الصالح ، فالإيمان بالله تعالى هو الصلة بين العبد وربه ، وقد كرم الله تعالى الإنسان وكرم أشرف ما فيه وهو قلبه ، وكرم قلبه بأفضل ما فيه وهو الإيمان.
ومن ثم كان الإيمان أجل النعم وأفضلها على الإطلاق قال الله تعالى : {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } سورة الحجرات ، آية : 17
وقال تباركت أسماؤه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ } سورة الحجرات ، آية : 7
هذا ولا يكفي في الإيمان مجرد النطق باللسان والاقتناع بالعقل، بل لابد أن يكون عقيدة في القلب تظهر آثارها على الجوارح وتسري في حياة المؤمن وسلوكه ولذلك جاء الإيمان في القرآن الكريم مقترنا بالعمل الصالح وحب الله ورسوله والجهاد في سبيله والخشية منه سبحانه والرضا بحكمه وحكم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا.
ومن هنا تشرق علينا الحقيقة واضحة جلية ، أن دين الإسلام يقوم على العقيدة الحقة والعبادة الخالصة والأخلاق السامية والمعاملات الإسلامية فمن آمن بقلبه ونطق الشهادتين بلسانه ولم يقم بأداء العبادة المفروضة من الصلاة والزكاة مع إيمانه بفرضيتها أو وقع في الكبائر المحرمة مع اعتقاد حرمتها فهو فاسق عاص تقام عليه حدود الإسلام التي شرعها الله تعالى زجرا وتأديبا وأمره إلى الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ولكن مآلـــه الجنة إن كان قد ختم له بالإسلام ولا يحكم بكفره عند الجمهور من أهل السنة والجماعة ." اهـ 18