عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 29-12-2007, 08:59 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
معنى الإيمان والإسلام شرعا


"وجدير بالذكر أن تقف على حقيقة الإيمان والإسلام والارتباط بينهما ، فالإيمان هو : التصديق ‏القلبي الجازم والتسليم بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وثبت بالأدلة القطعية وعلم مجيئه ‏من الدين بالضرورة.‏


أما الإسلام فمعناه : الإذعان والخضوع التام والتسليم المطلق لكل ما جاء به النبي صلى الله عليه ‏وآله وسلم ، وعلم من الدين بالضرورة : أي بدون اعتراض على أي أمر من أوامر الدين وتلقيه ‏بالقبول والاستسلام .‏


وعلى ذلك يكون هو عقيدة قلبية، مثل الإيمان ، والفرق بينهما أن الإيمان تصديق قلبي جازم ، وأن ‏الإسلام تصديق وتسليم قلبي وعدم منازعة لأي أمر شرعه الله تعالى بل رضاء تام لكل ما علم من ‏الدين بالضرورة فالإنسان قد يصدق بوجود أمر ولا يسلم به ولا يرضاه فمن يقول أنا أومن بالإسلام ‏ولكني غير مقتنع بالصلاة والصيام مثلا ، فهذا يخرجه من حظيرة الإسلام ، لأن التسليم والخضوع ‏والاذعان لم يتوفر ولا ينفع إيمانه لأنه لو صدق بالله تعالى حقا لأسلم نفسه ورضي بكل ما فرضه الله ‏تعالى لذلك فإن الإيمان الصادق يستلزم الإسلام بهذا المعنى ولذلك إذا أطلق الإيمان فيراد به التصديق ‏والتسليم فيكون مرادفا للإسلام وهذا ما ورد في كتاب الله تعالى قال جل شأنه:‏
{ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ‏} - سورة الذاريات ، آية : 35/36‏


وقد يراد بالإسلام الإذعان الظاهري فتجري على المسلم الأحكام الإسلامية ولــو كان منافقا أي ‏غير معتقد بقلبه ما دام لم يعلن ذلك ولم يفعل ما ينافي ‏الإسلام وقد شنع الله تعالى على أناس أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر .‏ فقال تعالى : ‏{‏ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي ‏قُلُوبِكُمْ } - سورة الحجرات ، آية :14 ‏


والإسلام بهذا المعنى محله ظاهر الإنسان ، لأن التصديق والتسليم لأوامر الدين أمر باطني ‏والخضوع لأحكامه أمر ظاهري .‏


وعلى هذا فالإسلام هو الذي يظهر للناس دون الإيمان ، والإيمان أخص من الإسلام والإيمان ‏باطني محله القلب وقد تدل عليه أعمال المؤمن.‏



‏ حكم التلفظ بالشهادتين:‏


التلفظ بالشهادتين بأن ينطق المسلم قائلا : "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" شرط ‏لإجراء الأحكام الشرعية في الدنيا ، مثل الزواج والصلاة عليه عند موته . فإذا تعذر النطق لخرس أو ‏مرض فإيمانه صحيح وهو ناج عند الله تعالى ، أما الذي يستطيع النطق ولم ينطق بهما فهو كافر أما ‏إذا لم ينطق بالشهادتين جهارا لخوفه من الهلاك فإيمانه صحيح لقوله تعالى :‏ {‏ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ } سورة النحل ، آية : 106‏" اهـ14

فضل الشهادتين وحسن الختام



"ورد في فضل التوحيد والاعتراف بالشهادتين ترغيب عظيم وبشريات كبرى تسعد المؤمنين وتحرك ‏لطائف قلوبهم من فرط البهجة ونعيم الرضا بنوال المغفرة والفوز بالجنة والبعد عن النار قال تعالى ‏‏:‏{‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }‏ ‏ سورة النساء ، آية : 48 ‏


وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من شهد أن ‏لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ‏ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأن الجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ".‏ أخرجه البخاري ومسلم


فمن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أي آمن بقلبه إيمانا صادقا ويقينا خالصا ، بأنه لا ‏معبود بحق إلا الله وحده ولم يشرك معه غيره في العبادة والخضوع والدعاء وشهد أن – سيدنا - ‏محمدا عبد الله ورسوله ، جاء بالهدى ودين الحق ، وأنه المعصوم الذي تجب طاعته وتوقيره واتباع ‏سنته ، وأن شريعته باقية إلى يوم القيامة وقد نسخت جميع الشرائع السابقة وشهد أن عيسى عبدالله ‏ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن النصارى الذين قالوا : المسيح ابن الله ، أو هو الله ، ‏أو أن الله ثالث ثلاثة ، قد كفروا كفرانا مبينا ، وضلوا ضلالا شديدا قال الله تعالى: ‏{‏ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ ‏قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ‏} سورة المائدة ، آية : 72‏


وقال سبحانه وتعالى : ‏‎ {‏ لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ‏} سورة المائدة ، آية : 73‏


وشهد أن الجنة حق أعدها الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة وأن النار حق جعلها للكافرين أدخله الله ‏الجنة ومنحه المغفرة والرضوان ولو وقع في الكبائر تاب منها لأن التوحيد الخالص يهدم السيئات إذا ‏مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا يشرك بالله شيئا فيحرمه الله على النار ‏ويقيه شر العذاب والخلود في الجحيم الأبدي .‏


وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حمار ‏فقال لي :‏‏" يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وماحق العباد على الله؟"‏
فقلت : الله ورسوله أعلم قال : " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد ‏على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا "‏ قلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟ قال:"لا تبشرهم فيتكلوا" أخرجه البخاري ومسلم


فما أعظم هذه البشرى للموحدين وما أجلّ هذه النعمة للمؤمنين وليس على الله حق واجب كما ‏زعمت المعتزلة ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي كتب على نفسه الرحمة وألزم ذاته العلية تفضلا ‏وإحسانا للموحدين المخلصين.‏


فينبغي للمؤمن أن يكثر من ذكر شهادة التوحيد التي هي كلمة التقوى وأن يدعو بها ربه صادقا ‏مخلصا ملتزما بما تقتضيه معانيها وهي لا إله إلا الله لما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ‏عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " قال موسى : يارب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به؟ ‏قال : قل يا موسى لا إله إلا الله، قال : يارب كل عبادك يقولون هذا؟ قال : يا موسى لو أن السموات ‏السبع وعامرهن ‏‎–‎‏ غيري ‏‎–‎‏ والأراضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله "‏ رواه ابن حبان والحاكم وصححه


فمن نقى قلبه من أوضار الشرك وعَمّر سريرته بنور التوحيد الخالص ومات لا يشرك بالله شيئا ‏لقي الله تعالى مغفورا له من جميع الذنوب التي لم يمت مصرا عليها وتاب إلى الله منها ، فعن أنس : ‏قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " قال الله تعالى : يا ابن آدم لو أتيتني بقراب ‏الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة "‏ رواه الترمذي وحسنه


فالتوحيد هو أساس السعادة وسبب النجاة من أهوال يوم القيامة والشرك هو مصدر الشقاء ومنبع ‏الغضب الإلهي وموجب للخلود في النار فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله ‏عليه وآله وسلم قال : " من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار"رواه البخاري


وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من لقي الله لا يشرك به ‏شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ".‏رواه مسلم


فمن مات وهو يدعو لله ندا: أي مثلا أو شبيها أو يطلب من أحد مالا يقدر عليه إلا الله معتقدا فيه ‏النفع أو الضر استقلالا أدخله الله النار وعذبه عذابا شديدا ومن لقي الله تعالى موحدا في العقيدة مبرءا ‏من الشرك أكرمه الله تعالى بدخول الجنة ونوال المغفرة والنعيم المقيم ، بل إن الله تعالى يجعل له ‏حرمة عظيمة في الدنيا فيعصم ماله ودمه ما دام يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ويكفر بالجبت ‏والطاغوت وما يعبد من دون الله من حجر أو شجر أو حيوان أو بشر. فعن النبي رضي الله عنه أنه ‏قال : " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله عز ‏وجل " رواه مسلم


ولذلك يجب على المسلم تصحيح عقيدته ومعرفة معنى الشهادتين معرفة يقينية وهي شهادة أن لا إله ‏إلا الله التي تشمل التوحيد وما يتصل بذات الله تعالى من عقائد وشهادة أن محمدا رسول الله التي ‏تشمل الرسالة ، وما يتصل بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم من معتقدات لأنهما قطب الرحى الذي يقوم ‏عليه الإيمان وتنبني عليه السعادة والشقاء." اهـ15/95‏




توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter