عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 29-12-2007, 08:50 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
الملة الحنيفية السمحة


"الإسلام هو دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام قال الله تعالى مشيرا إلى ذلك : ‏{ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ ‏الصَّالِحِينَ . إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ ‏إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ ‏لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ ‏لَهُ مُسْلِمُونَ ‏} سورة البقرة ، آية 130/133‏


أي أنه لا يعرض عن دين إبراهيم إلا من ازدرى إنسانيته وهبط بعقله إلى الدرك الأسفل ولقد ‏اصطفاه الله في الدنيا بالرسالة الخالدة، وانه في الآخرة لمن الصالحين المقربين لأنه استجاب لربه ‏عندما طلب إليه أن يذعن ويؤمن بدين الله وهو الإسلام فقال : " أذعنت وأسلمت لرب العالمين".‏


ولقد أوصى بنيه أن يتبعوا هذا الدين وبين لهم أن الله اصطفى لهم دين التوحيد وأخذ عليهم العهد أن ‏يثبتوا عليه حتى لا يموتوا إلا وهم مسلمون.‏


‏ ثم شنع الحق تعالى على اليهود قائلا لهم : أيها اليهود لقد زعمتم أنكم تسيرون على الدين الذي ‏مات عليه يعقوب فهل كنتم شهداء إذا حضره الموت فرأيتم ملته التي مات عليها ، ألا فلتعلموا أن ‏يعقوب وأبناءه كانوا مسلمين موحدين ولم يكونوا يهودا مثلكم ولا نصارى ، وأن يعقوب حينما جاءه ‏الموت جمع بنيه وقال لهم : ما تعبدون من بعدي؟ فقالوا : نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل ‏وإسحاق إلها واحدا ونحن له خاضعون مذعنون للحق مؤمنون بدين الإسلام.‏


ولقد بين لنا جل شأنه بأنه أكمل النعمة علينا بأن خصنا بتسميتنا مسلمين في الكتب المنزلة السابقة ‏لأننا خير أمة أخرجت للناس وأن كل الأنبياء بعثوا مبشرين بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم لأن دينه ‏الإسلام الذي هو الملة الحنيفية السمحة دين أبينا إبراهيم الخليل عليه السلام وجميع الأنبياء ‏والمرسلين.‏


‏ قال تعالى :‏{ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ ‏إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ‏فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } ‏ سورة الحج ، آية : 78


‏أي جاهدوا لإعلاء كلمة الله سبحانه فقد اختاركم وارتضاكم لدينه وجعلكم أمة وسطا ولم يفرض عليكم ‏فيما شرعه لكم ما فيه مشقة لا تطيقونها فالزموا هذا الدين فهو دين أبيكم إبراهيم عليه السلام ‏لتكونوا شهداء على الأمم السابقة بما جاء في القرآن من أن الرسل قد قاموا بالتبليغ إليهم.‏


وقد بين سبحانه وتعالى دين إبراهيم وما كان عليه من الحق والدين القيم. قال سبحانه وتعالى:‏‎ { مَا ‏كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ‏}‏ سورة آل عمران ، آية : 67‏


أي أن إبراهيم عليه السلام ما كان على دين اليهودية ولا على دين النصرانية ولكن كان على الملة ‏الحنيفية السمحة تاركا الأديان الباطلة متجها إلى الدين الحق وهو إسلام الوجه لله تعالى.‏


وأشار جل جلاله إلى الصلة الوثيقة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأتباعه وبين خليله عليه ‏السلام قال تعالى :‏ {‏ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ ‏الْمُؤْمِنِينَ ‏} سورة آل عمران ، آية : 68‏


أي أن أحـق الناس بالانتساب إلى خليل الله إبراهيم عليه السلام هم الذين أجابوا دعوته واتبعوا هديه في زمنه وكذا هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن آمن معه، فإنهم ‏أهل الدين القويم والتوحيد الخالص وهو دين خليل الله إبراهيم عليه السلام والله يحب المؤمنين ‏ويؤيدهم بنصره لأنهم أولياؤه وأتباع دينه فيتولاهم برعايته ويمنحهم فضله العظيم .‏


وقد أمر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يبين أنه على دين الإسلام الحنيف الذي ‏هو دين الخليل .‏


قال جل شأنه : ‏{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ‏الْمُشْرِكِينَ. قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا ‏أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ‏} سورة الأنعام ، آية : 161/163‏


أي قل يا أيها النبي موضحا ما أنت عليه من الدين الحق:إن ربي منحني الهداية وأرشدني إلى ‏طريق الحق ومنهج الصدق الذي بلغ نهاية الكمال في الاستقامة وكان هو الملة السمحاء والدين الذي ‏اتبعه إبراهيم عليه السلام لم يشرك مع الله إلها آخر بل كان موحدا لله مخلصا في عبادته ولذا قال: ‏إن صلاتي وجميع ما أتقرب به إلى الله تعالى في حال حياتي وما أموت عليه من الإيمان والطاعة ‏كله خالص لوجه الله الذي يملك جميع الكائنات فيربيها على موائد كرمه وإحسانه ولا شريك له في ‏الأمر والخلق والتدبير ولا في استحقاق الخضوع والتسليم، وقد أمرني ربي بذلك الإخلاص في ‏التوحيد والعبادة ، وأنا أول من أسلم وجهه لله." اهـ ‏

الإسلام دين الله


"لقد وضح بعد هذه الدلائل الساطعة والبراهين القاطعة من محكم كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه ‏الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، أن الإسلام هو دين الله ‏الحق الذي ارتضاه لعباده .‏


‏ قال الله تعالى : ‏{‏ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ ‏الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ.فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ ‏وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ‏الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ‏} سورة آل عمران ، آية 19/20


أي أن الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده هو منهج الإسلام والتوحيد والخضوع التام لأوامر الله ‏تعالى ، ولقد اختلف اليهود والنصارى فحرفوا وبدلوا ولم يكن اختلافهم عن جهل اذ جاءهم العلم بل ‏كان حسدا وبغيا وعنادا وان من يجحد بآيات الله فلينتظر حساب الله وعقابه وهو أسرع الحاسبين.‏


ثـم بين الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأن شيمتهم المراء والجدل فقال له : فإن جادلك هؤلاء في هذا الدين بعد أن أقمت لهم الدلائل فلا تجارهم في الجدل وقل : سلمت أمري ‏لله الذي رضي لنا الإسلام دينا ، وأخلصت عبادتي لله وحده أنا ومن اتبعني من المؤمنين ،وقل لليهود ‏والنصارى ومشركي العرب : قد وضحت لكم الحجج وظهرت لكم الدلائل فأسلموا فإن أسلموا فقد ‏اهتدوا إلى طريق الحق واتبعوه وإن أعرضوا فلا مسئولية عليك في إصرارهم على الباطل فليس ‏عليك إلا أن تبلغهم رسالة الله وتدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة وتجادل الذين يقبلون ويخضعون ‏للحق بالتي هي أحسن.‏


وهكذا لو تتبعنا جميع الأنبياء والمرسلين لظهر جليا أنهم بعثوا بدين الله وهو الإسلام ولكن الإنسانية ‏في تدرجها الفكري والحضاري كانت تحتاج إلى تشريعات تناسبها وتعالج أدواءها ، فكان كل نبي ‏يرسل بمنهج رباني يلائم فطرتها ويسمو بطبيعتها من الحضيض إلى المستوى الذي أراده الله تعالى ‏لها وهكذا كلما تقدمت البشرية في نضجها العقلي أدركها الله تعالى بأحكام تكفل سعادتها في الدنيا ‏والآخرة ، حتى بلغت الإنسانية رشدها وكمالها ، فأرسل الله نبيه سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ‏وأتم علينا النعمة بإكمال الدين الذي اختاره لنا مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: ‏{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ‏وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ‏} سورة المائدة ، آية : 3‏. "اهـ10



توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter