عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 29-12-2007, 08:27 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي العقيدة الإسلامية
مقدمه
"بسم الله الرحمن الرحيم ‏
‏ الحمد لله الظاهر بدلائل وحدانيته في الكائنات المنعم بجلائل النعم ودقائقها بمحض الفضل والجود ‏والإحسان.‏
ونشهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شريك له واحد أحد فرد صمد تنزه عن المثيل والشبيه والصاحبة ‏والولد وتقدس عن الند والشريك في الذات والصفات والأفعال وتعالى فوق عباده بألوهيته وعظمته ‏وكبريائه ، تفرد بالوحدانية في علو مجده وعزته واستوى على عرشه كما يليق بكماله العلي بواسع ‏رحمته وعظيم سلطانه.‏
ونشهد أن سيدنا محمدا عبدالله ورسوله الذي أكمل الله به الدين وأتم به النعمة، وأرسله رحمة ‏للعالمين وجعله خاتم الأنبياء وأفضل المرسلين ، جاءنا بالتوحيد الخالص، وتركنا على المحجة ‏البيضاء ليلها كنهارها صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه والتابعين.‏
أما بعد ‏‎…‎
فإن المسلم لابد أن يكون على معرفة يقينية بالمعلوم من الدين بالضرورة ومنها أركان الإسلام ‏والإيمان ولما كان الإسلام عقيدة وعمل ، ولا يقبل الله العمل إلا إذا صحت العقيدة.‏
كان من ألزم الواجبات على المسلم أن يتلقى العقيدة الخالصة من شوائب الشرك والبدع والخرافات ‏وذلك لا يكون إلا من مصدرها الحقيقي حتى لا يضل الإنسان باتباع السبل التي تفرق عن الحق ‏وتنأى عن الصراط المستقيم.‏
قال الله تعالى :‏{‏ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ ‏وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ‏}‏ سورة الأنعام ، آية : 153‏
وقبل البدء في بيان تلك العقيدة والعبادة لابد من التمهيد لبيان الدين الحق الذي جاء به جميع الأنبياء .‏
هذا فإن أصبت فبفضل الله تعالى وما كان من تقصير فمني .‏
ضارعاً إلى الله تعالى أن يجعل هذا الكتاب خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به إنه سميع مجيب.‏

‏ الفقير لله تعالى ‏
د. محمد سليمان فرج‏.‏‏" اهـ

العقيدة الإسلامية ‏‎

الإسلام مصدر السعادة للبشرية



"لقد أصبحت سفينة الحياة البشرية حائرة مضطربة بعد أن تلقفها مارد الهوى ، وأخذ يسير بها في ‏بحر لجي من الغفلة والشهوات ، ويعصف بها موج شديد من الخطر والانحراف ، من فوقه موج قاتل ‏للمثل والأخلاق ، من فوقه سحاب كثيف يحمل الحيرة والقلق والاضطراب ، ظلمات بعضها فوق ‏بعض.‏


ظلمات من المادية الطاغية والأنانية البغيضة ، والشهوات الدنيئة والتفكك والانحلال والظلم ولذلك ‏باءت بالحرمان من السعادة الحقيقية وما ذلك إلا لأنها تفلتت من مصدر الأمان ومنهج الإيمان ، ‏وهدى الله تعالى عن طريق الوحي للأنبياء والمرسلين.‏


ولذا فإن الإنسانية المعذبة الضائعة في هذا العصر المادي المسرف في ماديته أحوج ما تكون إلى ‏أن تستظل بسماء الإيمان لتعيش في رحمة الله ورعايته ويوم أن تعود إلى المصدر الحقيقي للسعادة ‏المنشودة تحقق وجودها وتجد نفسها في رياض البهجة والسلام وليس هذا المصدر إلا دين الله تعالى ‏الذي ارتضاه لعباده وبينه في كتابه المجيد وعلى لسان رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه وآله.


فإليك أخي المسلم هذا العرض الموجز المبسط لعقيدة الإيمان وأركان الإسلام ولابد أن تعرف ما ‏هو الدين وبماذا عرفه العلماء:‏


تعريف الدين :‏


لقد عرف العلماء الدين بتعريفات كثيرة منها ما ذكره الإمام السيد محمد ماضي أبوالعزائم رضي ‏الله عنه في كتابه : الإسلام دين الله تعالى : " الدين وضع إلهي ، يدعو أصحاب العقول إلى قبول ما ‏جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ".‏


وذلك يشير إلى أن الدين قانون سماوي يهدي الناس إلى اتباع ما أنزل على رسول الله صلى الله ‏عليه وآله وسلم وقبوله والإذعان له.‏


أو هو : "وضع إلهي سائغ لذوي العقول السليمة باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات"‏


أي أن الدين قانون إلهي تقبله العقول السليمة الخالية عن العناد والتعصب، وأن اتباعهم له إنما هو ‏عن اقتناع لما فيه من الخير المطلق لأنه من الله الحق وهو مفيض الخيرات كلها .‏

أو هو:" دين الله المرضي، الذي لا لبس فيه، ولا حجاب عليه ولا عوج له"‏

وهذا التعريف يوضح خصائص الدين من حيث وضوحه وعدم التباسه بالباطل لأنه الحق الذي لا ‏عوج فيه ولا غطاء عليه.‏

وكل هذه التعريفات وإن اختلفت في عباراتها إلا أنها تدل على معنى واحد.‏
‏ فالتعريف الأول : يشير إلى أن الدين منهج رباني يدعو أرباب النظر والفكر للإيمان به .‏
والثاني : يبين أن هذا الدين تقبله الفطرة السليمة والعقول المستقيمة لما يحويه من خير مطلق .‏
والثالث : يوضح طبيعة هذا الدين وما به من وضوح وجلاء وسهولة في تقبل عقيدته وفهم مبادئه .‏" اهـ

الدين الحق


‏" إن الإسلام هو دين الله الحق ، وإن الأديان التي جاءت بها الأنبياء والرسل قبل بعثته صلى الله ‏عليه وآله وسلم قد نسخت بدينه فمن لم يؤمن بدين الإسلام ولم يهتد بنوره ، ضل ضلالا شديدا ، ‏وخسر خسرانا مبينا لأنه صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الرسل ولا نبي بعده ولا يزال نور رسالته ‏مشرقا في الآفاق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.‏


فالإسلام هو دين الفطرة الخالصة والتوحيد الحق ولن يقبل الله من أحد دينا غير الإسلام فمن لم ‏يؤمن به فمآله إلى الخلود في النار وغضب الجبار.‏


قال تباركت أسماؤه :‏{‏ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } - سورة آل عمران ، آية : 85‏


وإن الإسلام هو دين الله الذي ارتضاه لعباده من لدن سيدنا آدم عليه السلام إلى نبينا أفضل الرسل ‏وخاتمهم صلى الله عليه وآله وسلم.‏


وقد أخذ الله العهد والميثاق على الأنبياء ، أن يؤمنوا به ويبشروا بأنه صلى الله عليه وآله وسلم ‏الخاتم ، الذي يأتي على فترة من الرسل كافة للناس بشيرا ونذيرا.‏


‏ قال الله تعالى : ‏{‏ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ ‏مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ ‏فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ } سورة آل عمران ، آية : 81‏

هذا ولا يكون الدين خالدا ومصلحا للعالم أجمع إلا إذا كان مستوفيا للتشريع الذي تظهر ‏مقتضياته في كل عصر إلى قيام الساعة ليحقق سعادة الإنسان في دنياه وآخرته وهو ليس إلا دين ‏الإسلام الذي جمع ما أنزل على الرســل ‏‎–‎‏ صلوات الله وسلامه عليهم ‏‎–‎‏ من فضائل وكمالات ‏واشتمل على كل ما تحتاجه البشرية في محيط العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات في حاضرها ‏ومستقبلها. " اهـ

الإسلام دعوة الأنبياء جميعا


"إن الإسلام دين الأنبياء جميعا بل وكل من في السموات والأرض فقال تعالى سبحانه :‏{ أَفَغَيْرَ دِينِ ‏اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ‏} ‏سورة آل عمران ، آية : 83‏


أي : أيريدون دينا غير دين الإسلام وهو دين الأنبياء والمرسلين جميعا ‏‎–‎‏ وهو وحده دين الله ‏‎–‎‏ ‏الذي خضع له كل من في السموات والأرض طوعا بالإرادة والاختيار، أو كرها بالقهر والتسيير - ‏وإليه وحده يرجع الأمر كله.‏


وهو الدين الذي دعا إليه سيدنا نوح عليه السلام قال جل شأنه :‏{‏ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ ‏لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ ‏وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ. فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ ‏إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ‏} سورة يونس ، آية : 71/72‏


أي يشير الله تعالى إلى قصة سيدنا نوح عليه السلام لما أحس بعناد قومه وعدائهم لرسالته فقال لهم ‏يا قوم : إن كان وجودي فيكم لتبليغ رسالة ربي قد عظم عليكم ، فإني ثابت على دعوتي متوكل على ‏الله في أمري ، فاحزموا أمركم ومعكم شركاؤكم في التدبير ولا يكن في عدائكم لي أي خفاء، ولا ‏تمهلوني بما تريدون لي من سوء ، إن استطعتم إيذائي فإن ربي يحفظني ويتولى عصمتي منكم وان ‏أعرضتم عن دعوتي فإن ذلك لن يضيرني لأني لم أؤد رسالة ربي لآخذ عليها أجرا أخاف عليه من ‏الضياع لأجل إعراضكم إنما أجري عليها من ربي الذي أرسلني وحده ، وقد أمرني أن أكون موحدا ‏لله في جميع شئوني ، داعيا إلى دين الحق وهو الإسلام لله.‏


وهو دين سيدنا يوسف عليه السلام وآبائه قال جل جلاله :‏{‏ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ ‏تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي ‏بِالصَّالِحِينَ ‏} سورة يوسف ، آية : 101‏


أي توجه سيدنا يوسف عليه السلام إلى الله تعالى يشكره ويعدد نعمه عليه ويرجوه المزيد من فضله ‏قائلا : يارب ما أعظم نعمك علي ، وما أجلها ، لقد منحتني من الملك ما أحمدك عليه ووهبتني من ‏علم الرؤيا ما أعجز عن شكره أنت مبدع السموات والأرض ومنشئهما من العدم وأنت مالك أمري ‏ومتولي شأني في محياي وبعد مماتي ، توفني إليك على ما ارتضيت لأنبيائك من دين الإسلام ‏وأدخلني في حزب من هديتهم إلى الحق من آبائي وعبادك الصالحين المقربين.‏


وكذلك دين سيدنا موسى عليه السلام ومن تبعه من المؤمنين. قال عز من قائل:{َقَالَ مُوسَى يَا ‏قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ } ‏سورة يونس ، آية : 84‏


أي قال موسى للمؤمنين يا قوم ، إن كان الإيمان قد دخل قلوبكم حقا فلا تشركوا مع الله أحدا سواه ‏وأسلموا أموركم إليه وتوكلوا عليه وثقوا به إن كنتم ثابتين على دين الله الحق وهو الإسلام.‏


وكذلك الحواريون قالوا للمسيح عليه السلام بأنهم آمنوا بالله ليشهد لهم بالإسلام.‏ قال الله تبارك وتعالى :‏{‏ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ ‏نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‏} سورة آل عمران ، آية : 52‏


وقد أشار سبحانه وتعالى إلى أن الكتب السابقة تدعو إلى دين الله وهو الإسلام قال تعالى:‏‎ { الَّذِينَ ‏آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ. وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ ‏قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } سورة القصص ، آية : 52/53‏


‏ أي أن أهل الكتاب الذين يؤمنون بكتبهم الصحيحة حقا هم يؤمنون بالرسول صلى الله عليه وآله ‏وسلم.‏


ولذلك إذا يقرأ عليهم القرآن قالوا ‏‎–‎‏ مسارعين إلى الإيمان ‏‎–‎‏ آمنا به لأنه الحق من ربنا ونحن عرفنا ‏هذا الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وكتابه قبل نزوله ، فإسلامنا سابق على تلاوته.‏" اهـ7

الموضوع الأصلي: العقيدة الإسلامية | | الكاتب: الاجهر | | المصدر: شبكة بني عبس


آخر تعديل بواسطة الاجهر ، 29-12-2007 الساعة 09:31 PM.


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter