|
( عندما تضبط نفسك متلبساً بها )
( عندما تضبط نفسك متلبساً بها )
بطبيعتنا البشرية تُخالجنا الكثير من المشاعر
تجاه منْ حولنا سواء في إطار العائلة أو خارجها
كمن نعتبرهم أصدقاءنا أو من نحبهم بنوعٍ خاصٍ
من الحب كحب الزوج لزوجته على سبيل المثال
مما ينتج عن هذا الحب نوعٌ آخر من المشاعر
المرتبطة بالأساس بالحب ... و ما أعنيه بحديثي
هي الغيرة !!
و بالتأكيد أنا أعني الغيرة على شخصٍ ما
و ليس الغيرة منه .
وهي غريزة فطرية أودعها الخالق سبحانه
في الإنسان فمن الطبيعي أن يغار الأخ على
أخته و يغار الرجل على زوجته .
الغيرة من منظور الدين :
نحن نعلم الدين الإسلامي هو دين الفطرة لذالك
جاء الإسلام مراعياً لها :
فعن سعد بن عبادة قال: يا رسول الله، لو وجدت
مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم.
قال: كلا والذي بعثك بالحق، إن كنت لأعاجله
بالسيف قبل ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ، إنه لغيور ،
وأنا أغير منه والله أغير مني .
( وفي رواية للبخاري: ومن أجل غيرة الله
حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن،
ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل
ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب
المدح من الله ولأجل ذلك وعد الجنة ) .
فمن خلال هذا الحديث تبين أنَ الرسول صلى الله عليه وسلم
لم ينكر على سعيد(رضي الله عنه) غيرته ..
ولكن ما هي الغيرة و ما الفرق بينها وبين الشك ؟
طبعاً بالنسبة لي الفرق بين الشك والغيرة كبير
جداً فمن وجهة نظري أن الغيرة هي :
ناتجة عن طمع المحب بأن يتملك كل مشاعر الحب و الاهتمام
من شريكه و يردها له وحده و لا يريد أن يشاركه بها
أحد حتى أقرب الناس من ذالك الشخص كالوالدين
و الإخوة و الأصدقاء مع وجود الثقة الكبيرة ..
أما الشك من وجهة نظري :
هو الظن بأن ذالك الشخص يخونه و يخدعه
و يمثل عليه دور المحب بينما يحب شخصٌ
آخر ...
ما هي حدود الغيرة الطبيعية و هل من الممكن
أن تتحول إلى شك ؟
عندما تشعر بأن من تحب يغارُ عليك
فإنه من المؤكد أن هذا الشيء يسعدك
و يجعك تطمئن على حبهِ لك ..
و لكن عندما تزيد تلك الغيرة عن الأمر
الطبيعي وتتجاوز حدود الاحتمال لتضيق
بها ضرعاً و تشعر بالاختناق فكأنك مكبلُ
و عبدٌ مملوك لذاك الشخص فقط !!!
هنا ستلج الغيرة طريق الشك خاصة إذا
أبديت امتعاضك و نفورك من ذالك التصرف
ليخيل له أنك تفعل ذالك لأنك لم تعد تحبه
أو لأنك أحببتَ شخصاً آخر !!!
و لكن ماذا نفعل لكي نحل المشكلة ؟
لا أعلم تماماً ما هو الحل السليم لهذه المشكلة
و إنما أرى تجنب كل ما يثير غيرته
و الحوار الهادئ و اللطيف معه و إقناعه
أن كل الناس لا يمكن أن يتساووا معه بالمكانة
و مشاعر الحب ربما تخفف من غيرته و تزرع
الاطمئنان في قلبه .
أحبــــــــائي:
كلُ ما ذكرته سابقاً مجرد مقدمة بسيطة لإثارة
حوار ٌ فمن خلال وجهات نظركم و آرائكم
سنصل إلى الكثير من الحلول و التي سنستفيد
منها جميعاً ... و حوارنا سيكون من خلال هذه
النقاط :
1- ما تعريفك للغيرة ؟ و مالفرق بينها وبين الشك ؟
2-ماهي أسباب الغيرة من وجهة نظرك ؟
3- و هل يمكن للغيرة أن تتحول إلى شك ؟
4- هل تؤيد من يقول أن الغيرة قد تتحول إلى مرض نفسي ؟
و إذا كان كذالك فما هي حدود الغيرة الطبيعية ؟
5-إلى أي حد تتقبل غيرة شخص ما عليك ؟
و ماذا تفعل لتخفف من غيرته ؟
6- ما هي سلبيات الغيرة و إجابياتها في الحياة الزوجية ؟
7- ما هو ضرر إنعدام الغيرة أو كبتها نهائياً بحيث تتظاهر
لـ الطرف الأخر أنك لا تغار أبداً ؟
8- ما تعليقك على المقولات التالية :
- عندما تغار المرأة تكره: وعندما يغار الرجل يكره نفسه.
- أحيانا يغار الرجل على امرأة تحبه حتى لو لم يكن يحبها !
- وتغار المرأة على رجل يحبها حتى لو لم تكن تحبه !
-الحب الكبير يولد الغيرة والغيرة الشديدة تقتل الحب.
- إذا ضبطت نفسك متلبسا بالغيرة على إنسان ما ،
فتفقد أحاسيسك جيدا . فقد تكون في حالات حب وأنت لا تعلم .
- انتبه لا تخنقهم بغيرتك إذا كنت تحرص على بقائهم
معك فقد تخسرهم للأبد وأنت لا تعلم .
بقــــــلم أختكم :
حنان الرشيدي
آخر تعديل بواسطة حنان الرشيدي ، 28-12-2007 الساعة 08:46 PM.
توقيع حنان الرشيدي |
:
|
|