عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 27-12-2007, 01:28 AM
بنت العبسي
جُـنـُونِي سِر فُـنُـونِي
الصورة الشخصية لـ بنت العبسي
رقم العضوية : 1695
تاريخ التسجيل : 25 / 6 / 2007
عدد المشاركات : 7,636
قوة السمعة : 25

بنت العبسي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي ::: محاكمة العشاق :::





كَالفَرَاشَةِ تَطِيرُ فِي كُلِ مَكَان
تدعو للمحبة ..
للسلام .. للوفاء ... والتضحية
هدفها الأول في الحياة
الوصول لذروة الأمان ... والإطمئنان
في كل وادي تجدها
ولاتدع زهرة في الكون لا تستنشقها ...
تداعبها ... ترفرف بجناحيها فوقها
بكل بسمة ... وبأحلى ألوانِ مُرتسِمة
كم هي لطيفة ... ناعمة ... رقيقة .. هادئة ..
طفولية الروح ... عفيفة البوح
حتى رأت تلك الشجرة التي يكسوها شباك العنكبوت
ومن خلف الشباك
رجُلٌ اشعرها بإرتباك
:

نـُسِجَت على وجهه خيوط العنكبوت
بكل كلمات الكون المنمقة استقبلها
وبأنواع العشق والغرام احتضنها
رَسَم .. خَطَط ... نفذ بكل براعة
تمنى شيءً ووصل اليه بلباقة
سيطر هو دون ان تُسَيطِر هي
أغمضت عينيها ... ومدت يديها
نست الأزهار ... والرحيق ... والطيران
تَذْكُر اسمه ... وحديثه ... ولون عينيه
وأيُ طريقٍ يؤدي إليه
شباكه كانت ثقيلة ... ونسجها محكمٌ عليها
:

قيدها بقيودٍ وهمية .. وانقادت له بكل عفوية
نسج لها من خيوط العشق ثوب سندريلا
ومن شوقه الكاذب ... عقوداً لؤلؤية
جعل لها الغيوم ... طائرة تحلق بها
بين المدن الخيالية
وعلى انهارِ مرمرية
شَيَدَ قصور
وصَنَع بُحُور
وحاويةً تلف وتدور
:
كُلُها من نسجِ من خيوط العنكبوت
وما أدراك ما خيوط العنكبوت ؟
تراها قوية ... وهي اوهن البيوت
حتى سئمت ذلك الرباط
وتلك الأخلاق .. وذلك الانحطاط
قررت رفع قضية ... في محاكم العشق الأبية
:

بكل انكسار ... يفسر ماصار
يكذب ... يغدر ... يخون
وبكل عفوية يقول :
ماذا فعلت ؟
يبرر بكثيرٍ من الأعذار
يبكي .. يصرخ .. يتعذر
اصبح من الذرَةِ أصغر
:
ولم تسمع منه شيء
ولم تستجيب لنواحه في شيء
فقد كان القهر يسيطر على مسامعها
والألم يعتصر قلبها
والبكاء ادمى مقلتيها
ولم تأبه به .. ولم تهتم بما يقول ويفعل
فقد تجردت من احاسيسها
ورفعت غطاء عينيها
ورأت الدنيا بنظرة جديدة
:

ووقفت على خشبة المحكمة
تشكو للقضاة مشكلتها
تصرخ مرةً .. وتبكي آلآف المرات
تجلسُ تارةً ... وتهيم مرة بين الافلاك
تبتسم .. تطير .. ثم تهبط
كم هي حائرة .. ومن اجواء الحب خائفة
تعالت ضحكاتها ... بهسترية المخمول
تضرب على خشبة المحكمة
تهتف بيديها وهي متألمة
تسكت لحظااااات ... وتنوح في الأخريات
حتى سقطت بلا وعي ... صريعة ارض المحكمة
وصرخ الخائن المُدعي ... عن مشاعره المكنونة
:


قائلاً ... وللوضع شارحاً:
نعم أحببتها .. نعم عشقتها
وبنار الشوق أولعتها
وبغيابي أفزعتها .. لتحبني وتقترب مني
لألأ تكون لغيري
وبكل أنانيةٍ احتضنتها
وفي شباكي أوقعتها
وفي ملكوتي أدخلتها
عزفت لها من الناي اسطورةً للعشاق
ومن الكانون ... موسيقى لتنسى الفراق
ارقصتها هائمةً على وجهها على يداي
وبكل قوةٍ عذبتها في جهنم قلبي
لم ارحمها ... ولم اُشفق على صغرها
:
كانت كالفراشة ... وعلى عينيها غشاشة
فلتفتح المحكة السجلات
وترى مابيدها من ملفات
وتتحقق مما هو ماضِ وماهو آت
فأنا بكل جنونٍ عشقتها
وكل مافي هذه الدنيا وهبتها
خوف .. غيرة .. شوق ... سهرٌ وحيرة
متعتها ... وفي نيراني احرقتها
لكي لاتكون لغيري ... وبكل غباءٍ ضيعتها
فلترى المحكمة ما يحلو لها
وليعلم القاضي بأني أقسم اني ::: عشقتها :::
:


فُتِحت ملَفات القَضية ... وأُحيلت للقضاة المُدعية
سكت الحضور ... وبقوا في ذهول
يملأُ القاعة الخوف ... والارتباك والشحوب
كلٌ أصبحَ غارقًا في أفكاره
وكلاً منهم يدورُ فقط في مداره
الكُلُ ينظرُ لـ بوابة المحكمة
ينتظرون من القضاة انهاء الشكوة
ويُنصِـفون فراشتنا المُتـظَـلِمة
أصبحت مكسورة .. متألمة مقهورة
تنتظر كلماتٍ تكسِرُ بها غرورة
وتَشفي بها جروحِها المحفورة
في صميم قلبها الصغير
وتعود مرةً أٌخرى لتطير
بين البساتين .. وعلى زهور الياسمين
وتنظِمُ عقوداً من الدُرِ الثمين
:


حكمة المحكمة على العاشق المتهم ...
بسجن في زنزانات سجناء الهوى
مع الاعمال الشاقة لترتيب معاني الحُب الصادق ... في دفاتر قلبه
يمنع منعاً باتاً من دخول دنيا المحبين ... ومعاشرة الهواة الصادقين
يُحرم من معشوقته .. لتُحرِقُه عليها غِيرته
ويُطلق سراحها للبحث عن حياتها
ويمكث هو في زنزانته .. يراقبها من نافذته
لايخاطبها ... ولا يلاعبها
ولا يرسوا بسفنه على موانئها
لا يحتضنها ... ولا يُراقصها ..
ولايستمع لموسيقى خطواتها
ويُحرق بنار الغيرة .. ولتشتعل بالنار ذاته
:
هو من ؟؟
خطط .. ورسم .. ونفذ
وعليه وقعت القضية
وخُلِدَ في الزنزانات المنسية

:
مسكينٌ ذلك العاشق
وقع فريسة .. الغرور
فخسر كل ماجمعه في دهور


.

رسمت لنفسي صورةً وهمية ... ونسجت منها خيوط خاطرتي
أتمنى أن تروق لكم ..





الموضوع الأصلي: ::: محاكمة العشاق ::: | | الكاتب: بنت العبسي | | المصدر: شبكة بني عبس


آخر تعديل بواسطة الهنوف ، 29-01-2008 الساعة 01:34 AM.


توقيع بنت العبسي

 

 



Facebook Twitter