منطق العقل.....أم منطق القوه ....
...العقل ...أم القوه...
العالم ....كما كنت أظن .....تحكمه مجموعه من القيم و المبادئ ....والتي تتحول الى قوانين و دستور ....تطبقه
الدول بحزم ....والهدف هو تحقيق العداله في مجتمعاتها....
هذا التصور ربما كان ناتج عن تصوراتي البسيطه عن دولة القانون التي أعيش تحت ظلالها الوارفه و عن
مجتمعي البسيط الذي لا يعرف أكثر أفراده – على الأقل حتى وقتٍ قريب – الألتفاف على القوانين وتجاوزها
-الا بتعاطي فيتامين واو الشهير- وهي ميزه لا تتحقق الا لفئه قليله من المجتمع....
المهم ...أن منطق القانون كان يترسخ كلما أستمر شريط حياتي في الدوران .....وفي المدرسه كما هي العاده
....أتضحت لدي هيبة القانون .....عطفاً على النظام المدرسي الصارم .....حيث نجد كلمة ممنوع في كل زاويه
من زواياه و أركانه.... ولذلك ترسخ لدي أن القانون فوق الجميع ...
ومع الوقت .....تلاشت لدي قناعات ....وحلت مكانها قناعات جديده ومغايره.....
بدأ المجتمع ينسلخ عن ثوب البساطه والبراءه الفطري......لم يعد القانون ساري المفعول في كل الأحوال
.....كان القانون ينصاع للقوه التي تسخره بالطريقه التي تحلو لها....أذاًً من يملك القوه يستطيع أمتلاك الحق !!...
ولكن ...أليس هذا هو فساد أداري لا يمكن تعميمه على الجميع.....أقنعت نفسي بأن العداله ماتزال تحتل مكانتها
رغم كل شيء.....وأن لكل قاعده شواذ....و أعتبرت تدخل القوه لأرغام القانون على الأنحياز نحو مايحقق
مصالحها ....شذوذ عن قاعدة العداله ....التي تحتكم الى العقل والقانون قبل أي شيء آخر....
وتوالت الأحداث .....و العولمه آخذه بالتشكل ....العالم يتقارب و يتواصل ..... أصبحنا نتخطى الحدود بعقولنا
قبل أجسادنا.....والأعلام كان اللاعب الأبرز.....
نــــــظرت الى المجتمع الدولي .....مجلس الأمن ....الأمم المتحده ....أنه مجتمع يمتلك أنظمه وقوانين ....أعتقد
أنه يعمل وفق قوانين ويطبقها بحذافيرها !!...نحن نعلم ولع الغرب بالنظام والقوانين ..!!...
ولكن !!...مهلاً....القوانين لا تنطبق على الجميع بالضروره .....يبدو أن الأمر يخضع للمزاجيه الدوليه التي
تستطيع تعطيل سلطة القانون متى أرادت!!...
مجلس الأمن أتخذ قرارت كثيره بالأجماع ضد أسرائيل ....أنتهت بفيتو أمريكي شديد الضراوه ....
أمريكا عندما تصمم على أتخاذ القرار.....تتخطى مجلس الأمن وتضرب بقوانينه عرض الحائط ....
والمثال الواضح للعيان....هو حرب العراق التي لم يقرها مجلس الأمن ....بينما كان لأمريكا رأي آخر....
فليذهب القانون الى الجحيم ....فهي من تصنع القانون .....و تشكل العالم حسب ما يروق لمزاجها ...
والآن هي تتدخل في مناطق كثيره من العالم......و تتدخل في شؤون الكثير من الدول.....
وتفرض عقوباتها على دول كثيره أخرى......حتى أن الجرأه وصلت بها أخيراً لتتدخل عسكرياً لأسقاط حكومه
وتنصيب أخرى مكانها مواليه لها ....
أسرائيل تمتلك أكثر من 200 رأس نووي ......فيما يحظر هذا الأمر على باقي دول الشرق الأوسط بمنطق
القانون!!....الذي تفرضه معاهدة منع أنتشار السلاح النووي....!!....الواقع أن أسرائيل كيان فوق القانون ...أو
لنقل كيان خارج عن القانون !!...
أمريكا .....تفتخر بالقيم الأمريكيه ....تتظاهر بالحريه والعداله و الأنفتاح .....لكن الحكومه الأمريكيه لا تتوانى
عن أستخدام منطق بات أكثر أقناعاًً من كل قوانين العالم و قيمه ...
تستخدم الحوار بغرض فرض شروطها على الآخرين.....وعندما لا يتحقق ذالك....فأن منطق القوه قادر على
ترويض كل خصومها الأشرار.....!!...
القوه الأمريكيه .....هي قانون العالم.....وهي من تحدد من له الحق في قضايا العالم .....منطق العقل مجرد قناع
يقبع وراءه منطق القوه ....
العجيــــب .... أن العقل الأمريكي هو صانع قوة أمريكا الضاربه ......فالعقل هو من خرج بكل هذه الأختراعات
والأسلحه!!.....
وبذالك لا يزال العالم يتخبط بين منطق العقل الذي يحاول العوده لأمتلاك زمام المبادره .....وبين منطق القوه
الذي يفرض نفسه كلما تأزمت الأمور ....فيضع حداً لها.....
وباختصـار فإن قوة بلا عقـل هي قـوة غاشمـة قد تـؤدي بصاحبهـا الى الـهلاك.. كما ان عقـل بلا تفـكير
وتخطيـط وتوصـل لأسبـاب الـقوة هو طـاقة مهـدرة لافـائدة منها.. وفي الختـام اعتقـد وفي هذا الزمـن أن
من يمـلك القـوة يملك الحـق ومن يقـل غير ذلك فليثبت صحـة كلامـه من الـواقع بـشرط ان لايتحدث
بلغـــة المثـــاليــــــات..
آخر تعديل بواسطة عبدالله منور ، 21-12-2007 الساعة 05:40 PM.
توقيع عبدالله منور |
سبحان الله و بحـمده ، عدد خلقـه ، ورضــا نفسـه ، وزنـة عرشـه ، ومـداد كلماتـه ، للتـــــــــواصل
|
|