********
فاصطفى الله سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
لأداء الرسالة وحمل الأمانة
يقول سبحانه وتعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم
( َإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
( َإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
( إِنَّكَ لَعَلَى هُدىً مُسْتَقِيمٍ )
( إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )
********
فأنزل الله عليه كتابه الكريم وقرآنه الحكيم
أنزله كتابا مباركا
فى شهر مبارك هو : شهر رمضان
وفى ليلة مباركة هى : ليلة القدر
يقول سبحانه وتعالى
(هَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ )
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ)
******
تلك الليلة : خير من ألف شهر
إنها الليلة التى نزل فيها كتاب الله المبين على خاتم الأنبياء والمرسلين
إنها الليلة التى نزلت فيها جميع ملائكة الرحمن ليشهدوا نزول القرآن
إنها الليلة التى نزل فيها سيدنا جبريل عليه السلام وحى الله الأمين لينزله على نبى الله الكريم
يقول الله جل علاه
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)
إنها الليلة التى نزل فيها كتاب الله على الأرض التى أراد الله بها الحياة
يقول الله جل علاه
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)
*****
وكان نزول كتاب الله على رسول الله : آيات متفرقات
كان نزول آيات كتاب الله على رسول الله : على مدى الأيام والليالى والسنوات
يقول الله جل علاه
( قُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً )
(ْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ )
*****
وتعهد الله بجمع تلك الآيات .. وتعهد الله بحفظها
فقال من له الحكم والقهر
(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
*****
وعلم الله جل علاه نبى الله كيفية قراءة تلك الآيات
و كيفية ترتيلها وكيفية تلاوتها
يقول سبحانه وتعالى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى)
(فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)
******
فهذا هو كلام الله الذى نزل من عنده جل علاه
يقول العزيز الحكيم
(صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ)
******
إنه الكتاب الذى بين يديك
إنه الكتاب الذى أمام ناظريك
(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ)
******
إنه الكتاب المسطور الذى سيظل إلى يوم النشور
إنه الكتاب الذى لايجحده ولا ينكره إلا كل موتور ومبتور
(قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ )
******
إنه الكتاب الذى نزل بلسان نبى الله ومصطفاه
إنه الكتاب الذى لايدانيه أى لسان فى الفصاحة أوالبيان
يقول الله جل علاه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً )
(لِسَاناً عَرَبِيّاً )
( يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
******
فكافة الإنس والجان لو اجتمعوا منذ بدء الخليقة وحتى يوم الدين
ما أحاطوا بما فى هذا اللسان من تبيان لأنها لغة الفصاحة والبيان
يقول الله جل علاه
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)
*****
يقول الإمام الشافعى
(لايجوز أن يكون أهل اللسان العربى أتباعا لأهل لسان غير لسانه صلى الله عليه وسلم بل كل لسان تبع للسانه كما كل أهل دين قبله عليهم أن يتبعوا دينه
فيشهدوا بأن لاإله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ويتلون كتاب الله
فيكونوا تابعين لا متبوعين
وإن من علم القرآن بهذا اللسان انتفت عنه الشبه التى دخلت على كل من يجهله لذا
فهو فرض لاينبغى تركه ولا يدعه إلا من سفه نفسه وترك موضع حظه )
*****
ويقول الشيخ أحمد شاكر
(إن الأمة التى نزلت بلسانها الكتاب الكريم يجب عليها
أن تعمل على نشر دينها ونشر لسانها ونشر عاداتها وآدابها بين الأمم الأخرى وتدعوها إلى ما جاء به نبيها صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق
لتجعل من هذه الأمم الإسلامية أمة واحدة
ولتكون أمة وسطا ويكونوا شهداء على الناس
فمن أراد أن يدخل فى هذه الأمة فعليه باتباع شريعتها ليهتدى بهديها ويتعلم لغتها فيكون تبعا لا متبوعا )
*****
*****
ويقول الإمام القاسمى
(إن أعداء الدين والجهلة من المسلمين بهذه اللغة بعيدين - أو مبعدين –
والراوون عنها من هؤلاء يقولون بالحدس والتخمين ويحملون فى وصفها ويفصلون وينطقون بما لايعلمون
حتى كسوها ثوبا غير ما لاق بها
وكادوا يحلئون الظامى إلى مشربها
ولو أنهم قصروا عليها اشتياقهم ولم يخلبهم من غيرها ما شاقهم
وتذللوا لها حرصا على معرفة مكنونها وتاقوا إليها كلفا بإدراك شئونها لأطلعتهم على علم أسرار ألفاظها
فبحرها زاخر بأسارير حسنها وتباشير فنها وحكمة وضعها وبهجة مطلعها
فما سواها من لغات فقيرات وهى الغنية
وما سواها من لغات متشاكسات وهى السوية
فموردها عذبا صافيا وظلها ظليلا ضافيا
لم يقدروها حق قدرها ولا عرفوا أنها الفاضلة وغيرها المفضول )
****
يقول الله جل علاه
(إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
(كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
*****
فالتحدى بما فيه من بيان قائما وسيظل قائما بهذا اللسان
وآيات الله فى كتابه لم ترفع ولن ترفع ولم تبدل ولن تبدل
يقول الله جل علاه
(فَأْتُوا بِكِتَابٍ)
( فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ)
(فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ)
( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ )
(فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ)
(َادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
(َادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ )
****
وإياكم ياعباد الله من الزلل فى تفسيره أو الحيدة عن معناه
أو أن يطوعه أحدا منكم بما يراه أو يطوعه لغيره لما يهواه
يقول الله جل علاه
(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
(أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا)
فهذا هو كتاب الله
(إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ)
(َمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ )
وليس لأى عبد من عباد الله أن يصل إلى تأويل كلام الله
ولكنه اجتهاد :: على حسب ما أوتى المرء من العلم والفضل
وما أوتى من الكمال والعقل
فإن أخطأ فى اجتهاده فالله غفور رحيم
وإن أصاب عند الخلق ::
فالعلم عند الله
فقد قال الله جل علاه
(قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً)
(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّه)
فالكلام كلام الله الذى نزل من عنده جل سناه
يقول العزيز الحكيم
(َلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ )
(لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ)
( إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)
يقول مالك الملك والملكوت وصاحب العز والجبروت
( أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ)
(وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ )
(تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى)
************************************************** **************************
سعيد شويل