[عز و مهابه]

( 1 )

الضرير يمتلك عكاز يُنير له طريقه يجعله يمشيّ بخُطى واثقه ،
يمتلك قدرات و مؤهلات تفوق الوصف وكأنه يرى الشمس في وضح النهار

المريض يمتلك حدس قويّ يجعله يشعر بدنو أجله وقُرب رحيله من
هذهِ الوسيعه ، فـ/نراه يصفح و يُصافح يُخبر الجميع بأنه بحاجه أكثر لقربهم
حريص على ترك الأثر والقول الطيب في النفوس و كأنه يقول لهم " أذكروني بِ الخير "

ماذا لو أننا نملك حدس المريض ونشعر بِ قرب رحيلنا من هذه الوسيعه ،
ماذا لو أننا نملك عكاز كـ/عكاز ذلك الضرير لتخبرنا عن دروب السعاده ،
أعتقد لو أمتلكنا ذلك الحدس و العكاز لأستطعنا أن نصل لمعنى السعاده الحقيقيه ، ولا أضعنا جُل أوقاتنا في العيش
بين سراديب الحُزن فـ/السعاده الحقيقيه ماهي إلا أن تمتلك ثلاث صفات الصدق / الوفاء / الإخلاص ... فإن تمسكت
بتلك الخِصال و طبقتها على ذاتك فـ/بتأكيد ستنعكس على من حولك وتستطيع أن تصل
إلى أعلى قمم السعاده .. وإن لم تكن صادق مع نفسك مخلصًا و وفيًا لها لن تكن مع غيرك كذلك
ولن ترى السعاده في يوم




(2)
مجتمعنا كبير ويضم العديد من الفئات نلتقي بِ بعض الاشخاص نألفه من أول وهله فـ/نكن أمامه ككتاب مفتوح و كأننا نعرفه من سنين
وآخرون بمجرد النظر لهم لا نشعر نحوهم بإرتياح ونفضل البعد عنهم أو تجنبهم ...
مجتمعنا أشبه بِ المطارات فهي تحوي صالة مُغادره و أخرى للإستقبال
هُناك أشخاص أحببناهم و ألفنا وجودهم معنا ولكن الظروف كانت أقوى منا ومنهم
ضبوا أشلائهم ليرحلوا عنا وهذا الرحيل لم ينقص من مكانتهم في قلوبنا نقف في
صالة المغادره نودعهم بكل حزنًا وأسى ، نقف على أطلال الذكرى التي تحيهم بداخلنا
دون كلل أو ملل




(3)
الغياب طريق سلكه الكثير منا برغم أن له محاسن ومساويء إلا أنه لا زال محاط بِ هاله رمادية اللون ،
الغياب جميل فهو يُعينك على فهم ذاتك أكثر و ترتيب قائمة أصدقاؤك لمعرفة من يستحق الركل ومن يستحق
البقاء معك ، الغياب يمنحك فرصه لرؤية من تحب بروية أكثر لتتسع خارئط الشوق في قلبك وتضيق فوهة
العتاب والغضب بينكم .!!