ويواصل عنتره قائلاً :
لا ذلتُ أرميهِم بثقرة نحره ولبانه حتى تسربلَ بالدمِ
لو كان يدري ما المحاورةَ اشتكى ولكان لو علم الكلام مُكَلِمي
فازور من وقع القنا بلبانِهِ وشكى إليَ بعبرة وتحمحمِ
الشرح :
يقول عنتر لا ذلت أضرب خصومي وأنا مقبل عليهم غير مدبر والدليل على إقبالي نحوهم أن عنق أو رقبة جوادي قد تسربلت وإمتلئت بالدماء حتى ظننت أن هذا الحصان إذا كان يعرف الكلام لكان كلمني وتحدث معي طالباً الرحمة ولكن لا يعرف الكلام لذلك إزور من وقع القنا بلبانه أي ( بات يتفادى وقع سهام الخصوم لبانه ( واللبان هو المنطقة الواقعة أسفل عنق الحصان وأعلى صدره " سن البرق في الخروف " ) بالإلتفات يميناً ويساراً مع إصداره لصوت نحيب خافت إعتبره عنتر بمثابة الشكوى وذلك في قوله :
( وشكى اليَ بعبرة وتحمحمِ ) .