،
كانت قريبة مني .. تهمس في أذني :
لا تبتئسي ،
و لا تحزني أيتها
الثعثع ،
زرتكِ هذهِ الليلة كي أُساعدك
بـِ أنتعالِ النسيان لـِ تُكملي
رحلتكِ
دون أذى يخدُش قلبكِ .
قلت و شهقة البُكاء تستوطِن صَدري :
و كيف لي ذلك ؟
رحيلكِ
أذاب عني كُل جميل ،
كُنتِ عامودي الفقري ..
و اليوم حبيبتُكِ مُعاقة و الشِفاء مُحال !
بـِ أصابعِها الحانية لمَست شفتيّ و قالتْ :
لكنكِ تحبين
إبتسامة الصَباح ..
و تغمسي يديكِ بـِ حناءِ الطُهرِ !
تنهدتْ و أخذتني لـِ صدرِها .. قالت :
تظللي الصبر يّ
حَبيبتاهـ ،
نظرتُ إليها ..
و هي تبتسم
للجانبِ الأيمن مِن عُمري
مسكت ذِكْرياتي الأليمة بـِ يديها الطاهِرتين
ضغطت عليها بـِ شدة حتى قتلتها ،
و بـِ براعتِها الحَاذِقة كفَنت أوجاعي
بـِ
الأبيضِ الجميل ،
و حملته إلىٰ مثواهِ الأخير ،
ثم أخفت عنَ وجهي
الشُحوب ،
إبتسمتُ لها .. ثم ألقيتُ علىٰ الجثمانِ تحية الوداع ،
إقترَبتْ مِن جسدي ،
لملمت شعري عن وجهي بـِ سلسلتِها العَسجدية ،
وَ زينت كتفيّ بـِ يديها ،
أغمضت عينيها ..
ثم أراحتني بـِ قُبلةٍ وشمتها علىٰ جَبينِي ،
شممتُ مِن انفاسِها
الأخيرةِ رائحة المِسك ،
حينها .. أدارت لي ظهرها .. لـِ ترحل عني بعيدًا
كَ ظلِ شجرةِ الريحان تتلاشىٰ حينَ المغيبْ ،
دَوت صَرختي :
أرجوووكِ
لا تترُكيني ،
عودي .. أرجوووكِ
كوني بـِ القُرب منّي ،
سقطتُ علىٰ أرضِ البُكاء ..
تَحشرجَ صوتي :
عودي إليّ .. علّهم مِن
قُربكِ لي
يتركوا نزعَ الضوء من عُمري
الساعة : الثالثة و العشرين عمرًا
يآآآهـ .. أستيقظتُ مِن نومِي
فجرًا ،
كان حُلم رأيتها بهِ ،
ضَممتُ ركبتي إلىٰ صَدري
بكيتُ حد الشَهقة ،
تذكرتُ رائحة أنفاسها ،
فَ
فركتُ ذاكرتي بـِ راحة يدي فَ وجدتها بيضَاء
خالية مِن أي حُزن
.
.
ثم .. إبتسمتْ :)
بـِ قلم الثعثع :
إخلاص