عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 17-11-2011, 12:40 AM
سعد بن عادي
عضو مجلس الإدارة
الصورة الشخصية لـ سعد بن عادي
رقم العضوية : 638
تاريخ التسجيل : 9 / 12 / 2006
عدد المشاركات : 7,686
قوة السمعة : 26

سعد بن عادي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
الشعر شأنه شأن الفنون الأخرى ..
حالة وجدانية تسيطر على صاحبها نتيجة موقف معين , فلا يجد وسيلة للتعبير
عنها سوى الشعر ...
الشعر .... لا يمكن أن يكون علاجًا ، بمعنى أن يتحقق الشفاء من خلاله ، نعم قد يساعد في إخراج تنهيدةٍ أو يطلق العنان للبكاء ، وهنا قد يشعر المتألم بشيء من الراحة في التخلص من الضغط النفسي ، لكن أن يشفى فلا .
وكذلك الحال في مَنْ يأتون للعزاء في ميِّت ، هم لا يخففون من وقع المصيبة بل تجد معهم للبكاء سببًا !
ولكنه هو أفضل الفنون للتسامي بالشعور ولا يحدث ذلك إلا إذا تذوقت النص وعشت مع مفرداته ومعانيه ، هو أفضل وسيلة لتأمل الذات والارتقاء بالألم ، فالشاعر أو الكاتب لا يشعر بالراحة إلا إذا فرّغ انفعاله بعمل أدبي .
الرسّام يعبّر عن ذات الحالة بريشته ..
الكاتب , الناثر , الموسيقي .. الخ
ولأن الشعر هبة من الله منحها لبعض خلقه , فإننا نجد ان تأثيرها يكون قوبا على المتلقي الذي
تجد القصيدة هوى في نفسه نتيجة موقف معين فيتفاعل معها سلبا وإيجابا ..
وخير مثال لهذا التفاعل بين الشاعر والقاريء هو ما قرأناه عبر التاريخ في قوة تأثير شعر الحماسة مثلا
في إذكاء روح الوطنية وبث الحماسة في روح الجيوش المحاربة , والدفاع عن القبيلة وهكذا ..
اما شعر الغزل فتأثيره ربما يكون محدودا في شخوص أولئك الذين يرون في وصف الشاعر خير تصوير
لحالاتهم النفسية فيكون تفاعلهم عميقا جدا , ولنا في نوادر الجاحظ امثلة كثيرة على قوة التأثير التي تملكها
القصيدة على المتلقي من ذلك قصيدة ام عمرو المشهورة ..

شكرا أحاسيس على هذا الطرح الجاد ,
ودمتم كما تحبون
آخر تعديل بواسطة سعد بن عادي ، 17-11-2011 الساعة 12:45 AM.