عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 22-10-2011, 10:39 PM
باحـث
عضو مشارك
الصورة الشخصية لـ باحـث
رقم العضوية : 13440
تاريخ التسجيل : 31 / 8 / 2011
عدد المشاركات : 81
قوة السمعة : 13

باحـث بدأ يبرز
غير متواجد
 
Lightbulb مقالة الدكتور عبدالرحمن الفريح بجريدة الرياض عن تاريخ حائل
نشرت جريدة الرياض بتاريخ (( الجمعة 22 صفر 1426هـ - 1 إبريل 2005م - العدد 13430 )) مقالة للدكتور عبدالرحمن الفريح عضو مجلس الشورى والأديب المعروف .. بعنوان ((حائل ما بين الشعر والتاريخ)) وهذا نصها:
حائل ما بين الشعر والتاريخ
الدكتور الباحث الفريح: حائل تنفرد بوضع اجتماعي وتاريخي قديم ساهم في حركة الشعر

حائل - خالد العميم:
اشتهرت منطقة حائل في تاريخ مجيد وتعددت فيها روايات وحكايات تاريخية.. استلهمت ذلك من نابع ما تحظى به من شعراء بارزين ساهموا في رسم الوضع الاجتماعي والتاريخي بالمنطقة.. والباحث التاريخي بمنطقة حائل الدكتور عبدالرحمن الفريح معروف في بحثه التاريخي والاجتماعي بالمنطقة.
فيقول تضرب حائل بجذورها في اعماق التاريخ منذ ان كانت تعرف بالقرية في وقت كان فيه اسم حائل يطلق على وادي الاديرع الذي تقع القرية على ضفتيه الغربية والشرقية.

حائل البلدة التي قال فيها امرؤ القيس وهو شاعر جاهلي:
تبيت لبوني بالقرية امنا
واسرحها غباً بأكناف حائل
أما حائل الوادي والمنطقة فقال فيهما الأشهب بن رميلة التميمي وهو اسلامي:
والله دري أي نظرت ذات هوى
نظرت ودوني لينة وكثيبها
الى ظعن يمت نحو حائل
وقد عز ارواح المصيف جنوبها

وذكر المتقدمون ان أجا وسلمى قد عرفا بهذين الاسمين منذ ايام العماليق وقال الهجري وهو من المعنيين بالامكنة والمواضيع ان حائل واد يصب في الحزن والحزن هو حزن بني يربوع المميز بكونه من أجود مراعي العرب في عصرهم القديم والمشهور بكثرة وقائعه واشعاره.
وادي حائل لا يصب الآن في الحزن الذي حدده اصحاب المعاجم وانما ينتهي الى اللوى بفعل عوامل التعرية في الرمال.. وفي ارض اللوى تقع المدينة الثانية في المنطقة وهي بقعاء قال فارس العرادة:
أرمتكم امري بمنعرج اللوى
ولا امر للمعصي إلا مضيعا
يذكر التاريخ ان بعضاً من القبائل البائدة من أيام عاد وثمود كانت تسكن في منطقة حائل ويؤيد اصحاب الآثار بوجود بعض النقوش والكتابات الاثرية.
وفي حائل سلسلة جبلية اخرى ثالثة هي رمان شبيهة بأجا وسلمى وقال زهير بن أبي سلمى أحد شعراء المعلقات يذكر بعض الامكنة في رمان وسلمى:

وقد اراها حديثاً غير مقوية
السر منها فوادي الجفر فالهدم
فلا لكان الى وادي الغمار ولا
شرقي سلمى ولا فيد ولا رهم
يسير زهير في الشعر على طريق استاذه أوس بن حجر التميمي رأس مدرسة الشعر والاوسية في العصر الجاهلي التي ارتفع بها بعض النقاد الى عهد الفحل التميمي وكان أوس يقيم في ارض شرج وناظره وزهير في ارض الحاجر وشعره مع شعر زهير رافد من روافد الادب في العصر الجاهلي ومصدر مهم يعين المهتمين بدراسة المواضع وتحديد البلدان، يقول أوس:

لكن بفرتاج فالخلصاء أنت بها
فحنبل فلوى سراء مسرور
فرتاج منهل قديم في رمان قال خليفة بن بشير التميمي في غزلان رمان وفرتاج:
حتى اضاء سراجاً دونه حجل
حور العيون ملاح طرفها ساجي
يكشرن للهو واللذات عن برد
تكشف البرق عن ذي لجة داجي
كأنما نظرت دوني بأعينها
عين الصريمة او غزلان فرتاج
فرتاج بالقرب من وادي الرحبة والرحبة يصب في الثلبوت والثلبوت هو الشعبة الآن أحد روافد وادي الرمة الذي يلتقي به عند الحاجر.
وبين الحاجر والرقم 34 ميلاً والرقم في جبال العلم في الطرف الجنوبي من منطقة حائل.
قال النابغة الذبياني يذكر طواله في جبل العلم:

يا عالم لم أعرفك تنكر سنة
بعد الذين تتابعوا بالمرصد
لو عاينتك كماتنا بطواله
بالحزورية او بلابة ضرغد
اللابة هي الحرة في الطرف الجنوبي الغربي من منطقة حائل وفي الحرة تقع واحة (فدك) التاريخية الأثرية وكذا ضرغد.. اما الحاجر والرقم فهما من منازل الطريق المكي الكوفي ومثلهما في المنطقة سميراء وفيد وزرود (الخزيمية) والثعلبية (البدع وخضراء).
حين نزع العدنانيون إلى بلاد الجبلين تربعت غطفان في منطقة الحرة وعلى ضفاف وادي الرمة الشهير قرب رمان وحلت أسد في أجا وسلمى متخذة من سميراء مركزاً من مراكزها المهمة لكن اسداً تقنع بالسهل بعد هجرة طيء المتعودة على سكنى الجبال من اليمن والتي اضطرها خراب سد مأرب إلى الابتعاد عن ديارها هذا في حين كانت تميم تحل في شمال شرق المنطقة فأخبار بلاد الجبلين (حائل) متصلة منذ أيام العماليق والعرب البائدة الى موجات القبائل من الحجاز واليمن الى الشمال العدنانية كأسد وتميم وغطفان والقحطانية وعلى رأسها طيء التي من أعلامها حاتم الطائي وزيد الخيل لقد كان لأبناء الجبلين اثر واضح في نشر حضارة الاسلام خارج جزيرة العرب، وكانت هذه المنطقة ممراً لجيوش الفاتحين الاوائل وتكفي الاشارة الى نزول جيش القادسية في ارض زرود ثلاثة اشهر على ما في مصادر الفتوحات الاسلامية، يقول فالين الفنلندي ان وسط الجزيرة هو ينبوع المهاجرين الذين يمموا شطر ما بين النهرين وسورية ومصر والمغرب ولذلك فهو يرى ان نجداً وبلاد الجبلين خاصة عظيمة الاهمية في تاريخ هذه الرقعة من العالم. أنتهى