يوم جبلة من ملاحم العرب في الجاهليه
قتال بني تميم ضد بني عامر
:
وخرجت بنو تميم على الخيل فكركروا الناس يعني ردوهم وانقطع شريح بن الأحوص في فرسان حتى أخذ الجرف فقاتل الناس قتالاً شديداً هناك، وجعل لقيط يومئذٍ وهو على برذونٍ له مجففٍ بديباج أعطاه إياه كسرى وكان أول عربي جفف
وجعل لا يمر به أحد من الجيش إلا قال له : أنت والله قتلتنا وشتمتنا . فجعل يقول:
يا قوم قد أحرقتموني بالـلـومِ
ولم أقاتل عامراً قبـل الـيومِ
فاليوم إذ قاتلتـهـم فـلا لـومِ
تقدموا وقدمونـي لـلـقـومِ
شتان هذا والعنـاق والـنـومِ
والمضجع البارد في ظل الدوم
وقال شأس بن أبي بلي يجيبه:
لكن أنا قاتلـتـهـا قـبـل الـيوم
إذا كنت لا تعصي أموري في القوم
وجعل لقيط يقول: من كر فله خمسون ناقةً، وجعل يقول:
أكلكم يزجركم أرحب هلا
ولن تروه الدهر إلا مقبلا
يحمل زغفاً ورئيساً حجفلا
وسائلاً في أهله ما قعلا
[IMG]http://alsahra.org/wp-*******/uploads/2007/05/hima-dhariah-030-large.jpg[/IMG]
تكثر القلتات في جبلة بعد المطر
[IMG]http://alsahra.org/wp-*******/uploads/2007/05/hima-dhariah-037.jpg[/IMG
سقوط لقيط بن زرارة التميمي في الموقعة
وقد اختلفوا في ذلك، فذكروا أن الذي طعنه جزء بن خالد بن جعفرٍ، وبنو عقيلٍ تزعم أن عوف بن المنتفق العقيلي قتله يومئذٍ وأنشأ يقول:
ظلت تلوم لما بـهـا عـرسـي
جهلاً وأنـت حـلـيمة أمـس
إن تقتلوا بكـري وصـاحـبـه
فلقد شفيت بسـيفـه نـفـسـي
فقتلته في الشعـب أول فـارسٍ
في الشرق قبل أن ترحل الشمس
فزعموا أن عوفاً هذا قتل يومئذٍ ستة نفرٍ، وقتل ابن له وابن أخ له. وأم العلماء فلا يشكون أن شريحاً قتله، وارتث وبه طعنات والارتثاث أن يحمل وهو مجروح، فإن حمل ميتاً فليس بمرتث فبقي يوماً ثم مات. فجعل لقيط يقول عند موته:
يا ليت شعري عنك دختنوسُ
إذا اتاك الخبر المرسـوسُ
أتحلق القرون أم تـمـيسُ
لا بل تميس إنها عـروسُ
والمقصود بهذه الأبيات زوجته دختنوس بنت لقيط بن زرارة، وكانت تحت عمرو بن عمرو بن عدسٍ. وجعلت بنو عبسٍ يضربونه وهو ميت
دختنوس ترثي بعلها!!
فقالت دختنوس:
ألا يا لها الويلات ويلات من بـكـى
لضرب بني عبس لقيطاً وقد قضى
لقد ضربوا وجهاً عـلـيه مـهـابةً
وما تحفل الصم الجنادل مـن ردى
فلو أنكم كـنـتـم غـداة لـقـيتـم لقيطاً
صبرتم لـلأسـنة والـقـنـا
غدرتم ولكن كنتم مـثـل خـضـبٍ
أصاب لها القناص من جانب الشرى
فما ثـأره فـيكـم ولـكـن ثـأره
شريح وأردتـه الأسـنة إذ هـوى
فإن تعقب الأيام من عـامـرٍ يكـن
عليهم حـريقـاً لا يرام إذا سـمـا
ولو قتلتنا غالـب كـان قـتـلـهـا
علينا من العار المجـدع لـلـعـلا
لقد صبرت كـعـب وحـافـظـتكلاب وما أنتم هنـاك لـمـن رأى
[IMG]http://alsahra.org/wp-*******/uploads/2007/05/hima-dhariah-042.jpg[/IMG]
من قتل في الموقعة ومن نجا وأخبارهم:
ذكروا أن طفيل بن مالك لما رأى القتال يوم جبلة قال: ويلكم! وأين نعم هؤلاء! فأغار على نعم عمرٍو وإخوته وهم من بني عبد الله بن غطفان ثم من بني الثرماء، فاستاق ألف بعير. فلقيه عبيدة بن مالك فاستجداه، فأعطاه مائة بعير، وقال: كأني بك قد لقيت ظبيان بن مرة بن خالد فقال لك: أعطاك من ألفه مائةً! فجئت مغضباً. فلقي عبيدة ظبيان، فقال له: كم أعطاك؟ قال: مائة. فقال: أمائة من ألف! فغضب عبيدة. قال: وذكر أن عبيدة تسرع يومئذٍ إلى القتال، فنهاه أخواه عامر وطفيل أن يفعل حتى يرى مقاتلاً، فعصاهما وتقدم، فطعنه رجل في كتفه حتى خرج السنان من فوق ثديه فاستمسك فيه السنان، فأتى طفيلاً فقال له: دونك السنان فانزعه، فأبى أن يفعل ذلك غضباً، فأتى عامراً فلم ينزعه منه غضباً، فأتى سلمى بن مالك فانتزعه منه، وألقي جريحاً مع النساء حتى فرغ القوم من القتال.
وقتلت بنو عامرٍ يومئذ من تميم ثلاثين غلاماً أغرل . وخرج حاجب بن زرارة منهزماً، وتبعه الزهدمان زهدم وقيس ابنا حزن بن وهب بن عويمر بن رواحة العبسيان، فجعلا يطردان حاجباً ويقولان له: استأسر وقد قدرا عليه، فيقول: من أنتما؟ فيقولان: الزهدمان، فيقول: لا أستأسر اليوم لموليين. فبينما هم كذلك إذ أدركهم مالك ذو الرقيبة بن سلمة بن قشير، فقال لحاجب: استأسر. قال: ومن أنت؟ قال: أنا مالك ذو الرقيبة. فقال: أفعل، فلعمري ما أدركتني حتى كدت أن أكون عبداً. فألقى إليه رمحه؛ واعتنقه زهدم فألقاه عن فرسه. فصاح حاجب: يا غوثاه. وندر السيف، وجعل زهدم يريغ قائم السيف. فنزل مالك فاقتلع زهدماً عن حاجب. فمضى زهدم وأخوه حتى أتيا قيس ابن زهير ابن جذيمة فقالا: أخذ مالك أسيرنا من أيدينا. قال: ومن أسيركما؟ قالا: حاجب بن زرارة. فخرج حتى وقف على بني عامر فقال: إن صاحبكم أخذ أسيرنا. قالوا: من صاحبنا؟ قال: مالك ذو الرقيبة أخذ حاجباً من الزهدمين. فجاءهم مالك فقال: لم آخذه منهما، ولكنه استأسر لي وتركهما. فلم يبرحوا حتى حكموا حاجباً في ذلك وهو في بيت ذي الرقيبة، فقالوا: من أسرك يا حاجب؟ فقال: أما من ردني عن قصدي ومنعني أن أنجو ورأى مني عورة فتركها فالزهدمان. وأما الذي أستأسرت له فمالك؛ فحكموني في نفسي. قال له القوم: قد جعلنا إليك الحكم في نفسك. فقال: أما مالك فله ألف ناقةٍ، وللزهدمين مائة. فكان بين قيس بن زهير وبين الزهدمين مغاضبة بعد ذلك؛ فقال قيس:
جزاني الزهدمان جزاء سوءٍ
وكنت المرء يجزى بالكرامه
وقد دافعت قد علمت مـعـد
بني قرطٍ وعمهم قـدامـه
ركبت بهم طريق الحق حتى
أثبتهم بها مـائةً ظـلامـه
وقال جرير في ذلك:
ويوم الشعب قد تركوا لقيطاً
كأن عليه حـلة أرجـوان
وكبل حاجب بشمام حـولاً
فحكم ذا الرقيبة وهو عاني
تاريخ يوم جبلة:
كان جبلة قبل الإسلام بتسع وخمسين سنة قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة سنة. وولد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل، ثم أوحى إليه بعد أربعين سنة، وقبض وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقدم عليه عامر بن الطفيل في السنة التي قبض فيها صلى الله عليه وسلم، قال: وهو ابن ثمانين سنة.
وقال لبيد بن ربيعة في ذلك:
وهم حماة الشعب يوم تواكلت
أسد وذبيان الصفا وتـمـيم
فارتث كلماهم عشية هزمهم
حي بمنعرج المسيل مقـيم
تم والحمد لله منقول من موقع فريق الصحراء متخصص بالاماكن التاريخيه
آخر تعديل بواسطة فهد المويسه ، 29-11-2007 الساعة 11:15 PM.
|