عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 28-11-2007, 02:52 PM
بنت العبسي
جُـنـُونِي سِر فُـنُـونِي
الصورة الشخصية لـ بنت العبسي
رقم العضوية : 1695
تاريخ التسجيل : 25 / 6 / 2007
عدد المشاركات : 7,636
قوة السمعة : 26

بنت العبسي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي

اقتباس من مشاركة الكناري


مر أسبوع وآخر وثالث وعاد إلى عامه الحزين يسكنه الوجع تسربله الفجيعه

يطارده القبح ويرسم بل ويحفر آثاره بقسوه يتحول إلى شعله من الغضب واللاأتزان

نكسه شديده 00 وهواجس مؤلمه من هذا المعين على الصمت المطبق

لم يعد يخرج أو يقرأ أو حتى يجلس كأنه معظم وقته منطرحاً في فراشه يتأمل 00

يحلم ثم يغرق في عالمه لم تعد المرآه












حتى وقف يوماً ما أمام صديقته المرآة وهو يتحدث مع نفسه فمرةً يقول : ربما رأتني وهربت ومرةً يقول

ربما شعرت بشيءٍ من حديثي فقررت الرحيل بهدوء , وبين هذه وتلك سمع صوت الهاتف :: رن , رن ::

لم يصدق وظن انه يحلم حتى تيقن بالفعل انه الهاتف , ذهب راكضاً مسابقاً للهواء ولسانه يتحدث قبل ان يرفع سماعة الهاتف

ألو .. ألو ...

وإذا بصوتها , لم يصدق فأخذ ينظر لثواني الى سماعة الهاتف في يده حتى اتقن انها بالفعل في يده, اعادها مرةُ أخرى

ليسمع صوتها الذي اشتاق له شرايينه ودمها ونبضات القلب التي كانت بطيئة تسرعت وكأنها وقود لمركبة سير .


فإذا هي تسلم عليه وتقول :

كيف حالك

فقال :

أنا بخير وانتي

قالت :

بخير ولكن ...! وسكتت

فقال لها :

ماذا هنالك ؟ وماذا جرى ؟ ولماذا لم تأتي للموعد ؟ هل جئتي ولم اعجبك ؟

هل انا بشع ؟ هل صار لكِ مكروه لاسمح الله؟

اغرق عليها الاسئلة بلسانه الخائف وجسده المنهك المرتجف من الشوق لها ومن الخوف من تركها له

ومن الخوف بأن يكون قد حدث لها مكروه.

فقالت له مهدئة له :

لم يحدث اي مكروه , ولم أأتي للموعد فقط اهدأ ولاتصعب علي الموضوع.

فأسرع قائلاً لها : موضوع >>>>>>>> وعلامة الاشتغراب في وجهه

قالت له : نعم الموضوع الذي خبئته عنك وعندما قررت ان اراك لأبيح لك به , خِفت من ردة فعلك

ولم آآتي للموعد .


فأخذ الهاتف وهو يزداد خوفاً وضربات قلبه اخذت تتسارع بقوووووة وجلس على اقرب كرسيٍ له

لكي يستند عليه , وقال لها : أنا اسمعك فقط تحدثي فقد نشفت عروق دمي وتوقفت دورتي الدموية

وهاهي نبضات قلبي تتباطئ شيءً فشيئ فبالله عليك ليس بي من الصبر الشيء الكثير .

فأجهشت بالبكاء وأخذت تتحدث وتتحدث ولم يفهم منها شيئاً , حتى انقلب ماكان يتخيله وأصبح هو يهدأها

ويعدها بتفهم الموضوع بعد ما كان يتخيل انه هو من سيمر بهذا الموقف , فبعد ما هدأت قالت له :

لقد اصبت بشلل الاطفال منذ صغري واخذت تأخذ انفاسها رويداً رويداً , ولله الحمد مرت الأزمة بسلام

ولكن تركت لي عرجٌ بسيط في قدمي ولكنه واضح اثناء مشيتي , واجهشت بالبكاء مرةً أخرى .

فأخذ يضحك بأعلى صوته وهي إلتزمت الصمت ومسحت دموعها كطفلةٍ تعبت من البكاء وكلماتها

متقطعة سألته ,, ما ما مالذي يُضحكك ؟


قال لها : لديَ سر أريد أن ابوح لكِ به وهذا ما يُضحكني , قالت : وهل قولك لسر يضحكك ؟

قال لها : نعم , لاني بعد سماعي لكلماتك قلة حدة الخوف لدي سألته : وماهو السر.

قال لها : أولاً عديني بأن تكون الصراحة هي أساس مكالمتنا هذه ولا يهم كيف تنتهي فأنا متقبل لكل شيء

فقالت هي : وانا كذلك .

سألها : أتحبيني .............. قالت : نعم ’ وانت

قال لها : نعم .................... لذا خفت ان تريني وتتركيني وهذا هو سري


قد اصبت منذ فترة من الزمن بتشوهٍ في خدي الايمن اثر حريقٍ شب في حادثٍ تعرضت له وانا الآن أعاني

من انكسار الروح والقلب وتشوهٍ في الوجه معاً , لذا خفت ان تريني وتتركيني وانا قد احببتك بكل ما املك من احاسيس في داخلي

وها انتي أيضاً تخبريني بشيءٍ في نفسك فأصبحنا متساويين ولكن ...!

قالت : ولكن ماذا ؟

قال لها لابد ان نرى بعضنا فإذا كان على عرجك فأنا غير مهتم يكفيني قلبك الذي احتضن اجمل احساسِ في العالم

وهذا ما ابحث عنه , الاحساس الصادق والحب الجميل , ولكن اريدك ان تريني قلربما اشمئزيتي من شكلي ولم يعجبك

ذلك التشوهـ فليس كل الناس سواسياً . فاتفقا على موعدٍ جديد ليروا بعضهما فيه وكان بعد يومين من تلك المحادثة .

وفي نفس المكان التقيا وجاء جميعهما يحملان قلوبهما على ايديهم كل منهما يسأل نفسه ألف سؤالٍ وسؤال

ويجيب على نفسه بألف اجابةٍ واجابة .


حتى اقتربا من بعضهما وجلسا في حديقةٍ عامة بين حشودٍ من الناس ولكن لم يشعرا بأن احداً حولهما وسلما على بعضهما ,

ورأى اعذب عينين بريئتين في حياته رقة وعذوبة وجمال وهي رغم التشوه الا انها رأت كل شيءٍ جميلٍ فيه هيبته رجولته وقوفه شموخه ..

حتى نظر الى ساعته فوجد ان الوقت مر كالبرق وهما بين كلامٍ جميل وبين قصصٍ

عن حياتهما , وكل منهما يحكي للآخر كيف كانت اعاقته سبباً في البعد عن العالم , وكل منهما يصف كيف يرى الدنيا

في هذا الوقت من الوانٍ وردية وزهورٍ وفراشات .. وبين كل كلمةٍ وأخرى تتصاعد أصوات الضحكات التي خرجت من القلب

وبعد انتهاء اللقاء تصافحا لكي يعود كل منهما الى منزله وعند تصافح الايدي تبادلا القلوب فأصبح كل منهما ينبض بقلب الآخر.



.. توتة توتة انتهت الحتوتة ..





::: الكناري :::

لقد استمتعت كثيراً في اكمال احداث القصة , لاني ضاقت بي الدنيا في بدايتها وانا أقرأ كلماتك تمنيت والله

ان تكون نهايتها بيدي ^_^ لتكتمل بنهاية سعيدة .. وانتَ منحتني تلك الفرصة ...

اسلوبك في السرد رائع جداً سملت يداك على كتابتها وعلى منحي فرصة اكمالها
آخر تعديل بواسطة بنت العبسي ، 28-11-2007 الساعة 02:58 PM.


توقيع بنت العبسي

 

 



Facebook Twitter