أنا السؤال اللي رحل في شنطة المنفي وطن
وأنا الجواب لكل سؤالٍ جاد به فاه اليتيم
وأنا الدموع اللي تدور عن كفوف وعن حضن
وأنا الجنون اللي نفاه العقل وأصبح له غريم
وأنا البلاد اللي غرقت في همها وماتت مدن
وأنا الولود اللي أنجبت من وقتها جرحٍ أليم
وأنا الفتاة اللي رفضت في حلمها طعم الوسن
وأنا العطر أسكب لهم من سوسن أنفاسي نسيم
وأنا المواني اللي على شطآنها يرسي الشجن
وأنا الحبيب اللي غدى وصله من أحبابه عديم
وأنا أنا ضيعتني وبعضي على بعضي يحن
مثل المطر أرويتهم من غيمي وزرعي هشيم
في ضعفي قوّه بي رقت درب المعالي بلا وهن
وفي قوّتي ضعفٍ سجد وبوجنته ذنبٍ عظيم
حزني نبيل وانتمائه لأرض تهدي له كفن
سافرت بدروب الشقا وأسرفت بي ووقتي كريم
فقري غنى لوّه عجز يبدل ثياب الحزن
وغناي فقر ومعه أبلل خبزة أحلامي بديم
قطفت من ثمر الشقا وأطعمت أهداب سهرن
سريت وأهداني الطريق العثرة وليلي عتيم
ياقلّني لا جيتني أبحث عن أفراحٍ غدن
عهدي وأنا طفلة بها أوااه يا عهد النعيم
وياكثرني لا قلت منفيّه وأيامي قسن
كل المنافي لي وطن والحزن بأوطاني زعيم
تمرّني ذكرى حبيب بـ تربة غيابه دفن
أنثى تحن وفي دفى أنفاس غايبها تهيم