ونشعر اننا مع ذاتنا كلما سمعنا صدى مشاعرنا داخله ..
وحدهم البشر يجعلوننا نعرف قيمة محابرنا .. وقيمة كلماتنا ..
وحتى قيمتنا كبشر يملكون القلم ويحتاجون الى قلوبهم لتسمعنا ..
فكثيرة هي الظروف التي تجعل القلم اعمق واكثر قدرة على الحياة ..
كثيرة هي الأشياء التي تسمح للقلم ان يكبر .. وينمو .. وينضج ..
ـــ
"ربما يكون الحب من اهم المشاعر التي تجبر القلب على الانسكاب على الورق .."
لكن ... !
ليس الحب السعيد هو الذي يجعلنا نكتب ..
بل إحساس الفقد لهذا الحب هو الذي يحرض محابرنا على البكاء على السطور ..
احساس الإلم من جراء هذا الحب هو الذي يجبرنا على غرز القلم اكثر في داخلنا وجعلنا ننزف ربما حتى البكاء بحق في زوايانا الورقية ..
للوحدة ايضا مكانها القوي في نضج القلم ..
للعتمة الداخلية التي ترافق هذه الوحدة حين لا ونيس سوى الجدران .. والسقف الصامت .. والخيالات الغائبة .. والذاكرة المتعبة من الليل الطويل .
لهذه الوحدة حضورها الاساسي في جعل القلم يكبر .. وينمو ..
لكل لحظة سكون داخلنا .. مكان في جعل القلم اكثر عمقا .. واكثر نضجا وصقلا ..
لكل لحظة خوف تعبرنا .. ولكل لحظة رعب تجتاح ايامنا تجعلنا نكتب اكثر .. بقوة وصدق وحق ..
وتجعل اقلامنا حية اكثر .. قوية اكثر .. صادقة اكثر ..
للفراغ دوره في جعل اقلامنا تحمل هوية النضوج ..
للحزن العميق في مشاعرنا ..
للإلم في اجسادنا .. وفي ارواحنا ..
للظلم الذي يدور كثيرا في اوطاننا ..
لكل هذه الاشياء دورها في جعل القلم يعبر مرحلة المراهقة ليصل الى نقطة نضوج تمنحه هوية خاصة ..
تعرف عنه اينما كان .. وفي كل وقت ..
المعاناة كلمة تعني كثير من الاشياء .. ومن الإنفعالات ..
ربما تكون ذات اثر سلبي على الانسان .. من حيث تداعياتها النفسيه عليه ..
لكنها يقينا هي ذات اثر ايجابي على اوراقه ..
ووحده الكاتب الحقيقي يعرف كيف يستخدم معاناته في صقل قلمه ومحبرته ...