عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 03-09-2011, 10:13 PM
محقق تاريخي
عبدالله خلف
الصورة الشخصية لـ محقق تاريخي
رقم العضوية : 8707
تاريخ التسجيل : 10 / 10 / 2009
عدد المشاركات : 686
قوة السمعة : 15

محقق تاريخي بدأ يبرز
غير متواجد
 
Qeraat[1] حروب البراعصه (الرشايده) و العبيدات .
كما نعلم و يعلم الكل بأن قبيلة البراعصه في ليبيا جزء لا يتجزء من قبيلة الرشايده (براعصة الرشايده بالسودان) , يقول د. وليام يانج ؛ صاحب كتاب : (بدو الرشايده) : [... و أسماء بعض السلالات للرشايده مثل -البراعصه- و -الحويجات- أيضاً توجد في غرب ليبيا و فلسطين , فضلاً عن وجودها بالحجاز. هكذا نجد أن أغلب أسماء الأصول المستخدمه من قبل الرشايده مستخدمه في أماكن خارج الجزيره العربيّه و إلى الغرب منها .

و هذا ربما يوضح أن قبيلة الرشايده هي مجموعة من العشائر في مناطق كثيره بما فيها ليبيا و سيناء فضلاً عن الحجاز] . (1)


و قد علّق محقق الكتاب (ابن حنيّه) قائلاً : [ في ليبيا : البراعصه . و الحويجات . و ما كنت أدرك وجود الحويجات في ليبيا قبل أن أطلع على هذا الكتاب . فعليه . فالبراعصه هم الذين في السودان . أما الحويجات ففرع من الزنيمات . و لا شك أن هجرة هؤلاء كانت أقدم بكثير من هجرة الرشايده في السودان .

... و من ذلك نستنتج : إن هذه القبائل ما هم في حقيقة الأمر إلا بقايا و نزائع. من البراعصه و البراطيخ و الزنيمات. و هذا لا يعني أنهم منحدرون من سلالة الأسلاف الثلاثه المذكوره. و إنما يعني أنه كان لأولئك الأسلاف في يوم ما من أسباب القوه و الشهره ما جعلت من لهم صله قرابة بهم في النسب أن يلتفوا بهوية هذا السلف أو ذاك. فالقبائل في تاريخها البعيد و القريب تمر بمراحل تنتسب فيها الأصول للفروع. و هذا واقع القبائل المعاصره اليوم] . (2)



قلت : نعلم من خلال هذه النصوص بأن قبيلة البراعصه في ليبيا جزء لا يتجزء من براعصة الرشايده بالسودان , هنا نعرض لكم أعضم معارك أبناء العمومه في ليبيا :


حرب البراعصة والعبيدات :


حرب البراعصة والعبيدات هي صراع مسلح نشب بين قبيلتي البراعصة، والعبيدات في الفترة 1860-1890 في برقه في منطقة الجبل الأخضر في ليبياخلال القرن التاسع عشر. حقق البراعصة نجاحاً في البداية، لكن العبيدات انتصروا في النهاية .


الخلفية التاريخية :

  • كانت قبيلة العبيدات قد دخلت في حرب كبيرة (ربما في القرن الثامن عشر) ضد جيرانهم الشرقيين قبيلة "أولاد علي" أبناء عمومتهم (كلا القبيلتين من نسل قبيلة بني سعدة وهذه من نسل قبية بني سليم)، وكانت نتيجة الحرب هزيمة أولاد علي وإخراجهم من برقه في منطقة الجبل الأخضر إلى مصر ، وقد عرفت هذه الحرب في التراث الشعبي الليبي باسم "تجريدة حبيب" (3) .
  • أما بالنسبة للبراعصة ، فإن زعيمها "أبو بكر حدّوث"، قد عينته الدوله العثمانيه برتبة "بي" حاكماً على قبيلتي البراعصه و العبيدات ، وقد عدّه العبيدات حاكماً قاسياً، وكان من الصعب على قبيلة كبيرة مثل العبيدات أن تبقى تحت نفوذ قبيلة أخرى، لذلك فإن الصراع لم يكن هناك مفر من (4) .

سير الحرب :

  • بدأت الحرب عام 1860، وحقق فيها البراعصة نجاحاً أول الأمر، رغم الدعم التركي للعبيدات، حيث تقدم البراعصة في أرض العبيدات حتى وصلوا إلى موقع "عين مارة" حيث واجهوا هزيمة كبيرة، وحاسمة ناصر خلالها العديد من القبائل الأخرى قبيلة العبيدات المنهكة، ومن هذه القبائل التي يذكرها العبيدات بخير قبيلة الشلاوية التي ناصرت العبيدات بشدة ولا تزال توجد وثيقة تؤكد رابطة الدم بين العبيدات والشلاوية. وانتهت الحرب بالصلح عام 1890، مخلفة وراءها 2000 قتيل من الطرفين، بينهم أخوين لأبوبكر، وهذه هي المعلومات الأساسية المتوفرة عن الحرب، ومن الصعب التخيل كم أن هذه المعلومات قليلة مقارنة بأنها حرب طويلة (5) .
  • أبو بكر حدوث لم يحضر نهاية الحرب، حيث ذهب إلى بنغازي ، وتوفي هناك عام 1870 (6) .

إرث الحرب :
  • لم تكن هذه الحرب هي الوحيدة بين القبائل في برقه ، حيث أن حروباً كهذه كانت سمة سائدة ذلك العصر، وهي تمثل نسخة القرن التاسع عشر من حرب البسوس ، وبمجيء السيد محمد السنوسي إلى برقه في القرن التاسع عشر، بدأ عدد هذه الحروب يتناقص تدريجياً، وعندما غزا الإيطاليون ليبيا عام 1911، لم يجد الزعماء السنوسيون صعوبة كبيرة في توحيد جهود القبائل ضد الغزاة.
  • مثل حرب البسوس أيضاً ألأشعار والحكايات المبالغ فيها مثلت بقايا هذه الحرب.



_____________________________


1- كتاب : (بدو الرشايده -الرحاله العرب بشرق السودان- , the rashaayda bedouin) , تأليف : د |وليام يانج , dr william g . young , الصفحه : 184 , الطبعه : الأولى .
2- الهامش , المصدر السابق .

3- إنريكو دي أغسطيني؛ ص57، وصلاح الدي محمد جبريل ص 19-21، وعلى الرغم من ترجيح الأخير أن التجريدة وقعت عام 1670.
4- دي أغسطيني، ص 297
5- فرانشيسكو روفيري، ص 111، و دي أغسطيني، ص 203
6- فرانشيسكو روفيري، ص 146، و دي أغسطيني، ص 294





توقيع محقق تاريخي
ناظر عموم الرشايده - الناظر | أحمد حميد بركي العمري