عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 01-08-2011, 06:16 PM
حنان الرشيدي
مشـــرفه عامة
رقم العضوية : 1724
تاريخ التسجيل : 3 / 7 / 2007
عدد المشاركات : 10,962
قوة السمعة : 28

حنان الرشيدي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
كلمة أخيرة في نهاية حوارنا ..المجامل مفتوح لك فتحدث بما شئت..

مع إطلالة ضيفاً عزيز و وافدامبارك ، وجدت في صيد الخاطر ما يليق التحدث عنه ، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاننا على قيامه وصيامه ، وجعله الله شهر عز ورفعة لجميع المسلمين .. رمضان .. مدرسة عظيمة ، وجامعة عريقة ، تخرج الأجيال ، وتربى الأمم و المجتمعات ، تصقل بهاالنفوس ، وتسمو بها المجتمعات ، هي دروس واضحة ساطعة ناصعة لمن له بصر أو بصيرة ..

1- رمضان .. لم يكن في يوم من الأيام مرتعا للكسالى ، وسكنا للنومى ،وتكأة يتعذر بها كل بليد كسول ، بل هو شهر للجد والعمل ، وتكثيف الجهد والبذل ،وموسما للتراحم والتكافل ، ولعل إطلالة سريعة على تاريخ المسلم تدرك من خلالها كيفحال رمضان فيها ، وكيف أن ( بدرا ) و ( يرموكا ) و ( حطينا ) و ( عين جالوت ) كلهاوغيرها كانت في رمضان .. !

2- رمضان .. فرصة مناسبة للصادقين في التغيير ،ووقتا لن تجد أفضل منه للإصلاح وأول إصلاح وتغيير لمن يرومه هو إصلاح الذات والنفس .. رمضان يعلمنا أن في نفوسنا قدرة ، وقوة ، لا تقف في وجهها صعاب ، ولا يعوقها سدود ، ولكنها .. فقط .. إذا أرادت وعزمت .. !!انظر لأحوال الناس بين آخر شعبان ،وأول رمضان ، كيف يتغير المجتمع برمته ، فتكتظ المساجد ، وتعظم الصدقات ، ويتنافس القراء و الصوام والقوام في الخير ، وذلك كله في اقل من ليلة واحدة .. !أهذه النفوس عاجزة عن الإصلاح والتغيير لو صدقت .. !

3- رمضان .. يذكر المسلمين بحقوق إخوانهم وجيرانهم ، فالمجتمع الذي لا يرحم الفقير لا خير فيه ، وكيف يرحم فقيرا ،أو يطعم جائعا من لا يعرف الجوع ولا الحاجة !!فكم من بطون سدت جوعتها ، وحاجات كفيت مئونتها ، وبلايا كشفت ، في هذا الشهر الكريم .

4- رمضان .. يربي النفوس على الإخلاص لله تعالى فيما تأتي وتذر ، وان يكون المقصد هو الله وطلب رضاه .أترى ذاك الصائم الجائع العطشان ، في شدة الحر ، وفي جهد العمل ، أتراه في خلوة نفسه يقدرعلى جرعة لا يعلمها انس ولا جان .. !فيا لها من مراقبة .. ما اجلها لو استشعرناها ،وداومنا عليها .. !

5- رمضان .. يعلمنا العبادة ، و صدق اللجوء إلى الله ،وتنقية النفوس ، وحفظ الجوارح ، والإحسان إلى الناس ، ورحمة الخلق ، ومراقبة الخالق و دروسا لا يعلمها إلا من خلق هذه النفوس فسواها .
رمضان شهر خير ورحمة وغفران للذنوب والآثاماجتمعت فيه جميع أنواع العبادة الحسية والمعنوية وفيه تُروض النفس على عمل الطاعات وأوجه الخير كثيرة في هذا الشهر المبارك للتقرب بهاعند المولى عز وجل ، ومن أعظمها صلة الرحم في كل الأوقات وخصوصاً في هذا الشهر الفضيل. فقد جاء في الحديث القدسي (أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته). وهناك آيات كثيرة وأحاديث نبوية شريفة تحثناعلى صلة الرحم وتحذرنا من مغبة قطيعة الرحم وما تسبب لصاحبها من عقوبات في الدنيا والآخرة. ففي الحديث الشريف أن قطيعة الرحم تحجب الرحمة، ترد الدعاء وتحبط العمل وهي من الذنوب التي يُعجل الله لصاحبها العقوبة في الدنيا.

وفي هذا الشهر المبارك تصفد مردة الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب الجحيم وفي الجنة باب اسمه الريان لا يدخله إلا الصائمون فإذا دخلوا أغلق ولم يدخله غيرهم، من عطاء المولى عز وجل، كما جاء في معنى الحديث الشريف (أن الفريضة بسبعين فريضة فما سواه والنافلة بفريضة فيما سواه والحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف) والواجب علينا في شهر القرآن الكريم أن نتعهد كتاب الله بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ومعرفة أحكامه لنزداد من نفحات النور العظيم، كما قال تعالى (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌوَكِتَابٌ مُّبِينٌ) الآية. ولنا في رسول الله أسوة حسنة فقد كان صلى الله عليه سلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان تحرياً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. قال عز وجل (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} الآية. وقوله تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) الآية. وأن نقبل على طاعة الله وذكره ملتمسين مزيداً من الأجر العظيم في العشر الأواخر منه والتي كان المصطفى صلىالله عليه وسلم يشد فيها المئزر ويوقظ أهله ويحيي الليل فيصلاة وتلاوة وذكر ودعاء. ويُستحب إخراج الزكاة في شهر رمضان لمستحقيها وللذين لا يسألون الناس إلحافاً،لنمسح دموع من استطعنا من فقراء ومعوزين ولنعش مجتمعاً مسلماً متحاباً مترابطاً كما جاء في الحديث الشريف (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً0)

............................
أبا عبد الله لا أخفيك أن المأزق الذي وقعت أنا فيه مع نفسي كان بسبب نبع التساؤلات الذي تفجر بداخلي على
إثر روعة إجاباتك ، فكنت أتمنى أن أطرح عليك المزيد من الأسئلة
إلا أن نبأ سفرك جعلني أتراجع ، فـ مليون شكراً لك على رحابة صدرك،
و على إعطائنا من ثمين وقتك ، و من الأعماق أتمنى لك سفراً سعيداً
و عودة حميدة بإذن الله و كل عامٍ و أنت و الجميع بخير .
:

إلى هنا انتهت حلقة اليوم و التي أتمنى من المولى أنني قد وفقت بها ،
و انتظرونا في بقية الحلقات معي أنا و أثير الشوق و زميلنا أبو صالح الرشيدي .. و دمتم بـ أفضل حال :)
آخر تعديل بواسطة حنان الرشيدي ، 01-08-2011 الساعة 07:02 PM.


توقيع حنان الرشيدي
: