ما غيّب الموت حـي ولا حيـوا ميتيـن
لو انهم في الحياه أحيـا جسدهـم كفـن
كم مندفن في الثرى ذكره وصيتـه يبيـن
وكم حي فوق الثرى ذكره وصيتـه دفـن
ذكر الحيا مـا يغيـب وطـاري الطيبيـن
والحي يحييـك والميـت يزيـدك غبـن
والموت ما غيّب الشامخ كريـم الجبيـن
لو غاب عنا جسـد معنـا تبقّـى وطـن
عليه منـا السـلام ودعـوة المسلميـن
وجزاه ربـي عـن الدنيـا بجنـة عـدن
ومْرافـق الأنبيـا ومْجـاور الصالحيـن
في يوم يكرم به المؤمـن وغيـره يهـن
وحنا لنا الصبر في ( ابوي ) وربي يعيـن
لو ان فرقاه فـوق الصبـر مهمـا يكـن
والدمع لو جف ما جف الغـلا والحنيـن
لو هي تطول المسافه ويتمـادى الزمـن
والوقت ما هو بشرط انه علاج الحزيـن
واكبر دليل الشجن لا زال هـو الشجـن
والحزن ما هو بثوب اسـود ولا دمعتيـن
الحزن لا من بكى قلبـك هـذاك الحـزن
واللّي زرع في القلوب من الوفا ياسميـن
جنى من الياسميـن قلـوب فيهـا سكـن
واللّي بنى في الصدور من المشاعر عرين
يسكن بها نون وتْغطيـه رمـش وجفـن
والله لْيبقى على طول المـدى والسنيـن
في العين والقلب واذكـاره تْـراود ذهـن