عبر جريدة الرياض الرشيدي كان حلمه طياراً فحققه ابنه بهبوط f15 بقاعدة ديجون الفرنسية
حائل, تقرير- خالد العميم - جريدة الرياض
اختير "عبيد بن فندي بن قعبوب" ليكون طياراً قبل أكثر من خمسين عاماً لكن المرض أخرجه من العمل العسكري برمته، ومنذ أن خاض غمار العمل في عهد الملك عبدالعزيز موظفاً في أرامكو تنقل بين مناطق المملكة والكويت؛ ليحقق حلمه في قاعدة ديجون الفرنسية ولا تزال ذاكرته تحفظ كثيراً من التفاصيل.
وقال ل"الرياض": "التحقت بالعمل عام 1370ه في عهد الملك عبدالعزيز وعمري لا يتجاوز السابعة عشرة من العمر في شركة أرامكو، حيث اني من أوائل من باشر العمل في موقع حقل عين دار في عمل يطلقون عليه "الغنطراز" وبقيت هناك ردحاً من الزمن، وتزوجتُ أولى زوجاتي في حائل، وكلما سنحت لي الفرصة حيث تقيم زوجتي وبعد ما يزيد عن العام وصلتني برقية في عملي تخطرني أنّ زوجتي توفيت بمرض غامض وطفلي ذي الأربعة أيام قد لحق بها؛ فقفلت راجعاً إلى حائل ومن هناك ارتحلت إلى الكويت والتحقت بالجيش الكويتي كسائق للمعدات الثقيلة لما يقرب من الثلاث سنوات؛ لأعود إلى حائل والتحقت بالسلك العسكري وأمضيت أربع سنوات أعمل في مبنى القشلة في حائل ثم تزوجت بزوجتي الثانية، وذات مساء أبلغنا قائد الكتيبة آنذاك أن مقر عملنا سينتقل إلى شبرا في الطائف وتحركنا تقلنا سيارات كبيرة عصراً من حائل وعددنا 150 فرداً، وبالقرب من المهاش 120 كلم جنوب حائل في طريقنا إلى الطائف تقلص عددنا إلى 99 فرداً فقط فتابعنا مسيرنا نصدح بأصوات وأهازيج أحفظ منها:
الجيش صابه سطر وجفال
وعقب الجلاوي كسب راحة
وأضاف: بقيت في الطائف بين أوامر العسكرية وثكناتها لما يقرب من السنوات الثلاث حتى استدعاني أحد الملاحظين على أفراد الجيش -من الجنسية الأمريكية- وأتذكر أنه كان هادئ الطباع دائم الابتسامة يستمع لكل ما نقوله وأخذ يسألني عدة أسئلة لا أتذكرها الآن، وعندما هممت بالخروج أبلغني بأني نقلت إلى سلاح المظلات تمهيداً لإلحاقي بدورة تأهيل طيارين في القوات الجوية آنذاك، وباشرت العمل في المظلات والتحقت بدورة المظليين وهي المرحلة الأولى من تأهيل الطيارين الذين يرسلون إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاتمام تدريبهم، وفي اليوم الثاني من التحاقي بالدورة أصبت بمرض أعجزني عن التنفس لينقلوني إلى مستشفى الرياض العسكري.
وأوضح "ابن قعبوب" أنّ الطبيب كاشل والطبيب هارتن أصدرا تقريرهما رقم 819 في 5/3/1376ه عن حالته الصحية موصين بأن صحته لا تسمح له بمباشرة العمل، قائلاً: "ويصدر بعدها الخطاب الرسمي من المستشفى بتاريخ 3/4/1376ه متضمناً أنّ حالتي الصحية لا تعينني على مباشرة العمل واني مثالاً حسناً للطاعة والأخلاق الحسنة ثم صدر التقرير الرسمي من المستشفى العسكري برقم 5110/س وتاريخ 27/5/1376ه موقعاً من رئيس الأطباء آنذاك "د.يحيى النص" خالعاً العسكرية من حياتي، وكان آخر ما وصل إليه راتبي الشهري هو 140 ريالا، وبعد أن ضاع حلمي أن أمضي حياتي في خدمة وطني ممتهناً السلك العسكري، وتلاشت آمالي في أن أكون طياراً أمخر عباب السماء أذود عن حمى الوطن، فعدتُ إلى مسقط رأسي حائل واستقررت في قريتي الوادعة الخفج جنوب حائل".
وأضاف: انشغلت بمزرعتي الخاصة بين نخيل الحلوة والمكتومي التي ترويها الآبار الثلاث في المزرعة، وصممت أن أحقق حلمي الضائع في الطيران، ولكن على طريقتي الخاصة فألحقت أبنائي في المدارس حاثاً لهم على العلم والتفوق والنجاح، وتكللت المساعي بعد توفيق الله بالنجاح فأحد أبنائي في مرحلة الماجستير والأكبر منه في مرحلة الدكتوراه، وتحقق حلمي حين التحق ابني سليم بكلية الملك فيصل الجوية ليتخرج طياراً، ويكون الأول على دفعته في تلك السنة ويستلم سيف شرف الكلية من يد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ويعود مرة ثانية ويستلم كأس العلوم من يد سموه لتحقيقه المركز الأول في العلوم الجوية على دفعته ويعود للمرة الثالثة، ويستلم درع الدراسات العلمية لتحقيقه المركز الأول على دفعته في الدراسات العلمية، وهاهو الآن أحد صقور الجو البواسل الذين يذودون عن حمى هذا الوطن الشامخ الذي أعزه ومن أسعد اللحظات في حياتي حين رأيت على شاشة القنوات الفضائية ابني سليم برتبته رائد طيار وهو يهبط بطائرة F15 في قاعدة ديجون الفرنسية العام الماضي مع عدد من زملائه صقور الجو السعوديين.
مقطع من قناة العربية " Saudi Air force in France | القوات الجوية السعودية في فرنسا "
حيث يظهر الرائد الطيار سليم عبيد
[youtube]
آخر تعديل بواسطة عيد بن عبيد ، 07-06-2011 الساعة 12:37 AM.
|