عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 06-06-2011, 10:02 AM
رواية
كـاتـبـه مـُمـيـزه
الصورة الشخصية لـ رواية
رقم العضوية : 1883
تاريخ التسجيل : 30 / 7 / 2007
عدد المشاركات : 6,695
قوة السمعة : 23

رواية بدأ يبرز
غير متواجد
 
09.gif و إني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع (المسابقه)

مدخل:

قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل "
" من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه " .
الحمد لله كما يجب لجلال وجهه
وعظيم سلطانه..نحن الفقراء وهو الغني الحميد
فما من عبد زادت ثروته وقويت عشيرته وطغى ملكه
إلا ويظل ضعيفاً محتاجاً إلى ملك الملوك سبحانه





تتثاقل خطواتنا في طريق البداية
وتنسكب أرواحنا مطرا غزيرا في إناء الانكسارات
فتشرأب أعناقنا تعانق ستائر السماء بابتهال ودعاء
لحظات جميله بيضاء تطال السماء ترجوا خالق الأرواح والماء
نخشى الله ونحن نعبده ونتلذذ بقرع السبل المؤدية إليه
نستظل بغمائم رحمته وعطفه وقربه..فما خاب مبتهل وما ضاع مقبل
تتقد صدورنا خوفا وتضرعا..... وتسجد قلوبنا تقربا وطمعا
ونطأطئ أبصارنا أمام عظمته وجبروته فسبحانه ملك الملوك
نوقن أن لن تضيق الروح وفي شرايينها يجري حب الله وحب رسوله
وأن رسائلنا المبتلة بابتهالاتنا لن تتمزق في طريقها إلى السماء
تسكننا الوحدة بالقرب من جلالته حين تغمض المصابيح أجفانها في ليل بهيم
ويذوب جليد الوحدة والألم حين نوقن أنه سبحانه قريب مطلع سميع مجيب
فتفيض أعيننا أنهارا ووديانا حين نأنس القرب منه ..وهذا سر لن يتذوق حلاوته إلا من أيقن القرب من الله
وهو صندوق مغلق لن يتمكن من فتحه سوى من تعمق حب الإله في قلبه وأحسن الظن بربه




حسن الظن بالله سبحانه لن يتمكن منه سوى من امتلأ قلبه بالإيمان واستقامت روحه على طريق الإسلام....ومن تشربت أنفاسه بالورع والتقى واستكان في قلبه حب الإله ومن تجردت نفسه من ملذات الحياة. ومعنى حسن الظن بالله هو توقع الجميل منه سبحانه .
وهو من صميم التوحيد ....فحين يلجأ الإنسان إلى خالقه وهو موقن أن الفرج منه سبحانه كاشف الغم مستجيب الدعاء....قريب من أسماعنا ومن قلوبنا فان همته تعلوا لتعانق الغمام ويقود نفسه إلى الإكثار من الطاعات والابتهالات بلا جزع أو شكوى فيكون الصبر عنوان أعماله والتفاؤل أوراق حياته..
فكل كربه تفرج وكل مغلق يفتح وما من أرض تطأها أقدامنا ونحن على يقين بتوفيق الله إلا و تزدهر .
يجب أن نوقن أن جميع أوجاعنا ستنحر أرقابها عند أعتاب الفرج..كل ما نحتاجه (الصدق مع الله) و (حسن الظن به)




لماذا لا نحسن الظن به ونحن نتوكل عليه سبحانه نرجو رحمته ونخاف عقابه....؟!!
يقول بن القيم رحمه الله " فأكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء ؛ فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ، ناقص الحظ ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ، ولسان حاله يقول : ظلمني ربي ومنعني ما أستحق ، ونفسه تشهد عليه لذلك ، وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها ، رأى ذلك فيها كامناً كمون النار في الزناد ، فاقدح زناد من شئت ينبئك شَراره عما في زناده ، ولو فتشت من فتشته ، لرأيت عنده تعتباً على القدر وملامة له ، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به ، وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا ، فمستقل ومستكثر ، وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك :
فإن تنـجُ منها تنجُ من ذي عظيمة وإلا فإني لا أخالك ناجياً " [ زاد المعاد 3 / 235 ]
وإن لحسن الظن بالله مواطن كثيره...1عند الموت عند الترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجه مِن حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلىالله عليه و سلم دخل على شاب وهو في الموت ، فقال : كيف تَجِدُك ؟ قال : والله ، يارسول الله ، إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلاَّ أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف .
قال الألباني : حسن .2عند الشدائد والكرب قال الله-تعالى-: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَيَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:117[وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم{.
3عند ضيق العيش قال عليه الصلاة والسلام((من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته . ومن نزلت به فاقة فأنزلها باللهفيوشك الله له برزق عاجل أو آجل )) .4عند الدعاء قال صلى الله عليه وسلم "أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابه"

عجيب قلوب بعض البشر! فان دعت ولم يُستجب لها توقفت وماتت وان لامسها ألم جزعت ولامت.
يستعجلون سحائب الفرج تمطرهم بالخيرات والأماني..فان غابت صمتت شفاههم عن التضرع ولانت
غير مدركين أن جمال الأنس به سبحانه عند إنكسار قلوبنا أمام جبروته وبحت أصواتنا عند الابتهال له.
فما ضاقت الدنيا على عبد إلا وانفتح له ألف باب فيجب أن تدركه قلوبنا حتى تطمئن أرواحنا.
فيجب أن نسأل الله ونحن نحسن الظن به وإلا فلن تقضى الحوائج ولن تتحقق الآمال ..ولن تردم المخاوف.
يحادثون الإله بقلوب جوفاء ويتحرون المصائب عند كل زاوية من محطات العمر...
فيقنطون من رحمة الله وتتكدر حياتهم فتتزاحم الأحقاد والبغضاء بقلوبهم..وتهمد أرواحهم حتى يطالها الرماد
وينتابها السهاد..
فسوء الظن جرعات من موت روح لا يعقبه سوى الحسرات....ويطاله ذم ملك الملوك...
قال تعالى " ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيراً " [ الفتح : ] ووصف المنافقين بأنهم يظنون به غير الحق فقال تعالى " يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شئٍ قل إن الأمر كله لله " [ آل عمران : ]
الم يتدبروا هذه الكلمات المسكوبة من نور " أنا عند ظن عبدي بي"
كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول " والذي لا إله غيره ما أُعطي عبد مؤمن شيئاً خير من حسن الظن بالله عز وجل ، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه ؛ ذلك بأن الخير في يده "
وكان سعيد بن جبير يدعوا ربه فيقول " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك "
وبالرغم من ذلك فان حسن الظن بالله لابد أن يسبقه حسن العمل لا أن نتكل على رحمة الله وعفوه ونحن نسير في طريق الخطأ والزلل وحين نحاسب لا يراود أفكارنا سوى آيات رحمته ولا نلتفت إلى أنه سبحانه رحيم عفو ولكنه شديد العقاب على كل عاصي .
قال ابن القيم رحمه الله " ولا ريب أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان ، فإن المحسن حسن الظن بربه ، أنه يجازيه على إحسانه ، ولا يخلف وعده ، ويقبل توبته ، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه ... وبالجملة فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة ، وأما مع انعقاد أسباب الهلاك فلا يتأتى إحسان الظن "







مخرج:

إلى الله يا قلبِي فمَا خابَ راجِعٌ ..


إلى ربهِ يومًا ولا خابَ صَابرُ!


لكم مني كل ود واحترام
بقلمي
أختكم:طيف المشاعر



آخر تعديل بواسطة بنت الإسلام ، 08-06-2011 الساعة 11:24 PM.


توقيع رواية
الحياة أقصر بكثير من كل حلـم رسمناه فـَ‌ أملئها بـِ الأستغفار...!