[هلا وغلا]

5- الساعة 1100 حضر ضباط الجيش في المقاومة الذين قاموا بالسيطرة على المدينة الى مقر قيادة حمد الرشيدي منهم المقدم سعود غيث الظفيري والمقدم محمد السلاحي ومحمد علي الفارسي وضباط آخرون لتنسيق السيطرة على الامن وترحيل ألوف الاسرى، حماية لارواحهم من انتقام الناس.
6- الساعة 1500 العصر حضر المقدم محمد علي الفارسي ودعى المقدم حمد للأجتماع مع قيادة المقاومة في الداخل وحضر اللقاء معه النقيب حامد السنافي وكان موجودا كل من اللواء خالد بودي والعقيد مبارك العجيل والعقيد مجبل احمد البزيع وسعود الخترش واحمد الرحماني ومعهم رجل كبير السن وقد اتصل اللواء خالد بودي بواسطة جهاز عبر الاقمار الصناعية بالشيخ سعد في الطائف وابلغه بوصول اول ضابط كويتي يدخل مدينة الكويت وهوالمقدم حمد الرشيدي والنقيب حامد السنافي من لواء الشهيد المدرع 35 بكتيبة المشاة الآلية الثانية وقال خالد بودي للشيخ سعد في هذه الحظة التقت المقاومة والجيش.
رفع العلم الكويتي في ساحة العلم
24- الساعة 1630 تحرك المقدم حمد الرشيدي يحيط به مجموعة من الضباط والاهالي من ضاحية كيفان نحو ساحة العلم وكان العديد من الناس ووكالات الانباء وبعض جنود كتيبة المشاة اللآلية الثانية تنتظره في ساحة العلم وتقدم المقدم حمد الرشيدي والنقيب حامد السنافي بخطوات المنتصرين يمثلون الحكومة الكويتية وقوات الجيش الكويتي المقاتلة وزملاؤهم في لواء الشهيد البطل ورفعوا علم الكويت في ساحة العلم وهم اول من رفعوا العلم في ساحة العلم بتحرير الكويت.
25- انني اؤكد انه لم يدخل مدينة الكويت اي قوات قبل قوات المقدم حمد الرشيدي (كتيبة المشاة الآلية الثانية) وهذا يناقض ما ورد في كتاب تاريخ الجيش الكويتي ص460 تاليف د. ظافر العجمي وصابر السويدان الطبعة الثانية من ان قوات لواء التحرير قد دخلت الكويت يوم 25 فبراير وان قوات لواء الشهيد لم تدخل الا بعد دخول قوات لواء التحرير فهذا غير صحيح على الاطلاق فلم تكن قوات لواء التحرير المحمولة على الوانيتات بأصلح من لواء الشهيد المدرع 35 الذي خاض غمار الحرب وسط موانع العدو وحقول ألغامه وسحق دفاعاته وأسر فيالقه ولكن بعد دخول مقدمة اللواء بقيادة المقدم حمد الرشيدي كانت مدينة الكويت بيد المقاومة الكويتية وسقطت من دون معركة رئيسية وتم تأخير دخول الدبابات الثقيلة لمدة 36 ساعة لمدينه الجهراء كاجراء تنسيقي بين القوات التي اتت من الخلف ولم تخض القتال المرير الذي خاضه لواء الشهيد 35.
وبعد ان رفع المقدم حمد حسن جبجوب الرشيدي والنقيب حامد السنافي العازمي علم الكويت في ساحة العلم يوم الاربعاء رفعت عدة اعلام بعد ذلك في عدة اماكن، ولكن الاكيد انه لم يرفع العلم الكويتي من وحدات الجيش اي انسان قبل المقدم حمد الرشيدي والنقيب حامد السنافي وقد نقلتها محطات التلفزة في وقتها ونقلها عنها تلفزيون دولة الكويت مرة واحدة وللاسف لم يعد تلفزيون الكويت يظهر تلك اللقطة ابدا واكتفى بلقطة رفع العلم في مركز النويصيب يوم الخميس من قبل اللواء الشيخ جابر الخالد ومعه القادة العسكريون وهواحتفال رسمي بدخول القيادة العسكرية للكويت وليس بتحرير الكويت الذي سبقهم ضباط لواء الشهيد في رفع علم تحريرها في ساحة العلم وهم المقدم حمد الرشيدي والنقيب حامد السنافي وهذا لا يلغي دورهم فلكل دوره ولكل مهمة انجزها بشرف.
التقى المقدم حمد والنقيب حامد بالعديد من الشيوخ والضباط الذين توافدوا للتهنئة بالتحرير والتقى الشيخ عذبي الفهد في بيت في سلوى وهناك اتصل بأهله لاول مرة وابلغوه بانهم شاهدوه علىcnn يرفع العلم ويقول لاول مرة شعرت بالفخر والمجد نعم انه مجد الفرسان.
عمليات يوم الخميس 28 فبراير وما بعده
تحرير مدينة الجهراء:
1 - بقيت قوات اللواء 35 البطلة محبوسة في السادة في معسكر اللواء 35 وأذكر انني دخلت مكتبي في قيادة الكتيبة، وكان زبالة قد سرق كل شيء فيه ونزع سجاده الفاخر ولكنني لأول مرة أشعر بالأمن ودمعت عيناي من الفرح وحمدت الله كثيرا على نعمة النصر.
2 - تم استلام اعداد كبيرة من الأسرى العراقيين من رجال المقاومة وكنا نرسل التريلات اليهم حيث تملأ بمئات الأسرى ويرسلون لمعسكر الأسرى في الاستاد الرياضي في مدينة حفر الباطن.
3 - قررت ان أزور أهلي فدخلت الكويت الساعة الثامنة مساء الخميس وزرت بيت جدي الذين لم يخرج منهم أحد، وكان اول لقاء لي مع شقيقي الملازم ابراهيم الذي دخل مع قوات المارينز وكان فخورا بأنه قد اسر مئات الجنود العراقيين بمفرده بعد ان طلب من قائد لواء المارينز الا يقصف المواقع العراقية وتعهد له بأسرهم جميعا من دون قتال، وفعلا تم له ذلك بواسطة الميكروفون، فبدأت القوات تستسلم له بعد سماع صوته العربي من دون قتال، وقد حضر مع ابراهيم قائد لواء المارينز وتناول طعام العشاء في ديوان الأسرة مع أعمامي والجيران، وكان يتعجب من صمود الكويتيين، لقد قررت ان أنام في فراشي لأول مرة منذ خرجت من الكويت، ونمت في بيتي نوما عميقا لم اشعر بحياتي برقدة تعادل لذة تلك الغفوة على فراشي بعد التحرير، وكان بيتي قد قلب رأسا على عقب بعد ان عثر الجنود العراقيون على ألبوم صور أظهر فيه في متحف الشمع بلندن مع تاتشر وريغان، وقد احضر لي المقدم حمد الرشيدي ألبوم صوري هذا من مكتب علي حسن المجيد في محافظة الفروانية، وكان الضابط العراقي يقول لعمي عبد اللطيف 'إحنا عثرنا على رئيس المقاومة ولقينا له صور مع ملعونة الوالدين تاتشر ومحروق ابو الشيب ريغان هواية هواية خطير هالآدمي كولش خطير بس قلبنا لك بيته'، فهز عمي رأسه وكان يعرف أنهم يتحدثون عن متحف الشمع.
4 - في الصباح الباكر أحضرت لي جارتنا ام حمود حليب غنم وذهبت الى ديوان جدي القريب من بيتنا فوجدت كل الفريج يتناولون الفطور وكأننا في يوم عيد رغم انقطاع الكهرباء، ووجدت عبد الرحمن النامي يقص لي قصص العراقيين ويحمد الله على التحرير، كان الناس في حلم وعادت الكويت في ترابط كان بين الناس الى ما قبل طفرة النفط، كل الناس سواسية، لا تفاخر، لا تكبر، لا تعقيد، النساء والرجال في الفريج كلهم اهل بيت واحد، كلهم اخوان، ان من عاش فترة الاحتلال سيتذكر تلك الفترة بتعجب لمستوى الترابط والتلاحم بين افراد المجتمع، لقد رأيت الكويت التي كنت أسمع والدي يتحدث عنها.
5 - لم استطع ان استمتع بأجواء الفرح والتحرير طويلا، فلا بد من العودة للكتيبة في معسكر اللواء 35 والاستعداد لدخول الجهراء وقد بدأ الناس يتوافدون على ديوان جدي للسلام علي وعلى الملازم ابراهيم فهد الدويلة الذي تحدث عنه قائد المارينز كثيرا لأهل الفريج، وأنه استطاع ان يختصر الحرب باصراره على عدم قتل الجنود وإقناعهم بالاستسلام دون قتال، وكيف كان يتقدم القوات بمفرده ويعود ومعه قائد لواء عراقي قرر الاستسلام من دون قتال، لقد بذل كل ضباط وجنود الجيش الكويتي بطولات نادرة على كتاب التاريخ تدوينها فهي تراثنا.
6 - عدت بسرعة للمعسكر ولم يكن قد تحرك احد ووجدت أغلب الضباط الذين ذهبوا في اول يوم قد التحقوا مرة اخرى بالوحدة في التزام رائع بالواجب العسكري ولم يتخلف منا احد في هذا الصباح وصدر أمر دخول مدينة الجهراء هذا اليوم (الجمعة).
عمليات يوم الجمعة 1 مارس 1991
1 - كلفنا يوم الجمعة بتطهير مدينة الجهراء، وانتقلت وحدات اللواء الى داخل المدينة، وكان دخولا رتيبا لا نشوة فيه، فقد مر العديد من القوات في مدينة الجهراء والناس خرجت للشورع من يومين وخلت الشوارع من المبتهجين وبقيت آثار الاحتلال الكئيبة في الشوارع، ودخلنا ولم يهتف لنا احد وتوزعنا في المدينة ولم يأبه لنا احد، لقد حرمنا نشوة النصر والابتهاج التي واجه بها الشعب الكويتي القوات الفاتحة يوم التحرير، رغم اننا كنا من يستحق ان يفرح بمجهود مضني طوال 7 اشهر قضيناها في لهيب الصحراء في شهر اغسطس وأتون المعارك وعبرنا موانع العدو وحقول ألغامه واقتلعناه من حصونه وخنادقة ودمرنا وحداته وأسرنا جنوده وضباطه ولكن الكويت تحررت في النهاية وهذه غايتنا.
2 - خصص للكتيبة السابعة منطقة الجهراء القديمة، وقد تعاون معنا المواطنون أيما تعاون فقد جاء السيد محمد الأمير ومحمد بن رجعان الظفيري والسيد صالح الظفيري رئيس جمعية الجهراء وبدأوا بمجهود جبار لإعادة الجهراء الى سابق عهدها، لم تكن حكومة سوى الادارة العسكرية للكتيبة السابعة لمنطقة الجهراء القديمة.
3 - كان فرض الأمن هو شغلي الشاغل ووزعنا السرايا على مناطق مسؤولية، واتخذنا من روضة اطفال منطقة إدارية وكان مخفر شرطة الجهراء الرئيسي هو قيادة الكتيبة السابعة الميدانية.
4 - كان في الجهراء القديمة مستشفى الجهراء ومقسما الهاتف القديم والحديث ومجمع الجهراء الصحي والجمعية والغاز والمخبز فكل عصب المحافظة كان يقع في نطاق مسؤوليتنا فوضعت خطة تستند الى مايلي:
أ - لا بد من فتح المستوصف فورا بتجهيزات عيادة الكتيبة السابعة وبطبيب من المنطقة الصحية وقد حضرت اول حالة ولادة، ولم يكن يوجد طبيب ساعتها، وكان سائق الاسعاف ومعه المتطوع صباح محسن عفاش - رحمه الله - أصغر متطوع معنا بعد حسن شارع العجمي، فقرر صباح ان يرسل المرأة إلى مستشفى الصباح بسرعة وركب مع المرأة وهي تصيح وهو يبكي لصياحها، وعند جسر البنزين زاد صراخ المرأة وسمع صراخ طفل وبتوجيه من المرأة تمكن صباح من اجراء اللازم وهي أول عملية اسعاف له.