المقدم الرشيدي اول ظابط يدخل الكويت واول من رفع علم التحرير
'ردة الفرسان' دراسة للمقدم الركن المتقاعد ناصر الدويلة حول دروس تجربة الغزو العراقي لدولة الكويت في ،1990/8/2 ثم التحرير في يناير 1991 من الغزو الصدامي المجرم. ويؤكد الدويلة في دراسته، التي تصدر في كتاب بعد فترة، ان الجيش الكويتي كان قادرا على صد الغزو لفترة طويلة لو توافر له القرار السياسي والتخطيط الجيد. لأنه كان متفوقا على الغازي في جملة عوامل، اولها انه يقاتل على ارضه، وثانيها انه يمتلك تفوقا في نوعية الاسلحة المستخدمة، والاهم من هذا وذاك ان المعارك المتفرقة والمحدودة اثبتت وجود رغبة في التضحية لدى الجندي الكويتي للدفاع عن ارضه.
ما اراده المقدم ناصر الدويلة من دراسته هو استخلاص الدروس لمنع تكرار الاخطاء، لأن لديه قناعة راسخة بأن الخطر لا يزال ماثلا على الكويت ويجب ان تستعد له بكل ما اوتيت من امكانات.
وننشر في 'القبس' القسم الاخير من الدراسة المتعلقة بمرحلة التحرير:
7- الساعة 1003 المقدم احمد الوزان يصدر التقرير الآتي (هلو جميع المحطات تقرير اشتباك انتظر انتهى) بدأت تقارير الملاحظة ترسل لقيادة الكتيبة وطلبنا اسنادا جويا قريبا بواسطة الموجهين الجويين وقامت الكتيبة بمناورة خطرة جدا، ولكنها ضرورية لمواجهة العدوخلف مواقعنا وتقدم قائد الكتيبة لاستطلاع العدو وفقا لاجراءات الاشتباك السريع واستدارت الكتيبة وغيرت مواجهتها من الشمال الى الجنوب الشرقي واصدر المقدم احمد الوزان امره الحربي التالي (هلو جميع المحطات امر حربي الموقف قوات العدوعبارة عن مجموعة من المدرعات والاليات في منطقة تجمع امام قواتنا الآن بمسافة 2000 متر قواتنا لا تغيير الخطة بالتفصيل سرية الدبابات الاولى امام يمين سرية الدبابات الثالثة امام يسار سرية المشاة الثالثة في الخلف ساعة الصفر 1015 خط البدء امام موقعنا الحالي 200 متر حدود الانتشار خلف مواقع العدوب700 متر تتولى المشاة تطهير الموقع بعد اقتحام الدبابات اجب) وفي الساعة المحددة بدأت قواتنا الهجوم وكان هجوما مروعا بالنسبة للعدوالذي لم يكن في وضع قتال بل كانت قواته عبارة عن شتات من القوات لم تكن مستعدة لمواجهة هجوم كاسح من دبابات الكتيبة السابعة وبمجرد ان بدأت الدبابات تدمير اي هدف امامها حتى اكتشف قادة السرايا ان قوات العدولا تقاوم فأمر آمر الكتيبة بوقف اطلاق النار مع استمرار الاقتحام وعند مرور الدبابات في الموقع العراقي شاهدنا ما فعلته الدبابات المصممة على القتال رغم توقف اطلاق النار وقد اقتحم الرائد وحشان بالمشاة الموقع وجمعوا الاسرى والجرحى وانتهت المعركة بأسرع مما بدات واخذ الجنود يعرضون باسلحتهم ويغنون بقصيد الحرب لقد تفقدت الموقع بنفسي وكان الرعب يعقد لسان الناجين من هجوم الدبابات.
8ـ الساعة 1100 تمت اعادة التجميع وابلغنا استعدادنا للتقدم لهدف المرحلة الثانية.
9- الساعة 1130 ابلغ قائد سرية الامداد بوصول وجبة الغداء الساخنة للكتيبة ولم نكن نحتاج طعاما فأمرت ان توزع على الاسرى العراقيين الذين كانوا فعلا في امس الحاجة الى الروح الانسانية حيث انهم عندما علموا بان هذا الجيش المدرع هو الجيش الكويتي اصيبوا بذهول واحباط وخوف من الانتقام وعندما وزعنا غداءنا عليهم اخذ الكثير منهم يبكون ويقبلون ايدي الجنود الذين تسابقوا في تقديم الطعام لهم.
10ـ الساعة 1200 اصطفاف الكتيبة بنظام رتلي مسير انتظارا لامر التقدم والقوات السعودية لم تعلن عن استعدادها رغم صراخ اللواء تركي حديجان للجميع ان يستعدوا للحركة فورا.
11ـ الساعة 1300 اللواء تركي يعطي لقوات لواء الشهيد امرا بالتقدم بغض النظر عن جاهزية اللواء 20.
12. الساعة 1320 قواتنا تجتاز خط الابرق - الدواجن بنظام الارتال المزدوجة لكل كتيبة والدبابات تقود الهجوم.
13ـ الساعة 1325 قوات اللواء العشرين المسرعة تتجاوز بتقدمها قواتنا.
14ـ الساعة 1350 قواتنا تعبر طريق السالمي الدولي مقابل معسكر ذخيرة ام الروس (في خبرى الافراق).
15ـ الساعة 1410 قواتنا تقتحم معسكر الذخيرة من عدة نقاط بعد انفتاحها جنوب الطريق العام وتتقدم بحذر الى منطقة السادة شرق معسكر لواء الشهيد.
16- الساعة 1450 عمليات التطهير في المعسكرات تسفر عن اسر عدد من جنود العدووانفجار قنبلة عنقودية بدبابة النقيب صالح سعد الديحاني من الكتيبة الثامنه تؤدي الى اصابته اصابة طفيفة في يده لايزال يعاني منها الى اليوم.
17- الساعة 1500 يتم دفع فصيل دبابات بقيادة الملازم فيصل المخيال كفصيل مقدمة لام الروس وياسر جمعة.
18- قصة جمعة: اثناء تطهير الملازم فيصل المخيال لمواقع العدو في ام الروس اسر مجموعة من جنود العدو ورفض ضابط الاستسلام فترجل فيصل المخيال والملازم فلاح محمد المطيري واحاطا بالخندق الذي كان يطلق منه النار ومع كل واحد منهم قنبلة يدوية وكان اصدقاء جمعة يرجون الملازم فيصل الا يقتلة لآنه وحيد أمه، فناداه فيصل قائلا يا جمعة استسلم مالك امل في النجاة سألقي عليك قنبلة وتموت وهو يصيح عاش العراق العظيم ويكررها فقال له فيصل اخرج يا خبل والا قتلتك فقال جمعة من معاي فقال الملازم فيصل المخيال من الجيش الكويتي استسلم فقال انا الملازم جمعة من الجيش العراقي العظيم ما استسلم حتى تدخل عندي وتعطيني من ماء زمزميتك فقال فيصل اخرج وانا اعطيك ماء فخرج رافعا يدية وعندما اقترب من فيصل مد يده للسلام فسلم عليه فيصل واعطاه ماء وهنا ألقى سلاحه واستسلم وعندما اسره الملازم فيصل اخذ يبكي ويترجاهم ما يقتلوه فتم ترحيله للخلف وما زالت قصة جمعه شاهد على عدم وحشية الجيش الكويتي وتعامله بشرف مع الاسرى وقصة نتندر فيها على فيصل المخيال الذي لم يقتل جمعة فيرد علينا فيصل ويقول لقد كان وحيد امه 'المسودن' وهي كلمة في اللهجة العراقية تعادل المجنون اوالاجدب.
19- الساعة1530 استعدت القوات لمواصلة التقدم الى مدينة الكويت ووصلت سرية المقدمة الى ام الروس وفصيل مقدمة الحرس شارف على ارحية عندما صدر امر وقف التقدم نحومدينة الكويت وارجاع القوات المتقدمة الى السادة فصعق الجميع.
20- الساعة 1800 شوارسكوف يتلقى اتصالا من المقاومة الكويتية بسيطرتها على مدينة الكويت ويعلن اعتبار مدينة الكويت مدينه مفتوحة، مما احدث ارتياحا للجميع واستسلمت العديد من الوحدات العراقية داخل المدينة.
21- 1900 صدرت الاوامر بعقد اجتماع في منطقة الاطراف الساعة الواحدة صباحا لقادة القوات العربية وقائد لواء النمور الاميركي الذي استولى على قاعدة علي السالم قبل القوات المصرية لتنسيق دخول الكويت.
22- الساعة 1930 ابلغني قائد سرية بوجود اسير عراقي مبتورة رجله معهم في المدرعة منذ امس بعد ان اجري له العلاج وانه أكل كل مخصصاتهم من الارزاق ويطلبون ترحيله عنهم بسرعه قبل ان يقتلهم من الجوع.
23- الساعة 2200 استأذن بعض الضباط والافراد لدخول الكويت للاطمئنان على اسرهم التي لم تخرج واذنت لهم على ان يعودوا صباح الغد.
عمليات يوم الاربعاء 27 اكتوبر 1991
1- الساعة 100 صباحا اجتمع المقدم حمد الرشيدي والنقيب حامد السنافي في منطقة الاطراف مع قائد لواء النمور الاميركي وقائد لواء مصري من الفرقة الثالثة واللواء تركي حديجان وضابط سعودي لتنسيق التعاون في دخول المدينة.
2- خصص الطريق الدائري الخامس حدود فاصلة بين القوات الكويتية والقوات المصرية والحد الامامي لقوات الفيلق العربي طريق المطار ويكون ما بعد ذلك لقوات الجبهة الشرقية (قوات اللواء سلطان بن عادي المطيري ومعهم الالوية الكويتية الفتح بقيادة العقيد فؤاد حداد الايوبي والحق بقيادة العقيد ابراهيم الوسمي العازمي وبدر بقيادة العقيد عبد الهادي الراجحي الرشيدي) والخلود بقيادة العقيد عبد الوهاب العنزي.
3- تقدمت كتيبة المقدم حمد الرشيدي ومعه النقيب حامد السنافي العازمي نحو محافظة الفروانية فجر الاربعاء عبر الطريق الدائري السادس ثم انحرف من عند جسر السكراب في امغرة وهناك واجه مقاومة بسيطة تم تدميرها وواصلت القوات تقدمها نحو جسر مدينه العزاب بحذر شديد واستدارت للشرق على الطريق الدائري الرابع وصولا الى وصلة الدوحة السريعة ونزل على الطريق الدائري الخامس وعند المقبرة الجعفرية بدأت مقاومة للعدو سرعان ما تم تدميرها من دون ان تؤثر على التقدم وفي تمام الساعة الثامنة صباح يوم الاربعاء 27 فبراير وعند تقاطع اشارة الصليبية مع الفردوس استقبلت جموع المواطنين القوات المتقدمة واغلقت الطرق بجموع المواطنين نساء واطفالا وشيوخا وسيارات وتوقف التقدم وكان المقدم حمد يبث لنا باللاسلكي المشاهد حية ونحن نتحسر على اننا لا نستمتع بهذا النصر مع كتيبة الرشيدي والسنافي وكان كل الضباط قد تجمعوا عند مدرعة القيادة وهم يسمعون المقدم حمد يبث بصورة مؤثرة مشاعر الفرح ونشوة النصر واصوات الناس وزغاريد النساء انها لحظة تاريخية لجيش منتصر عاد للتو من معركة استعاد فيها كرامته وحقق استقلاله انها لحظة عودة الفرسان التي حرمنا منها رغم حرصنا ان نكون هناك.
4- الساعة 1000 حضر المقدم طيار فضل حكم وكان من المقاومة في الكويت وطلب من حمد الرشيدي ان تكون قيادته في مبنى محافظة الفروانية، لانها كانت قيادة على الكيماوي.
آخر تعديل بواسطة خالد العويمري ، 13-11-2007 الساعة 08:54 AM.
|