.,
صبــاح متجمــد ..
السماء غائمـة الرؤيـة . والمطر في عناق مع السيارة ..
شعور بالصمت يعتريني .. و مطوقــة بالنعاس ..
بعد ان صحيت بصعوبة وعلى وقع ضرب والدي على الباب
رميت بكل شيء حتى هاتفي
سمعته وهو يقول : تاخرنــا ..
الطريــق موشـح بالبرودة
والضباب تخترقه اضواء المصابيح ..وكأن ليلة البارحــة مرت باحداث كثيرة ..
اغلقت دونها الابواب بلا نفس ولم يعد هناك شيء يـذكر ..
الشاحنات تسلك المسار الايمن كعادتها الا انها تتحرك ببطئ كما راهنت والدي على ذلك ,
الاشجــار تتراقص مع المطر ,, و يغسل وريقاتها الظمئانة ..
الغيوم بدات تكثُف اكثـر .. وتتلون بالاسود والرمــاد وبعضا من الصفرة ..
بل اندمجت مع التربة حتى خُيل لي انها تصافحها ,,
الصمــت يجتاحني مجددا ..ويجتاح والدي ..
كوب القهوة بيدي ... تلاشت ابخرته ..
دائما ما آخذ قهوتي معي في السيارة ان كنت في عجالة من امري ,,
رغم انتقاد اختــي لي ..وقولها بان هذا التصرف الدخيــل يسيء الى شارع حارتنا .. وجارتنا ام سلمان ^_^ ..
ابي افتقدك وانت بجانبي
لم اعد طفلته .. بل اصبحت .. كبيرته
وهانحن ذا ياابي نشق الطريق ونعيش روح الحلـم ..
ارهقتكـ من اجل امل تمكن بي ... وسكنني ..
اسفت منـــي .. واسفت لكـ ..
الان اجـدني وكم ارغب بان افتقدنــي .. لم اعتدني حقيقة
كل شيء اليوم متغيـــر ..
السماء .. الارض ,, المطر .. الشجــر ... رسمي لاوجه مبتسمة على زجاج السيارة
لاول مــرة اتقن ابتسامتها .
أخـذ النعاس يتسرب الي مـرة اخــرى ..
فجأة سمعت فرقعة اصابع والـدي وهدوء حركة السيارة ..
فتحت عيناي والتقطتا شجــرة راكنة من بعيــد .. و وحيــدة .. كانت كبيرة بل عظيمة
القت عليها السلام جوارحـــي ..
اغصانها ذات الاوراق المتشعبـة بعمـــق مائلة الى اسفل تحتضن نفسها عن البــرد
هزئـت بي واخبرتني اني لا شــيء ..
فودعتها وانا انتشــل منـــي وابيت الا استفيق لذاكرتي .. انغمست بداخلي ..
و اودعتنـي الى الطريــق الذي خلا من الحيــاة غرقا مع المطـــر
اكتست الغمامة السماء والارض اظلمت .. ابت الا تكتفي من المــاء ترهقني وهي تطلب المــزيد
والسماء ترتعــد عصفا وتنطفـــئ تارة بخلا ..
في نهاية الطريق .. وبعد الوصول
تسائلت من جرب طعم الحياة ..
بعد امتلاء الارض بالمطر غير الاموات ..
.,
.
.