عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 08-04-2011, 06:19 PM
حامل المسك
غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِوَآلِدَيه
الصورة الشخصية لـ حامل المسك
رقم العضوية : 1000
تاريخ التسجيل : 26 / 2 / 2007
عدد المشاركات : 146
قوة السمعة : 19

حامل المسك بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي رويدك يا صاحب الموقع لـ فرج المرجي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

يقول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} إن من العار والمخالفة الشرعية أن ينادي الإنسان بشيء لا يفعله. فبالأمس ينادي صاحب الموقع بالجهاد ولا يقدم عليه لا هو ولا من تحت يده، واليوم ينادي بالخروج ولا أظنه سيكون منهم إنما يتطلع لمن يكفيه المؤنة. صاحب الموقع هو حامد بن عبدالله العلي- رده الله إلى حظيرة السنة وأهلها- دعا بصريح العبارة في مقال بتاريخ 2011/3/11 على موقعه بدعاية الخوارج الأُوُل والتي عليها بناء عقيدتهم وهي الخروج على الحكام إذا وجدت منهم كبائر الذنوب والمعاصي، معرضاً عن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة في كيفية معاملتهم ووجوب الصبر عليهم والدعاء لهم بالهداية وصلاح البطانة مع مراعاة حال الأمة، فإن ما عليه حكام الجزيرة العربية لا يساوي من قال بخلق كلام الله ودعا الناس إليه وأوجب عليهم هذه العقيدة، ومع هذا كله كانوا يدعون لهم ويرفضون الخروج عليه حتى قال الإمام أحمد رحمه الله: لو كان لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان لأن بصلاحه صلاح الأمة، ولكن من لم يدرك عواقب الأمور يظنها هينة وهي عند الله عظيمة، وهكذا الفتن إذا أقبلت عرفها الراسخون في العلم وإذا أدبرت عرفها المتعالمون والجهال،

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن وقع السفهاء فصار الأكابر عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها، وهذا شأن الفتن أ.هـ.

وإن ظهور الفتن وتشعب الآراء وكثرة الأهواء توجب الاجتماع والتناصح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر لا أن تٌستغل في تمكين المتربصين والحاقدين لإسقاط معاقل الإسلام واستبدالها وطمس شعائره الظاهرة، مع ضعف المسلمين وتفرقهم كل حزب بما لديهم فرحون.

إن الخوارج مجمعون على أمر الخروج على الحكام وهو محل إجماع منهم مع اختلافهم في غيره من المسائل العلمية مثل تكفير صاحب الكبيرة، ذكرت ذلك ليعرف القارئ الكريم أنه لا تلازم في عقيدة الخوارج بتكفير صاحب الكبيرة عندهم بمسألة الخروج، فإليك أخي القارئ بعض ما قاله صاحب الموقع في الدعوة إلى الخروج غير مكترث بهذه العقيدة وعواقبها الوخيمة (يا شعوب الجزيرة العربية.. فيا شعوب الخليج.. يا أبناء هذه البقعة المباركة، قوموا لنحمي القيم التي أقامها آباؤنا واجدادنا.. قوموا اليوم لنبني من بين هذه الأطلال البوالي وتلك الآثار الدوارس مستقبلاً.. تحت عنوان شعب حر كامل الاختيار.. لقد بات واضحا ان الانظمة فشلت فشلا ذريعاً في تحقيق النهضة المنشودة.. فاصبحت بلادنا في ادنى المؤشرات على كل المستويات… فلا زالت تحكم بصيغ حكم عفا عليها الزمن من بقايا عصور التخلف ولا يوجد في العالم بأسره حتى في ادغال افريقيا مثلها في التخلف.. قد آن الأوان ان يهب الجميع لتصحيح هذه الاوضاع المزرية.. أ.هـ.

سبحانك هذا بهتان عظيم فهذا جزء مما قاله صاحب الموقع فيصف بدون استثناء ما يطبق في المملكة للشرع تخلفا لايوجد مثله حتى في ادغال افريقيا ولم يسلم منه حتى العلماء الكبار، لأن المتعالم لايعرف احدا فوقه فقال محذراً منهم خطابهم الديني المتخلف فلا تلتفتوا اليه فهو بين هيئة رسمية ليست سوى بوق للنظام، اما من لم يكن في هذه الهيئة - أي ليس من هيئة كبار العلماء- فهم متزلفون يتقربون بمآسي الشعوب الى عتبات قصور الظلمة، ثم قال: ويحكم اليوم قوموا الى مجدكم.. انزلوا ساحة التغيير الاكبر واطلقوا صيحة الشعب يريد ان تكون النهضة الكبرى من هنا ياشعوب الجزيرة العربية أ.هـ.

تعليقي على ما ذكره:
اولا اني انصح الكاتب ان يتقي الله ربه ويعود الى رشده فانه لم يكن على هذه العقيدة الى عهد قريب ولم تكن بعيدة عنه حتى نقول انه ابصر الحق بعد العمى فإما ان تكون على ضلال من قبل او انت الان فعد الى رشدك ودع عنك الخروج الذي اوله الكلام.

ثانيا اني لاستغرب هذه الحال من الكاتب فلقد كان مشتغلا بالعلم الشرعي الذي يحجمه عن مثل هذا ثم تحول الى السياسة التي اوجبت عليه ترك نصوص الشرع وراءه ظهريا.

ثالثا انصح الكاتب الا يتعرض لاهل العلم المعتبرين فان لحومهم مسمومة فدع عنك الغمز واللمز فان امرك ظاهر.

رابعا ان كان عندك ما تستشكله فعليك باهل العلم يكشفونه عنك فانهم ان تكلموا تكلموا بعلم وان سكتوا سكتوا عن حكمة وحلم ولاترتق بنفسك مرتقى صعبا فتوحي لنفسك انك منهم.

ختاما ربما يقول من قرأ مقالي شهَّرت به ولم تنصحه سرا، فاقول انا ادعو له وانصح وهو الذي شهَّر بنفسه حيث انزل مقاله على موقعه والرجوع الى الحق مفتوح للجميع وهذا تنبيه والرجوع خير من التمادي بالباطل واللهم اهدنا فيمن هديت والحمد لله رب العالمين.


كتبه فضيلة الشيخ / فرج بن مطلق المرجي الرشيدي


الإبانه - جريدة الوطن (الكويت)
مارس - 2011




توقيع حامل المسك