عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 30-03-2011, 09:33 PM
محقق تاريخي
عبدالله خلف
الصورة الشخصية لـ محقق تاريخي
رقم العضوية : 8707
تاريخ التسجيل : 10 / 10 / 2009
عدد المشاركات : 686
قوة السمعة : 15

محقق تاريخي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي أنساب قبائل العرب.
أنساب قبائل العرب


أنساب قبائل العرب عند الدكتور | جواد العلي

إن أغلبية كتب الأنساب التي بين يدينا مرجع علمها بالأنساب مأخوذ من ابن الكلبي، وإذا بحثا المصدر الذي أخذ ابن الكلبي منه نسب قحطان وعدنان، فأننا سنجده التوراة، ولكن للأسف ابن الكلبي وغيرة من رواة النسب، لم ينقلوا نسب قحطان كما هو مدون في التوراة مع أنهم دونوا نسب عدنا كما نقلوه من التوراة.(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 1 ص 442).


وأنساب قبائل العرب المدونة في كتب الأنساب التي وصلت إلينا في الوقت الحالي قد وضعة في صدر الإسلام، حينما شرع في أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، بتسجيل النسب في ديوان. فدوّنت عندئذ أنساب القبائل، ورجع في ذلك إلى ما كان متعارفاً عليه من النسب في الجاهلية الملاصقة للإسلام وفي صدر الإسلام، ثمّ أكمل على مرور الأيام.



ولذلك قال الدكتور | جواد العلي في الجزء الأول صفحة 95 في تاريخه: تعددت الأيدي في كتابته، وصار على شكل فصول في انساب القبائل، كل سجل في نسب قبيلة وما يتفرع منها. والطابع البارز عليه هو الطابع اليماني المحليّ المتأثر بالروايات التوراتية عن "اليقطانيين"، الذين صُيروا قحطانيين بتأثير روايات أهل اليمن من أهل الكتاب وعلى رأسهم كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبيد بن شرية الجرهمي، وربما من أناس آخرين سبقوهم، ومن الروايات اليمانية المحلية التي تعارف عليها أهل اليمن في أنساب قبائلهم آنئذ. ولهذا تجد الطابع اليماني المحلي بارزاً في مؤلفات أهل اليمن التي نقل منها الهمداني وأمثاله، ولا نجدها على هذا النحو في مؤلفات النسابين الشماليين الذين ينسبون أنفسهم إلى اليمن مثل ابن الكلبي وسرابه، لأنهم كانوا بعيدين عن اليمن، فعلمهم بالروايات اليمانية، وليسما روايات أهل حمير وصعدة وخولان وصنعاء وغيرهم من النسابين المحليين، لذلك، قليل.


وقال في الجزء 1صفحة 385: إننا لنجد اختلافاً بين النسابين في تثبيت هذه الانساب، مما يدل على إن أهل النسب مع دعواتهم بحفظ النسب ووجود مشجرات للأنساب عندهم، كانوا يختلفون فيما بينهم في النسب، حتى إننا نستطيع إن نقول إن سجل خولان وحمير الذي بصعدة، لم يكن يتفق مع الروايات الأخرى للواردة في النسب، ويتجلى ذلك في الروايات المتناقضة التي نراها في الإكليل وفي غيره من كتب الأنساب، ويظهر إن نسابي أهل اليمن،كانوا يعتمدون على علمائهم في النسب، وعلى ما كان مدوناً عندهم منه، ولهذا تجدهم يختلفون في كثير من أنساب أهل اليمن عن النسابين الشماليين الساكنين في العراق أو في بلاد الشام.


وفي صفحة 495 أيضاً قال: ونحا مستشرقون آخرون هذا المنحى، فرأوا إن للنسابين يداً في ترتيب هذه الشجرة العظيمة للأنساب،أو الشجرتين بتعبير أصح: شجرة نسب أبناء قحطان، وشجرة نسب أبناء عدنان. ولذلك انهم لا يطمئنون إليها، ولا يصدقون بكثير من هذه الأنساب المروية وبالأخبار والروايات الواردة في هجرة القبائل القحطانية نحو الشمال.


اذن، فقحطان ليس بجدّ لكل القبائل القحطانية المعروفة، وعدنان لم يكن جداً لجميع القبائل العدنانية، و إنما ما كنايتان عن مجموعة قبائل، تدعى عند العرب "بالحلف"، وقد أخذ أهل النسب قحطانهم من التوراة، وهو هناك كناية عن مجموعة قبائل مواطنها في العربية الجنوبية. أما "عدنان" فلم يرد اسمه في التوراة، ولا نعرف من أمره شيئاً في الزمن الحاضر، والظاهر إنه كناية عن حلف، ويظهر إنه ظهر للوجود قبيل الإسلام. وعدم وقوفنا على أخباره، لا يسوغ لنا نكران وجوده، فلعل الأيام تكشف لنا عن كتابات نرى فيها اسمه، كما حدث بالنسبة إلى أسماء أخرى شك فى أصلها بعض المستشرقين، ثم تبين إنها كانت معروفة، بدليل ورودها في بعض كتابات الجاهليين.


ولا أعتقد إن التوراة ابتدعت فكرة "يقطان" ونسل يقطان، اذ لا يعقل تصور ذلك. والذي أراه إنها حكت نسباً كان يجمع شمل القبائل العربية المذكورة عند العرب، وصل خبره إلى العبرانيين فسجله كتبة التوراة في الأسفار، مع أنساب الشعوب. كما إنها أخذت من العرب أيضاً نسب "الإسماعيليين" على نحو ما كان م معروفاً يومئذ، وكذلك نسب أبناء "قطورة". فتكون التوراة قد ذكرت أنساب ثلاث مجموعات أو أحلاف عربية كبيرة، كانت قائمة في ذلك الزمن.

مقتبس ؛ من كتاب : (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام).



تحياتي المخلصة




محقق تاريخي
كاتب


الموضوع الأصلي: أنساب قبائل العرب. | | الكاتب: محقق تاريخي | | المصدر: شبكة بني عبس




توقيع محقق تاريخي
ناظر عموم الرشايده - الناظر | أحمد حميد بركي العمري