|
أيام وشهور وسنين تمضي
تهلّ علينا الأيام والشهور والسنين, ثم ترحل عنا وتأتي غيرها.,
وقلوب منا كثيرة ينام إنسانها ثم يصحو.. ثم ينام ثم يصحو أسير أفراحه وأحزانه,,
يحيا هياماً من الأحلام والأماني في خياله,
يشدو بهم فوق سُحب التمنّي, في حالة عشق ٍ طويلة يركب فيها مركب طول الأمل,
فتسوقه مراكبه لضعفٍ في الهمَّة والعزم, في دنيا فان ٍ متاعها, هالكٌ قلب من تمسّك أو اكتفى
بها, يحيا فيها متلذذاً ببعض واقعه وكفى,, ثم ينام ويصحو بأحلام دنيا لا حدود لهااا ,
يظنها أجمل حقيقة, فإذا بقلبه يفيق وهو عنه تائه شريد ,
والنفسُ تحيا في اغترابٍ عن ذاتها, وعن قلوب أقربهم لها..
,
وبرغم هذا كله, نُغرِق قلوبنا وأنفاسنا في أمواج هوىً من النفس نراه ماءً عذبا فراتا..
وأنه كما الأمس وأمس الأمس أتوْا, وعشنا فيهم في كثير من النعم, فسيعقب الغد حتماً
سنينَ طويلة.. وأنه كما رَزقنا المولى سبحانه بالأمس ونعَّمنا, ونجّانا مِن ألوانٍ من الأهوال
والمرض, فإنه ولا بد سيعقب هذا اليوم شهورا وعمرا طويلا ,,
أليس هكذااااا حال كثير منا!!
نحيا في أنهار الأماني وطول الأمل, وندفِن بأيدينا كثير من الهمّة والعزم, ونضعِف قلوبنا
ونرهقها بما لا يحييها!!,
بل ونَسبَح في بحار الأحلام والأماني ونسوّف كثيرا من خطى الخير, أو نتكاسل عن العمل,!
والنتيجة :-
أننا تمر علينا الأحداث وتقلبات أحوال البشر من حولنا, ولا نفكر أنها كما أصابتهم, يمكن
في طرفة عين تصيبنا, بل إننا نرى أو نسمع عمن عن دنياه فجأة رحل, بعدما كان برجولته
وشبابه أو بقوة ماله وسلطانه يتمتع في نهر اللذائذ كثيرا..
نسمع عن هذا وذاك ولا نكترث كثيرا, بل بكل برود نقول هذا هو عمره وأجله , ثم نترحم عليه
وكفى, وكأننا لسنا في نفس الدائرة ندور,,
... سؤال ...
ما الذي يضمن لنا أننا بعد لحظتنا التي نعيشها سنحيا اللحظة التي تليها !!
ماذا خلفنا في سالف أعمارنا من خير وذكرى طيبة يذكرنا بها الذاكرون وتدعو لنا القلوب الطيبة
لتبقى صحائفنا بالحسنات بعد الرحيل مفتوحة !
لماذا يحيا أكثرنا في غرور من أمره ونظن أن أعمالنا الحسنة حتما من الله مقبولة !!
وهل منا من يضمن أنه سيقوم من نومة ليله أو يصحو من غفوة ضحاه !!
أو يضمن أنه يعود سالما لأهله بعد انتهاء يوم عمله !!
توقيع الصقر الشرقي |
((كلنا كالقمر .. له جانب مظلم))
|
|