الرئيس الأمريكي يختار وزيره للتعليم ويقول: إذا كنا نريد أن نتفوق على العالم في المستقبل فيجب أن نتفوق على العالم
بقلم :.أحمد أبو زيد 2009-02-07م 12 /2 /1430 هـ
اختار الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، آرني دنكان، مدير الإدارة التعليمية بولاية شيكاغو، وزيرًا للتعليم. وأعلن أوباما أن «القرارات التي سنتخذها خلال الأعوام القليلة القادمة بشأن كيفية تعليم أبنائنا ستحدد شكل مستقبل أجيالنا القادمة. ولن تحدد هذه القرارات فقط إذا ما كان أطفالنا سينعمون بالفرصة للوفاء بالمهمة التي أناطهم الله بها أو هل سيتاح لعمالنا توفير حياة طيبة لعائلاتهم، وإنما ستحدد أيضًا إذا كنا كأمة سنظل في القرن الحادي والعشرين تلك القوة الاقتصادية العالمية كما كنا في القرن العشرين».
وأضاف أول رئيس أمريكي أسود، من أصل أفريقي: «إذا كنا نريد أن نتفوق على العالم في المستقبل، فيجب أن نتفوق على العالم في تعليمنا الآن. وإذا ظل معدل تسرب طلابنا من التعليم العالي هو الأعلى بين الدول الصناعية، وظل ثلث الطلاب في الصف الرابع لا يحسنون المهارات الأساسية في الرياضيات، واستمر المزيد والمزيد من الطلاب الأمريكيين في هجرالجامعة والاتجاه للعمل، فسنصبح بعيدين للغاية عن تحقيق هذا الهدف. لقد تحدثنا طوال سنوات عن مشكلات التعليم، لكننا عجزنا عن إيجاد الحلول واستمر نقاشنا الممل الذي جمد تقدمنا ودفع مدارسنا وأولياء الأمور إلى المبادرة بالتحرك من جانبهما».
وخلص أوباما إلى أسباب اختياره لوزير التعليم الجديد، آرني دنكان، فقال: «عندما يتعلق الأمر بإصلاح المدارس، فإن آرني دنكان هو أفضل من يمد يد المساعدة على الإطلاق من بين كل المتمرسين في هذا المجال. فالإصلاح بالنسة له ليس مجرد نظرية في كتاب، ولكنه قضية حياته. والنتائج لا تعني له مجرد إحصاءات ودرجات في الاختبارات، وإنما تهتم بمسألة هل يطور أطفالنا المهارات اللازمة للمنافسة على أية وظيفة مع أي عامل في العالم؟» وأضاف أوباما: «في ظل قيادة دنكان لوزارة التعليم، أثق أننا سنُدخل سويًا نظامنا التعليمي واقتصادنا في القرن الحادي والعشرين وسنمنح أبناءنا الفرصة للنجاح. فعندما يجد دنكان أن عليه أن يتخذ قرارات صعبة، لا يغمض له جفن».
ويواصل أوباما الإشادة بوزيره الجديد فيقول: «لم يلجأ دنكان إلى تطبيق إيديولوجية أحد، ولا يتردد لحظة في عمل ما يجب القيام به. فقد عمل بلا كلل على تحسين كفاءة المدرس، وزيادة عدد الأساتذة المؤهلين بأعلى الدرجات والخبرات العلمية والتعليمية، بالإضافة إلى مكافأة مديري ومعلمي المدارس الذين حققوا إنجازات مع طلابهم. فمنذ توليه المسؤولية في شيكاغو، ارتفع مستوى تحصيل الطلاب وانحسرت المدارس الفاشلة وانخفض معدل المتسربين من التعليم سنة بعد أخرى. ومن ثم، حينما يخاطب آرني المعلمين في كل أنحاء أمريكا، فلن يكون حديثه من خلال برج عاجي، وإنما من خلال الدروس التي تعلمها خلال السنوات التي قضاها يغير فيها حال المدارس من القاع إلى القمة».