عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 02-01-2011, 12:02 AM
أبو عيسى
عضو مجلس الإدارة
الصورة الشخصية لـ أبو عيسى
رقم العضوية : 523
تاريخ التسجيل : 18 / 11 / 2006
عدد المشاركات : 3,223
قوة السمعة : 22

أبو عيسى بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي

اقتباس من مشاركة حـريـر

الأخ الفاضل :

/ ابو عيسى /

لك ماطلبت :

لا يُذمّ قول ( أنا ) في كل حال ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أنا .
فقد قال عليه الصلاة والسلام : إنَّ أتقاكم وأعْلمكم بالله أنا . رواه البخاري ومسلم .
وكذلك من بعده من الصالحين .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مات يشرك بالله شيئا دخل النار . وقلت أنا : مَن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . رواه البخاري ومسلم .


والأمثلة على ذلك كثيرة جدا .


وإنما يُذمّ قول ( أنا ) في حَال التعالي والاعتداد بالـنَّفْس والتفاخُر ، ونحو ذلك .
فإن الإنسان متى ما اعتَدّ بِنفسه ووثق بها وُكِل إليها ، وإذا وُكِل إليها وُكِل إلى عجز وضعف وعورة .


قال ابن القيم رحمه الله : وليحذر كل الحذر مِن طُغيان ( أنا ، ولِي ، و عندي ) ؛ فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابْتُلِي بها إبليس وفرعون وقارون ، فـ (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) لإبليس ، و (لِي مُلْكُ مِصْرَ) لفرعون ، و(إِنَّمَاأُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) لقارون . وأحْسن ما وُضِعَت ( أنا ) في قول العبد : أنا العبد المذنب المخطئ المستغْفِر الْمُعْتَرِف ونحوه . و ( لِي ) في قوله : لي الذنب ، و لِي الْجُرْم ، و لِي الْمَسْكَنة ، و لِي الفقر والذّل . و ( عندي ) فيقَوله : اغفر لي جِدّي وهَزلي وخَطئي وعَمدي ، وكل ذلك عندي . اهـ .


وكان سلف هذه الأمة في غاية التواضع مع ما هُم فيه مِن عُلو ورِفعة .
وقال رجل للإمام أحمد رحمه الله : بلغني أنك مِن العَرب . فقال : نحن قوم مساكين .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يُكثر أن يقول : أنا الْمُكَدِّي وابن الْمُكَدِّي .. وهكذا كان أبي وجَدّي .


وأين حال أولئك النجوم الزاهرة في مقابل عقول لم تَسْتَنِر بِنُور العِلْم تتباهى بالعِلْم ، وتتشبّع بِما لم تُعطَ ؟!


وأين ذلك مِننُفوس تتكبّر وتتعالى ، وهي ليس فيها إلا البدعة والْخُرافة ؟!


والله المستعان .


الشيخ عبد الرحمن السحيم
الأخت حرير نشكرك على هذا التوضيح الذي أرى إنه لم يفي بالغرض وإليك التوضيع لما استعذتي منه ..

كثيرٌ مِن النَّاس إذا قال كلمة (أنا)؛ أردفها بقوله: (وأعوذ باللهِ مِن كلمة أنا), وهذا

الفعل لا أصل له في الشرع , فكلمة (أنا) إنَّما هي ضميرٌ مِن الضمائر,


فلا شيءَ في قولها وتداولها في الكلام, قال صلى الله عليه وسلم:

(( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)) رواه مسلم, وقال: (( أنا فرطكم على الحوض ))

متفق عليه, وقال: ‏ ‏أنا النبي لا ‏ ‏كذب ‏ ‏أنا ‏ ‏ابن عبد المطلب ‏) وغير ذلك كثيرٌ في كلامه

صلى الله عليه وسلم, وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذه الكلمة مراراً رداًّ

على رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولم يُنكر عليه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( مَن أصبح مِنكم اليوم صائماً؟)) قال أبو بكر: أنا, قال: (( فمَن تَبِعَ مِنكم اليوم جنازة؟))

قال أبو بكر: أنا, قال: (( فمَن أطعم مِنكم اليوم مسكيناً؟)) قال أبو بكر: أنا, قال: (( فمَن

عادَ مِنكم اليوم مريضاً؟)) قال أبو بكر: أنا, فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم :

(( ما اجتمعنَ في امرئٍ إلا دخل الجنَّة)) رواه مسلم.

فلا تُكره كلمة (أنا) مفردةً إلا في حالِ الاستئذان, فإنَّه ينبغي للمُستأذن أن يُفصحَ باسمه

أو كنيته إن كان مشهوراً بها, وذلك لما روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أنَّه قال:

أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في دَينٍ كانَ على أبي, فدققتُ الباب, فقال:

(( مَن ذا؟)), فقلتُ: أنا, فقال: (( أنا أنا!)), كأنَّه كرهها.

وكذلك إذا كانت على سبيل مدحِ النَّفس والإعجاب بها والفخر والخيلاء,

أمَّا ما كان على سبيل الإخبار فلا حرج فيه, ولا يُشرع التَّعوذ باللهِ منها )).


منقول بتصرف سليم بإذن الله..
آخر تعديل بواسطة أبو عيسى ، 02-01-2011 الساعة 12:13 AM.


توقيع أبو عيسى