لم تعُد تلك التي تجلُس أمام المرآة ,
لتُحدثها عن صفاته وعنهُ ,
ولم تبقى كما كانت ,
فلم تعُد تصرُف الليل كما كانت تصرفه بالأيام السابقة ,
تُطيل البحلقة بصوره المعلقة خلف الستائر وعلى الجدران ,
ليست تلك المرأة التي إلتهم الإنتظار وأكل منها ألق عينيها ,
ونضارة بشرتها ,
هي نفسها التي علق كُل رسوماتها بغرفة نومه ,
أضحت سيدة أخرى مختلفة الصفات ,
تُرتب السرير كُل ساعة بُكل ليلة ,
عسى أن يُطِلْ من مُدن بعيدة ودرب طويل ما انتهى ,
تُعيد بُكل نشوة تسريح ماتبقى من شعر ,
كُلما تسارع النبض بصدرها ,
وأنه قد حان وقت فيه لا بد أن يطرُق الباب ,
ولم تزلْ , ترسُم عيونها كُلما تنفس الصُبح وما أتى هو ,
وأسال كحلها دمع لايكُف ,
مازالت تُجيد رسمه وجهه بقُبلات الحياة ,
حينما يغادرها للسفر ,
ومازالت تُرتب الزيارات للأهل و مواعيد العشاء بالخارج ,
كُل ما في الأمر أنها باتت أكثر تواطئا مع غيابه ,
وخيانه لذاتها ,
أفكـارْ ،
تـِكْ ، تـِكْ ,
الوقت لن يتوقف ولن يعود أو يُسرعْ ,
و لم يكن يرضخ يوما لنا طوال تاريخنا معاً ,
الوقت حضارة عريقة كسرت شوكته كُل المجاعات والحروب والطواعين ,
وحده من يُجيد التسمّر روتينه ,
60 ثانية لــكُل 1 دقيقة لــكُل 1 ساعه
و أربعة وعشرون ساعة ليلفض أنفاسه يوماً كاملاً بالعمر ,
أضاع سنواته ونبضه بحثاً عنها بأزقة العمر ,
لم يعُد ترتيب أوراق شعره وقصاصات نثره على صدرها ,
بل أصبح كُل الشعر يرسمه غياباً بالغياب ,
في غياب الشعر نبض مُستتر خفي ,
ينبُشه ويُثيره غياب انثى في حضرة جميع النسوة ,
عندما يصحو ..!
تأخذه أقدامه وتلقي به إلى المطبخ ,
يتمنى أن يجدها تُعد له القهوة ذات صباح ,
أو تكوي زيّه ’ أو تُرتب ملابسه ,
ولأنه يعرف أنها لن تكون هُناك ,
إعتاد أن يترُك لها ورقة تقرؤها حين تستيقظ ,
أن
" حبيبتي خُذي كفايتُكِ من النوم , لاتجهدي نفسكِ بصنع الغداء اليوم ,
سنتناوله سوياً بالرابعة في المطعم ,
كوني جاهزة فقط "
وما يوما قرأت ورقته ,
ولم يتوقف عن الكتابة ولا المرور في الرابعة بعد منتصف النبض ليقلّها .
هو مؤمن للآن ,
أنه أضاع الطريق ولم يصل فقط أضاعه ولم يصل ,
ودق أنفاس /’