وتتلخص القصة بأنه جيء بسبي للرسول صلى الله عليه و سلم ، و كان من بين هذا السبي سفّانة بنت
حاتم الطائي ... فاستعطفت سفانة النبي صلى الله عليه و سلم بقولها : ( يا محمد هلك الوالد ، و غاب
الوافد ، فإن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب ، فإن أبي كان سيد قومه ، يفك العاني ، و
يقتل الجاني ، و يحفظ الجار ، و يحمي الذمار ، ويفرج عن المكروب ، و يطعم الطعام ، و يفشي السلام
، و يحمل الكل ، و يعين على نوائب الدهر و ما أتاه أحد في حاجة فرده خائباً ، أنا بنت حاتم الطائي ) .
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يا جارية هذه صفات المؤمنين حقاً ، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا
عليه ، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق ) .
علة هذه القصة و كونها باطلة :
إن هذا النص مكذوب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بل فيه عبارات مستهجنة من وصف
الراوي – و هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه – لجسم هذه الفتاة ، و عينيها ، و فخذيها ، وقامتها
و ساقيها ، و .. ..!!!
إن هذا النص بلا شك من وضع أحد الوضاعين و هو : ضرار بن صرد أبو نعيم الطحان ، فإنه كما قال
يحيى بن معين : كذابان بالكوفة : هذا و أبو نعيم النخعي . أنظر الميزان .
و في الإسناد أيضاً : أبو حمزة الثمالي ، و هو متروك ليس بثقة .)
و في الإسناد محمد بن السائب الكلبي ، و الواقدي ، و قد عرف حالهما و ليس هناك داع لذكرها .
و للقصة طريق آخر ، لكن فيه سليمان بن الربيع النهدي ، و قد تركه الدارقطني ، و قال مرة : ضعيف .
و أقل أحوال هذه القصة أنها ضعيفة جداً ، مع الحكم بوضعها غير بعيد ؛ لأن علامات الكذب عليه
واضحة !
ولمزيد من التفصيل والإيضاح يُرجى مراجعة :
1- دلائل النبوة للبيهقي
2- تاريخ دمشق لابن عساكر – تراجم النساء
3 – تاريخ دمشق