[فـــــرح]

.,. كانت تلك البتلات تغطي عيناي وأنا اغفو بعالم لا يملؤه سوى المتاهات لأرى احتياج تلك الطفلة مجدداً وهي تنظر إليّ وتردد: أحتاجني أحتاجني.. هلم ياطفلة الأنا ها أنا هنا بربك من أيقظك مجدداً تكلمي: أولا زلت تحلمين بتلك الطفلة البريئة التي ترتدي حلة وردية وتنشد ترنيمتها الصغيرة! أولا زلت تطالبيني أن أغوص في ملكوت الوجع لأنتشله من قعرك بالله عليك ياصغيرتي قد انتهيتٍ أنتي ..فإشبعي بؤس وشقاء وامسحي تلك الذكريات فهيا فلاتوقظٍ بداخلي سوى ليالي برد قارس نهشت جسدي الصغير بكل وحشيه ..عودي إلى حيث كنتي لا أرغب بتلك الطفولة المشوهـ.. يالله أقلّب جسدي على الجهة اليمنى لأرى تلك الفتاة ياااهـ ملامحها معتمة.. وألوذ بالفرار للجهة اليسرى خوفاً من النظر إليها ..لا أريد تذكرها.. استيقظت من منامي وأنا أبكي على روح فقدت صلاحيتها ودون تحت ظلها "حياة بصفحه فارغه" يالله سأغادر من هنا.. إلى حيث لا أدري فالليل معتم والطرق وعرة بأشواكـ الوجع.. سأخرج وأنا أبصر بنور ذكريات لم تغادرني قط.. سأرحل من هذا الكوخ وأترنح هنا وهناكـ بنور الذكريات..فعلى جانب الطريق بقايا قارب رمي به هناكـ ..كنت أجري إليه وأتوارى عن الأنظار به .. رأيته ورأيت بداخله خيبة سنين أثقلت كاهلي تقبع هنا..ماتت أحاسيس وجُمدت الروح وذبلت الأيام بوجع مربك بخطيئة الدماء..عليه نزفت حزناً وتساقطت أوراق ربيعي خرساً خوفاً من أن يستمر وجعي التالف..يالله يالله هنا بجانبه كتبت علامات بكينونة صامته.. هنا رأيت ظلم الأيام .. سأواصل السير فثمة شعاع منعكس هناك ينتظرني بزاوية تكتل بها العقل بجنون ..! ليحافظ بسرية على عيناي الغياهب اللتان لم تسلما من الألسنة..هنا لُذت بالصمت قابعة وغير قانعة أدير ظهري لهم وأردد بقلبي "دنيا فانية" اششش التزمي الصمت ودعي الصياد يفرح بفريسته..! هنا رأيت زيف كاذب ولا يعلمون بأني أشبه القدر إلا حينا رحيلي.. يالله إني وحيدهـ هنا ..أخاف أن أواصل مسيري وأصعق بكهربة الآهـ فالإحتياج يشعل ذات قهر بي وأسئلة ترد بإستفهامات غبية بين الورق.. وبحد الألم أنزف الآن ببعثرة الحنين إلى أمي اشتقت إليها ..فهل لازالت تذكرني! أحتاج لرفقتك الدافئة بعيداً عن تلك الأقنعة .. أماهـ ماذا أكثر من رحيلك عني.. أماهـ إني أصهر بألم كتوم ..أماهـ أتعلمين شرنقة الموت اقتربت مني تقضم جسدي الهزيل بكل قسوة ..وأنا أبتسم وأردد: لازلت بخير وخالقي أنا بخير..! أماهـ الألم يتآكل على ماتبقى من وطني..أماهـ وماذا أكثر.. أماهـ ذابت الروح ..أفلا تجيبيني ..!! يالله سأتركك أعدك سأغادر وأسير إلى حيث لا أين.. أني ألمح قلم أزرق اللون بين العشب..يالله قلم الغياهب بداخله أسرار أنثى: أولها غرق وأوسطها جمال يلفت الآخرين إليها وآخرها احتضار بلون الليل..! على هذه الأرصفة أتسكع حزناً حيث دفنت كل أحلامي وتشبعت روحي موتاً بصرخة: دعوني أنام بهدووء هنا على الرصيف متوسدهـ ضوء القمر الحزين.. .,. وسأواصل بعد استيقاظي.. .,. لاتخبروني بأني هنا