|
.,. مدائن الأموات /الجزء الرابع والخامس.,.
اليوم في تمام الساعة 1.30صباحاً بدأت مراسم خروجي من التابوت
والمضي قدماً في مدائن الأموات .. كالعادة أسير إلى حيث لا شيء فلا وجهه محددة حولي..
لأول مرة أشعر برعب بمدينتي..! فأنا من إعتادت
على العيش بها ياترى مالذي أخشاه الآن ..؟!
حسناً سأسير مكملة وجهتي ..لكوخ اراه هناك سأغدو له ربما أجد بداخله شيء يؤنسي..
وبدأت خطواتي تتقدم..
يالله ما أجمل حديقة هذا الكوخ ورغم جمالها فهي حزينه
..لما تحزن وهي في مدائن الأموات..!
من المفترض أن تبتسم فهنا لن تجد من يتبعك ..
ولا يحسب خطوتك وماذا فعلت كما كنا بمدائن الأحياء ..
رباه مزقني !
هناك بتلك الزوايه ترتعش جزيئات ذكريات هناك..
يشابه مكاناً إعتدت على الجلوس به
بمدائن الأحياء بعد منتصف الليل هناك..
هناك بداخلي صورة لذاكرة انحنت لوجع مثقوب !!...
لن أتوب سأمشي سأجلس هنا بهذه الزاويه ..
فلن أتوب سأسترجعك ياوجع ..
وأعيد تكريرك بداخلي لأسترجعك فأنت ماتبقى معي ..
ولن أتنازل عنك بهذه السهولة أعدك وخالقي سأعيدك أريدك
لتجمد مشاعر يقظة بداخلي و ولّي ذراع صمتها ..الذي أمقته...!!
لن أتوب عن ممارسة الحرفنه ياوجع !!
عبر مسافات الصمت لأحاول الهرولة نحو
روحي الغائبة التي لم أجدها هناك
وأتيت هنا لأبحث عنها ...
وسأقبل رأس الصبر ليعطيني فرصة أخرى!!
سأغادر تلك الزواية وسأتجه للكوخ ...
يالله قبضة الباب بارده..ورطبه..!!
فتحت بابه ..
من هول مارأيت وضعت كلتا يديني لأغطي وجهي ..
يالله..يالله ما هذا المكان لما يتبعني حتى هنا ..
هنا على هذه الطاوله كتبت رسائلي دونتها وأنحدرت مرغمة
إلى هاويه القمع والصمت ....
فلم أجرأ على فتحها مرة أخرى لأنها تحوي بقايا مشاعر مبهمه..
هناك كتبت لبشر لم تفهمني يوماً ولم تدرك ماتعنيه الأفاق ..
هنا كتبت لبشر تقاسمت الحزن معي بمقاسات مختلفة !! ..
اولهم ساره ..كنت أبحث عن أقصر المسافات لحزنها
لكنها سبقتني لهنا ..مزقها ذاك المرض اللعين..!
هنا كتبت حكاياتي وانا طفله كنت أيقن بأن أمي ستأتي
عندما أنام وتقراها وترحل بسرعه لهذه المدائن قبل استيقاظي..
هنا كتبت لمعلمتي التي عانت مرض سارا
وفقدتها ايضاً..هنا كتبت الغياهب وبرائتها التي لم
يتقنها سواها..هنا كتبت لبشر كاذبه تعتلي قمه التوحش..
وهنا ..يالله وبتلك الزاويه كنت أفترش سجادتي ..
وعندما أفرغ من صلاتي أتجه لنافذتي
المطله على ملامح رصيف ذو إضاءه شاحبه ..
وبشر تسير وتسير وأنا أبكي بصمت مميت
أُسدل ستائري لأعود لقوقعة الغياهب
الذي أعتدت أن ألتقط أنفاسي منها....
لأكتظ بسواد وجه بائس ...
وهنا على هذا السرير كانت عيني اليائسه
تقتات من السهر صمت حزن على طاولة
ساعات الليل الطويل..وحيده لحزن استقام
على لذة المرام..!وليغدق علي بكرمه السخي ببكاء ..
لأهدي من حولي دمعاً مغلفاً بنكهة ابتسامة ..!
وهنا تحت هذا السرير أخفيت صندوقاً أحكمت...
إقفاله أهمُ بفتحه صباح كل خميس في
تمام الساعة الثالثه فجراً لأتصفح ما يحويه ..
يالله إن ملامسته بيدي تبعث بي نسمه يتيمه...
ألقيت بداخله وردة حمراء ذابله ..
انكسرت ساقها وعمدته ربطها بربطه شعري..
وبداخله صورة عتيقة منعدمة الملامح لإمراة غادرتني
وسبقتني لهنا ...!سأستلقي على هذا السرير
وسأغطي عيني ببتلات من وردتي البائسه..
على أن أعيدها لها إذا استيقظت ..
ياترى هل سأنام !!
اششش إني أغفو على أن أتمم مراسم سيري بيوم آخر
.,.
|
توقيع فـــــرح |
مِثّلِي لَا.. "
تَلّتَقِط .. ولَاتُلتَقط .. "فَأنا" لا .. أُجِيدُ ال إنْحِنَاءَ .. بِ غَيرِِ صَلَاةٍ ولَستُ " إله
|
|