عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 17-10-2010, 02:26 PM
محقق تاريخي
عبدالله خلف
الصورة الشخصية لـ محقق تاريخي
رقم العضوية : 8707
تاريخ التسجيل : 10 / 10 / 2009
عدد المشاركات : 686
قوة السمعة : 15

محقق تاريخي بدأ يبرز
غير متواجد
 
05.gif العونة الرشايدة و معاركهم في حائل .
العونة و حائل

و في أواخر القرن الثالث عشر شهدت هجرة بعض العونة عن قبيلة الرشايدة بينما بقي الجزء الآخر و هو قليل في منطقة الأحساء .

و الحقيقة لا نعلم ما سبب هذه الهجرة الجماعية ؟! إلا أن العونة استقرت في بلاد حائل و اختلطت مع (شمر) حتى أنهم تأثروا تأثيرا بلهجة شمر و قد حدثني من العونة ممن أدرك هؤلاء يقول ذلك .

و قد نزلت (العونة) على أمير حائل محمد بن عبد الله الرشيد سنة 1289 هجري أي في أواخر القرن الثالث عشر و رحب بهم و أكرمهم و أصبحوا من خاصته و فرسانه و شهدوا بعض الأحداث و الوقائع معه .

و من أولئك (العونة) الذين هاجروا إلى حائل :

- غريب الجسار .
- نهار الجسار .
- عايض الجسار .
- مذكر بن قوبع .
- ميثان بن سنيد .
- شملان بن بدن المليس .
- سالم بن عويد .
- العطيفات .
- سليمان بن عويد .
- عبد الله بن عيفان .
- الثوامرة .
- عدهان بن منيع .
- هزاع الأطرم الهلفي .
- الجبر و غيرهم .


نهار الجسار :


حدثني نهار الجسار أنه قال : ((يا بني أنا جذع و كنت أغزي مع "شمر" و مرة غزينا مع شمر) فذهبنا حتى وجدنا (ركب) (غزو) فتقاتلنا فأكلتهم بالرمي ثم رموني و أصابوا رجلي فكسروها و انهزم من معي من "شمر" .

فقلت (نهار) : "أنا خيال القودة و أنا أخو ثريا" .

و كان القوم الذين تقاتلنا معهم من قبيلة (مطير) فلما سمعوا عزوتي علموا أنني من (العونة) .

فقال أحد مطير و هو سرور بن فروان الجبلي : أنا رميت أحد العونة و الله لا أذهب حتى آخذه معي .

فمكث سرور بن فروان الجبلي ينتظر حلول الليل خوفا من أن تعترضه "شمر" أو أن بقربي أحد من "شمر" .

و بينما نحن كذلك عاد أصحابي من "شمر" و هم يرمون بالبنادق خشية أن يكون عندي أحد .

فقلت لهم "نهار" : أنا صويب تعالوا .

عندها قال سرور بن فروان الجبلي : يا نهار أنا اللي رميتك و هذا عذري منك يوم جوك ربعك ثم ذهب .

فلما سمعت الشمامرة ما قاله سرور بن فروان الجبلي عادوا من حيث أتوا .

ثم أمسيت الليل كله و لما أصبحت سمعت أصوات الذئاب فتذكرت زوجتي و أولادي و كانت ليلة ممطرة فقلت فيها :

ذيب عوى في ليلة الغدر مابات === يبغى عليه يجلب الضارياتي
مرني العيرات و أقفن مشيحات === في ماقع خطر على المماتي
خطوا الولد يكبي على فايت فات === و أنا ترجى أيامي المقبلاتي
لو أهنى من شاف نجع الشريكات === من شاف ملهوف الضماير شفاتي
ابو عيون و أن شبح في خدرات === فيهن مغاليب الهوى حايماتي

ثم أقبل علي جيش فقالوا : رجلا حي فجاؤوني و أسقوني سمن فلما ارتحت و تنفست قالوا : من أنت ؟

فقلت : أنا نهار الجسار .

فقال رجل منهم : يا حلو القضا حلواه ؟

فقلت له : جزاك الله ألحقني (اقتلني) بي خير من الحياة .

فقال الرجل : لا بل أبشر بأهلك .

ثم قال الرجل : تعرف ماطر ؟

فقلت : ماطر (عمي) .

فقال الرجل : إن عمك عمل لأبي معروفا و قد فكه من (أدومية) و قد وصاني على (الجساسير) .

ثم أخذني و غسل رجلي و وضع عليها دواء شعبي مكان الصواب ثم جعلوني على جنب الذلول .

أما من معي من "شمر" فقد رجعوا إلى قومهم و قالوا : إن نهار قتل و هذه ذلوله فصاحت نساء الجساسير .

ثم أرسل من أسعفني إلى أهلي رسولا يبشرهم بأنني حي و قد جلست عندهم 15 يوما ثم جاء أهلي و أخذوني)) أه.


سليمان بن عويد و مجعد التمياط :


حدثني بهذه الرواية غير واحد من كبار (العونة) و منهم شبيب بن سعيد بن عتوان الرشيدي عن أبيه .

و حدثني بها عبد اللطيف سيف الدويلة و غيرهما كثير و مفاد الحادثة كما يلي :

((اختلف مجعد التمياط و هو من التومان من شمر مع ابن رشيد فرحل عنهم و نزل على قبيلة مطير و كان يمتلك من خيار الإبل المغاتير و لم يطب له المقام عند مطير فرحل عنهم بعد غروب الشمس و عاد إلى "شمر" و لسبب خلاف بينه و بين ابن رشيد اشتعلت نيران الحرب بينهما .

فقال ابن رشيد : من يأتيني برأس مجعد التمياط فله علَي غناته و عياله فركب سليمان بن عويد الرشيدي في طلب مجعد التمياط و وجده عند "المغاتير" فتقاتلا ثم أخذ سليمان بن عويد الحبل و داره على رقبة مجعد التمياط فطرحه أرضا .

فقال سليمان بن عويد له : و الله لا أريد قتلك يا شيخ شمر و لكن أريد سلاحك و الشلفة و درعك .

فجاء بها إلى ابن رشيد فقال لسليمان : قتلته ؟!

فقال سليمان : لا يا طويل العمر .

فقال ابن رشيد : زين سويت . . زين سويت .

ثم تصالح ابن رشيد و مجعد التمياط و جلس عند ابن رشيد فقال له ابن رشيد : تعرف الرجل الذي حوَل بك ؟

فنظر مجعد التمياط في عيون الرجال فقال : كأنه هذا .

فقال ابن رشيد : هذا القصير الذي (جولبك) !!

فقال مجعد : يا طويل العمر و الله يوم جاءني كأنه جبل)) أه.


"السلقة" فرس ابن رشيد :


"السلقة" من خيول ابن رشيد قيل إنها ملك عبيد الرشيد و قيل ملك محمد بن رشيد و قيل غير ذلك . و ابن رشيد أعطاها هدية لسليمان بن عويد .

حدثني شبيب بن عتوان الرشيدي قال حدثني أبي أنه قال ((غزا ابن رشيد على (مطير) و (الفغم) على (القرعة) و هي تمتد من (الوريعة) نحو الشمال إلى (الحماطيات) و من (الشق) شرقا حتى معرج (السوبان) غربا و هي الجانب الشرقي من (الدبدبة) و قصدها ابن رشيد من طريق (الحفر) و كان ذلك اليوم عجاجا عليهم فقال ابن رشيد : من يدل (حميضة القطع) ؟ و هو موضع يقع في (القرعة) .

فقالت دلائل "شمر" : و الله ما ندلها .

فقال ابن رشيد : من يدلها ؟! و أعطيه "السلقة" فرس شقراء لابن رشيد .

فقال سليمان بن عويد : أنا أدلها . . . فقال ابن رشيد : سليمان . . فقال : نعم . فقال ابن رشيد : تعرف الهنيهن فقال سليمان : نعم قطع الرأس و أقطع رأسي إن لم أدلها ثم سرى بهم و صبحوا مطير (الفغم) ثم أغاروا على (العوازم) في (النعيرية) ثم اتجه نحو (الكويت) و استقر في موضع عرف فيما بعد (بخبرا ابن رشيد) تقع جنوب الكويت فقال ابن رشيد : يا سليمان وش أجازيك فيه أخذ "السلقة" فأخذها)) أه.


حادثة "فيضة زبالة" :


تقع (زبالة) شمال المملكة العربية السعودية و هي من المواضع التابعة لإمارة حائل و اختلفوا في تسميتها فقيل إن الذي حفرها هو زبالة بن الحارث و قيل زبالة بنت مسعود و قيل سميت بزبالة لزبلها الماء أي بضبطها له و أخذها منه .

و هذه الحادثة هي السبب الأول في نزوح (العونة) من (شمر) و رجوعهم إلى (الرشايدة) في منطقة (الإحساء) و الحادثة كما سمعتها من كبار العونة سنَا و رواية كما يلي :

((نزل عبد الله بن عيفان من العونة بأباعره في فيضة (زبالة) في فصل الربيع و كذلك نزل ابن ثويمر من العونة بأباعره أيضا .

خرج عبد الله بن عيفان لاصطياد (الظبا) و عند ذهابه حضر برغش بن طوالة على حصانه و صبح الإبل في (فيضة زبالة) و هو يريد أن ينزل بأباعره (فيضة زبالة) فهجت بعارين ابن ثويمر و على قدوم عبد الله بن عيفان و رأى الفارس على حصانه عند الإبل فظن أنه من القوم ثم أخذ سلاحه و رمى الحصان فقتله ثم عرف أنه برغش بن طوالة و قال عبد الله بن عيفان له : و الله لو ما عرفتك إنك برغش لقتلتك .

فحملها برغش في نفسه و ذهب شاكيا إلى ابن رشيد ان ابن عيفان قتل حصانه .

فلما حضر عبد الله بن عيفان قال له ابن رشيد : لما قتلت حصانه ؟!

فقال ابن عيفان : الحصان هج أباعري و ظننت أنه خيَال يريد أن يأخذ الأباعر .

فقال ابن رشيد : عجيب و أنت يا برغش غاير على الإبل و الله إذا جئت أباعر ابن عيفان لأقطع رأسك)) أه.


هجرة "العونة" من حائل :


و في أوائل مطلع القرن الرابع عشر هجري انزاحت "العونة" من ابن رشيد أمير حائل و قيل في أواخر حكم الأمير محمد بن رشيد .

و سبب هذا النزوح أن "العونة" واجهوا بعض المنافسة و المتاعب من بعض فروع "شمر" و ذلك لكونهم فرسانا و شجعانا و دلائلا مما جعل هذا لهم أن يكونوا المقدمين و المقربين لأمير حائل آنذاك .

و هذه الخاصية جعلت بعض فروع شمر تضمر لهم الحقد و الكراهية و عندها قررت "العونة" النزوح و العودة إلى موطنها الأصلي و إلى قبيلة الرشايدة و الإلتحاق ببقية "فروع العونة" المستقرة في منطقة نجد و الاحساء .

و في أثناء الطريق وقعت غزوة مصغرة بين "العونة" و بين من لحقهم من "شمر" و قد سمعت هذا كلا من شبيب بن سعيد بن عتوان عن أبيه و رويتها عن طريق غملاس الخرينج و فارس بن مضحي البصمان (المطوع) و هؤلاء من أكبر العونة سنَا .

و مفاد الحادثة كما يلي :

((رجعت "العونة" من حائل و في أثناء الطريق لحقهم بعض الفروع من "شمر" و فيهم طربوش بن طوالة و برغش بن طوالة و معهم ما يقارب العشرة من الخيالة و العشرين من الهجن .

أما العونة فكان منهم :

- عدهان بن منيع .
- غريب الجسار .
- نهار الجسار .
- عايض الجسار .
- مذكر بن قوبع .
- سليمان بن عويد .
- شملان بن بدن المليس .
- مضحي مطلق البصمان .
- هزاع الهلفي (الأطرم) .
- ميثان بن سنيد .
- سالم بن عويد .
- عبد الله بن عيفان و غيرهم من "العونة" .

نزلت "الرشايدة" لترتاح من عناء السفر و هم يجهزون لعشاءهم و ذهب أحدهم للخلاء لقضاء حاجته و هو ميثان بن سنيد و حدثني عبد اللطيف بن الدويلة أنه كان كبير في السن و إذا هو في الخلاء وقف على رأسه أحد رجال "شمر" و أخذه معه .

بينما سليمان بن عويد لمح الرجال و عرفهم فركب "السلقة" للسلام عليهم .

فلما رأوه مقبلا عليهم قالوا - ابشروا هذا سليمان بن عويد و تحته "السلقة" .

فلما وصلهم قالوا : يا هلا يا سليمان .

يا مرحبا يا سليمان .

فمسكوا رسن الفرس و قالوا : انزل من "السلقة" و اذهب إلى ربعك و لا نريد قتلك .

فنزل من الفرس و ذهب يمشي على قدميه حتى جاء "الرشايدة" في مراحهم و هو ينخاهم .

فقالوا له : أين "السلقة" .

فقال : ولد "عون" يا عين أبوي "السلقة" أخذها طربوش بن طوالة .

و تفقدوا شايبهم ميثان بن سنيد فلم يجدوه فقالوا : ماذا نقول "للعونة" .

فغارت "العونة" و تلاقوا فقال برغش بن طوالة : الخلا مير الخلا فرد عليه عدهان : الخلا أنت يا ملعون أبو الترس فجعل عقاله على رقبة برغش فرماه أرضا .

أما طربوش بن طوالة فهرب و هو على "السلقة" فلحقه شملان بن بدن و هزاع الهلفي (الأطرم) و هم يتبارون فسبقت فرس الهلفي و اقترب من "طربوش بن طوالة" فعاجله شملان بن بدن فرمى طربوش فقتله و قيل أن الذي قتله هو هزاع الهلفي (الأطرم) و لحقنا بالخيل و ردوها ثم أدركوا القوم الباقين من شمر و استرجعوا ميثان بن سنيد .

أما برغش لما رأى مقتل "طربوش" ذهب إلى مذكر بن قوبع و أخذ يضرب يديه و يقول : مذكر قتلوا طربوش !! فرد عليه مذكر قائلا : هذا سواة القوم .

ثم جاءت "العونة" تريد قتل برغش فمنعه مذكر بن قوبع لصحبة قديمة و في ذلك يقول مضحي البصمان :

يوم جونا و حنا ما تعشينا === شارهين على الزرقة و شايبنا
محلا ردة الله يوم ردينا === ندفع الهجن و البارود عاقبنا
محلا ردة الله يوم ردينا === و الجنايز تنازا من مضاربنا)) أه.


صفة مقتل فهد البصمان بطربوش الطوالة


حدثني بها غير واحد من العونة وهي أن المرشد من الطوالة أراد أن يأخذ بثأر طربوش الطوالة فتوجه إلى قرية الجهراء منطقة تقع شمال عاصمة الكويت وفي سوق الجهراء سأل الناس عن فهد العوني وهو يريد فهد أبوحقطة فقال أحدهم هذا فهد العوني وكان فهد بن بصمان وليس بفهد أبوحقطة وكعادة العرب يقتصون بالتقل من أقرباء القاتل فقال مرشد الطوالة : أنت فهد العوني فقال فهد البصمان : كله فأخرج مرشد الطوالة مسدسه من جيبه فقتله ثم تبين له أنه فهد بن بصمان العوني وليس بفهد أبوحقطة العوني فخشي الطلب من العونة فتوجه إلى الكويت ودخل على الشيخ مبارك الكبير كدخيل عليه أما البصامين فتعقبوا وبحثوا عن مرشد الطوالة من فور وصولهم خبر مقتل فهد البصمان وأما مضحي البصمان فقد تردد على قصر الشيخ مبارك ما يقارب سبع مرات ينتظر خروج مرشد الطواله من القصر فلما علم بذلك الشيخ مبارك الكبير أمر حراسه بإلقاء القبض على مضحي البصمان خوفا على دخيله منه فبلغ ذلك مضحي البصمان فغادر الكويت إلى قبيلة الظفير ونزل على علي بن ضويحي ومعه هزاع البصمان خواله الشلخان من عنزة وزيد البصمان وفارس وفضيل ومنيع وجدي أبناء فهد البصمان .


أقام مضحي البصمان عندهم عدة سنوات وشارك مع علي الضويحي في مغازيه .




المصدر : كتاب : (قبيلة الرشايدة) , الجزء الثاني , صفحة 463 - 473 , تأليف : رباح مبارك مذكر .



آخر تعديل بواسطة محقق تاريخي ، 17-10-2010 الساعة 02:47 PM.


Facebook Twitter