عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 23-09-2010, 09:10 PM
يتيم الشوق
عضو متألق
الصورة الشخصية لـ يتيم الشوق
رقم العضوية : 10328
تاريخ التسجيل : 1 / 5 / 2010
عدد المشاركات : 2,174
قوة السمعة : 17

يتيم الشوق بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي عن الرشـايدة في السودان



[]عن الرشـايدة في السودان

استوطنت قبيلة بني رشيد بن بجاد في أوائل الخلافة العثمانية في شعاب المدينة المنورة وجبالها شمالا حتى خيبر ومنها الأودية والشعاب والجبال والمياه(1) .
وقد تكاثر اولاد رشيد بن بجاد حتى ضاقت بهم شعاب المدينة المنورة فأخذوا في ارحيل شمالا مع بنى عمومتهم بنى عبس على طول حرتهم (حرة بني عبس والنار) وفي أواخر القرن السادس الهجري ثار بركان الحرة فأحدث الرعب والخوف في قلوب ونفوس أهل الحرة، فانتقل بني رشيد إلى القصيم في أواسط نجد وكان يومها شيخ مشايخهم هو مانع بن سليمان المانع من بنو دعيج (2) .
الهجرة الأولى : في عام 603هـ/1197م سافر الشيخ مانع إلى مصر فأحسن سلطان مر وفادته وزين إليه الهجرة إلى مصر فرجع إلى قومه في القصيم وعرض عليهم الفكرة ، إلا أن بنى غني وبنى سالم وقسم من بني دعيج يقوده أخاه سليم بن سليمان رفضوا فكرة الهجرة إلى مصر ، فما كان من الشيخ مانع إلى أن جمع من وافقه الرأي ورحلوا إلى مصر بكامل عوائلهم وأموالهم وأسلحتهم واستقر بهم المقام في مديرية جرجا اليوم (3) وكان ذلك في العام 605هـ 1199م.
الهجرة الثانية: في نهاية القرن التاسع الهجري استنجد الشريف زيد حاكم الحجاز بقبائل الشمال ومن ضمنهم بنى رشيد لمحاربة القبائل الغازية من الجنوب ، وأصبح هناك حلف بين بنى رشيد ومعهم قبائل الشمال وبين شريف مكه الشريف زيد ، حتى ظهر الإمام محمد بن سعود فاستمال بنى رشيد وبعض قبائل الشمال إلى صفوف قواته ودخل بهم إلى مكة المكرمة ، وسرعان ما أعلن شريف مكة الشريف غالب مولاته للدولة السعودية الأولى وكان ذلك في عام 1218هـ.
رجع الإمام محمد بن سعود عن مكة بعد أعلان الشريف غالب مولاته للدولة السعودية الأولى . غير أن الشريف لم يرضى عن مولاة قبائل الشمال ومن ضمنهم بنى رشيد للإمام محمد بن سعود (فحبسها ) في نفسه إلى أن استقرت الأمور في الحجاز ، وفي نهاية حج 1218هـ استدعى شيوخ القبائل النجدية التى ناصرة الامام محمد بن سعود في حملته على مكة واجتمع بهم معاتبا ، إلا أن نهاية ذلك الاجتماع خرج بتجريم بعض الشيوخ ومن ضمنهم شيوخ بنى رشيد فأمر الشريف بزجهم في السجن ، وبعد شهر أفرج عن جميع الشيوخ ما عدا الشيخ جوهر الجوهر بن قعبوب الرشيدي من بنى غني الذي ظل قابع في السجن بتهمة التأمر وأنه الرأس المدبر لإقناع القبائل بمولاة الامام محمد بن سعود في غزوة لمكة المكرمة (4). استشار الشريف غالب مستشاريه في أمر الشيخ جوهر فاشار مستشاره (زياد) بقتل الشيخ جوهر فأمره الشريف بتنفيذ الأمر فقام (زياد) بتنفيذ الأمر وقتل الشيخ جوهر.
علم بنى رشيد بقتل شيخهم فأعدوا عدتهم للأخذ بثأرهم ولما حانت الفرصة قتل بنى رشيد مستشار الشريف غالب (زياد) واخزا بثأرهم.
ويقــول شاعـرهــم :-
شريف ما نعرف شريف **** ما نعـرف إلا ربنـا
نعبـا لـه الملح النظيف **** والدرجة إلـى صبنا
والسيف أبو حد رهيف **** حتى نصفـى حقنـا

لم يرض الشريف غالب بقتل مستشاره فجهز حملة بقياده (مترك) لتأديب بنى رشيد . تحركت الحملة في عام 1220هـ والتقت ببنى رشيد بقيادة هلبان بن مجلد بن فهد والتحم الفريقان وكانت معركة انتهت بهزيمة جيش الشريف غالب وموت قائده (مترك). بعد هذيمة جيش الشريف دخل الشريف في صلح مع بنى رشيد إلى عام 1225هـ حيث جاءت القوات العثمانية تحت إمرة شريف مكه.
في أحدى الليالي خرجت نساء مكة المكرمة في موكب وهن يحملن المشاعل إلى الشوارع يرددن بأصوات غلبها الأسى (هلبان راع الجراده ذبح مترك وزياده) اتجه الموكب إلى قصر الشريف ووقفت المتظاهرت يرددن قولهن (هلبان راع الجراده ذبح مترك وزياده) .
على أثر هذه التظاهرة تجددت الحرب بين الطريفين .
وفي عام 1869م وصل السجال بين الأشراف والرشايدة نقطة إلا عودة ، فكانت فكرة الهجرة فاشترط شريف مكة أن تدفع قبيلة الرشايدة 12 ألف ريال فامتثلوا للأمر .
وهكذا بدأت هجرة الرشايده للساحل الغربي للبحر الأحمر . وبذلك أصبحت الهجرة الرشيدية أخر الهجرات العربية إلى السودان .
أول من هاجر من الرشايده هم فرع الزنيمات الذين استأجروا عدة سنابيك وحملوا فيها كل القبيلة وكل أبلهم وأغنامهم فنزلوا في ميناء محمد قول وبعض منهم نزلوا (رورا) .
حضر زعمائهم إلى محافظ سواكن وقدموا له الولاء فسمح لهم بالسكن جنوب سواكن جهة أشت والسيتراب، حيث وصل سواكن الشيخ عبدالله وعبدالله أبني أمبارك (زعماء الرشايدة) بأهلهم ومواشيهم . وطلب من الشيخ عبيد مراقبة التهربيب (الرقيق والأفيون والتمباك)، إلا أن الهدنوة الرعاة لم يرحبوا بهم كثيرا ، عمل الشيخ عبيد على مراقبة الطريق كما طلب منه محافظ سواكن إلا أن هذا الأمر ضايق عصابة من السمرأر كانت تقطع الطريق بين سواكن وتوكر فدخلوا في مناوشات مع الرشايدة كانت نتيجتها أن قبض الشيخ عبيد شيخ الرشايده على (أحدى عشر من أفراد العصابة) وسلمهم إلى الحكومة في سواكن مما أثار حنق الشرعاب والهدندوة عامة على الرشايدة فقاموا بقتل عائلة الحلبة وهي من عوائل الرشايده ثم قامت عصابة أخرى مكونة من الشرعاب والهنسيلاب ونهبت أبل الشيخ عبيد الله وعبيد الذين هبوا لنجدة ابلهم ، أدرك الشيخ عبيد ومن معهم العصابة وأطلق عليهم رصاصة أصابة رجلا من الهدندوة فقتلته واشتعلت المعركة بين الرشايدة والهدندوة والتي قتل فيها الشيخ عبيد الله وةأخوه عبيد وخريسان وسويلم بن الحلبه من البراسا.
بعد مقتل الشيخ عبيدالله تولى رئاسة القبيلة أخوه الشيخ عبدالله بن مبارك فاستأذن من محافظ سواكن ممتاز باشا في الرحيل إلى جهة العقيق وعدوبنه واستجار بالشيخ على بخيت وكيل ناظر البني عامر فأجاره وسمح لهم بأن يزرعوا في أراضي البني عامر ، وأخذ العهود والمواثيق من مشايخ الجبال على يحموهم مما يحمون منه أهلهم وذويهم ، فتعهدوا له بذلك .
استقر الشيخ عبدالله في تلك المنطقة إلا أنه بدأ يعد العدة للأخذ بثأر أخوانه والانتقام من الهدندوة ، واستمر عاما كاملا يعد العدة لقتال الهدندوة.
وفي اثناء تواجده في مناطق البني عامر تقابل الشيخ عبدالله مع فرع البراطيخ الذي نزل في ميناء بالقرب من العقيق ، وكان البراطيخ حال نزولهم اشتبكوا مع الحباب في عدة مواقع وخسر الجانبان عدة من رجالهم ، واضطر البراطيخ أن يلجأ إلى حيث يسكن الشيخ عبدالله المبارك شيخ الزنيمات وبعد عم وصلت فبيلة البراسا مهاجره فشتد ساعد الزنيمات والبراطيخ.
عندما اجتمع الفروع الثلاثة من الرشايده شرح لهم الشيخ عبدالله ما كان من أمر الهدندوة وقتلهم لأخوته ، اتفق الجميع على غزو الهدندوة في السيتراب فقام الشيخ عبدالله ومن معه بغزو السيتراب حيث قتل من وجده هناك وعاد إلى المنطقة التي اجاره فيها الشيخ علي بخيت . استقر الشيخ هناك فعينته الحكومة المصرية ناظرا على جميع الرشايده وأمرتهم بدفع الجزية من أول عام 1873م وكان ممتاز باشا وأعفاهم من الجزية والرسوم لمدة عشر سنوات (5) .
استقر الرشايده في تلك المنطقة تحت نظارة الشيخ عبدالله الذي أمرهم بالأبتعاد عن ديار الحباب ولك جماعة منهم خالفة أمره ، وظهرت بعض الحوادث التي أدتللقتال بين الرشايده والحباب مما جعل كنتيباي الاتصال بمحمد علاء الدين محافظ مصوع لترحيل الرشايده إلى شمال بورتسودان.
هكذا بدأ رحيل الرشايده من تلك المنطقة إلى شمال بورسودان وفي اثناء رحيلهم لم يسلموا من العصابات التي أقلقتهم حتى استعد الرشايده والحباب للحرب وفي (رحيب) اصطف الحباب بقيادة كنتيباي وهو في أكثر من ألفين من رجاله بينما كان تعداد الرشايده لا يتعدى الأربعمائة رجل . وعندما تقابل الجيشان للقتال ظهر فجأة الشريف إبراهيم بن الشيخ محمد بن علي (6) ومعه الشيخ ضرار والشيخ أكد موسى ليقفوا بين الصفين وبيد الشريف إبراهيم المصحف الشريف وتفرق الجميع . ورحل الحباب إلى (روره وأقرع) والرشايده رحلوا إلى (أمأدام والهاقنوب) وهي السهول الواقعة بين توكر وسواكن . وكان كنتيباي حامد دفع عشرة آلاف ريال لمحمد علاء الدين نظير رحيل الرشايدة من منطقة الحباب .
تحرك الرشايده ومن خلفهم قوة من الجيش إلا أن وصلوا (بأيديب) في منطقة محمد قول ، وعندها لم يحتمل الشيخ مرشود بن مريخيم الأمر فأستعد لقتال الجنود ولكن حال دون ذلك تدخل الشيخ محمود بك علي زعيم الفاضلاب وطلب من جنود علاء الدين الرجوع عن الرشايده وتكفل بضمانة حسن سلوكهم واطاعتهم لأوامر الحكومة وأيد ذلك ناظر الرشايده الناظر عبدالله المبارك .وسار الناظر بعشيرته إلى حلايب . توفي الناظر عبدالله المبارك فخلفه أبنه الشيخ أمبارك الذ لم يعمر كثير فتوفي وهو في ريعان شبابه ، فخلفه أبنه الشيخ بركي الذي كان سيئ الطبع مما أجبر الحكومة الغاء النظارة وتقسيم الرشايدة إلى ثلاث عموديات مقسم على ثلاث نظارات فكانت عمودية البراسا تحت نظارة الهدندوة والبراطيخ تحت نظارة البني عامر والذنيمات تحت نظارة الشكرية . فرفض الرشايدة ذلك الأمر واصبحوا ثلاث عموديات بلا نظاره.
وفي عام 1883م انتقل الذنيمات والبراطيخ إلى داخلية أرض الحباب ووصلوا إلى مصوع وقدموا ولائهم إلى المحافظ الايطالي فولى عليهم الشيخ عبدالله السمهودي من الذنيمات والشيخ مبارك بن سالم على البراطيخ الذين كادوا أن يندمجوا مع الحباب وصاهروهم وتزوجوا منهم، وخاصة عائلتا (ذي القان وذي همان) أذ انهما اندمجتا مع الحباب اندماج تام.
أما ذو عمر من البراسا فكانت رئاستها بيد الشيخ ابورأفت الذي خلفه أبنه الشيخ حميد وطان حاد الطبع فلم يستطع البقاء في البحر الأحمر فرحل بأهله إلى كسلا ومنها إلى أم حجر ومن ثم عاد إلى كسلا حيث استقر بها.
وتعداد الرشايدة حسب تعداد المنظمة الرشيدية الخيرية في عام 1996م كان (363000 ) ثلاثمائة وثلاثة وستون ألف نسمة تفاصيلها كالتالي:
160 ألف نسمة في منطقة كسلا منها 10 آلاف داخل مدينة كسلا و80 ألف نسمة في البحر الأحمر و70 ألف نسمة في مشروع حلفا الجديدة و50 ألف نسمة في ريفي الدامر وسيدون و3 آلاف نسمة في مدينة الدامر ليصل المجموع إلى 363 ألف نسمة منهم 15 ألف مغترب في دول الخليج (7)
وتنقسم القبيلة إلى ثلاثة فروع رئيسية هي البراطيخ والبراعصة والزنيمات .
يتكون فرع الزنيمات تضم عموديات ذوي عايد والدخانين وعموديات ذوي برغيث والنقيشات والحلمات والقزايزة والعرينات والعوازم والحويجات رزق الله والحويجات أبوهدية هلالي.
أما فرع البراعصة ففيها بيت النظارة و عمودية ذوي عمر والعميرات والفعانية وعموديات الجلادين والقرانين والشروق والجداوية و الكعيكات والمزاريق.
وفرع البراطيخ من العويمرات التي لها عموديتان وتشمل العويمرات (ذوي زايد وذوي علي وذوي صويلح والجراميش والطربة والبهيجات والصوته والسنودات والنخخة والبطاحين. كما توجد في البراطيخ عموديات الكريفاب والمنافير والذلقان والدهمان وذوي يميني .
ــــــــــ
هوامش هوامش هوامش .........
(1) الخياري ص 4 – 48 ا
(2) الخياري مصدر سابق ص 70
(3) الخياري مصدر سابق ص 72
(4) الخياري : مصدر سابق ص 78 ا
(5) محمد صالح ضرار تاريخ سواكن مصدر سابق ص 244
(6) جد الشريف إبراهيم محمود حامد وزير وزارة الداخليه السودانيه الحالي
(7) دراسة أعدها مبروك مبارك سليم ونشرت بأعداد (صحيفة الاتحادي الدولية) في مارس 1998


</b></i>
الموضوع الأصلي: عن الرشـايدة في السودان | | الكاتب: يتيم الشوق | | المصدر: شبكة بني عبس




توقيع يتيم الشوق