19 - آذار - 2010
- صُداع غريب قاسي من أول أيام العيد .
متزايد , متصاعد ومستمر .
الصداع ضيفي الثقيل الذي لم يستوعب يوما أنه لم يعُد مرحبا به
وغير محبوب بتواجده ,
خجل من نفسه وغاب بعد أن إستحى على دمه يوم أمس
بعد أن إستمرت إقامته خمسة وعشرين ساعة ,
قمت فيها بإكرامه كثيرا
وأقمت له واجب الضيافة كاملاً , أعطيته كل مايحتاج إليه من المسكنات والحبوب ولترات ليست قليلة من الماء العذب,
غادرني لمدة رُبع نهار وعاد ..!
تحول ضيفي من صداع دكتاتوري إلى مخلوق شره وبشع جداً ,
لايرغب سوى بإلتهام كميات كبيرة من العقاقير ,
أصبح مدمن على المسكن (مثلي تماما) لا يكتفي بجرعة ولا جرعتين ,
الفرق بيننا
أني أتعاطاه كـ علاج
وهو يتعاطاه كـ غذاء
- نقطة الضعف عند أي رجل ؛ ماكان ينقصه ويحتاج إليه في صباه ,
حاولي أن تحللين شخصية من تحبين , غوصي في أشيائه , فتشي حقائبه المركونة في مستودع بيته العتيق ,
إقرئي كُل قصاصاته الورقية الميته بسلة القمامة بجوار مكتبه .
شخصيا كُنت أحتاج إلى حَضن كاان ينقصني كلمة طيبة , وأكف تربت على كتفي ,
ويدين تمسح الدموع المنسدلة من عيني , ويد بيضاء تجُس جبين مرضي .
- الأحضان : أوطان .
الكلمات الطيبة : أطواق نجاة .
الأكف : نسائم باردة .
اليد : أُم .
- وتسألني بإستنكار : ألا زلت تتمنّى (إسم إنثى ممنوع من الصرف) .!
- بل أريدها .
منذ أن بدأت أكتب عني , وأني رجل النضال وأحلامي مطر , أصبح الجميع مهندس حرف ,
حتى من يبغض (ودق) بدأ برحلة رسم الدوائر والمطر, وأصابت حمى المطر كل من حولي من الاعضاء,
- أسوء مايحدث لمن يكرهني من بني آدم , ويحقرني علانية كـ كاتب ,
أن يتسربل متسللا إلى كل نصوصي كـ مستمتع سري ومعجب نهم ,
والأكثر حمقاً وسوءاً ’ أن يجتهد فيكتب بنفس خطي .
ودق أنفاس ’