غزوة الخندق .
((1074)) :
الـمـقـدمـات : قال علي بن ابراهيم القمي في تفسيره : لما اجلارسول اللّه (ص ) بني قينقاع وبني النضير عن المدينة صاروا الى خيبر , وكان رئيس بني النضير حيي بن اخطب , فخرج الى قريش بمكة وقال لهم :
(( ان مـحـمـدا قـد وتركم , ووترنا واجلانا من ديارنا واموالنا من المدينة ,واجلا بني عمنا بني قينقاع .
وقـد بـقي من قومي بيثرب سبعمئة مقاتل , وهم بنوقريظة , وبينهم وبين محمد عهد وميثاق , فانا امشي اليهم فاحملهم على نقض العهدبينهم وبين محمد , فيكونون معنا عليهم .
وسيروا انتم في الارض فاجمعواحلفاكم وغيرهم حتى نسير اليهم .
فـتـاتـونـه مـن فـوق , وهـم مـن اسـفـل )) اذ كان موضع بني قريظة بئر المطلب على ميلين من المدينة
((1075)) .
وقال المفيد في (( الارشاد )) : ان جماعة من اليهود منهم : سلام بن ابي الحقيق النضيري , وحيي بـن اخطب , وكنانة بن الربيع , وهوذة بن قيس الوالبي ,وابو عمارة الوالبي في نفر من بني والبة , خـرجـوا ( من المدينة ) حتى قدموا مكة ,الى ابي سفيان صخر بن حرب , لعلمهم بعداوته لرسول اللّه وتسرعه الى قتاله .
فذكروا له ما نالهم (من وقعة بني النضير) وسالوه المعونة لهم على قتاله .
واضـاف الطبرسي في تفسيره : ابا رافع وكعب بن الاشرف في جماعة من علما اليهود
((1076)) ونـقـل عن اكثر المفسرين : ا نه خرج في سبعين راكبا من اليهودالى مكة بعد وقعة احد , ليحالفوا قـريـشـا على رسول اللّه وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول اللّه , فنزلت اليهود في دور قريش ونزل كعب بن الاشرف على ابي سفيان فاحسن مثواه .
فـقـال لـهم اهل مكة : انكم اهل كتاب ومحمد صاحب كتاب , فلا نامن ان يكون هذا مكرا منكم اردت ان نخرج معك فاسجد لهـذين الصنمين وآمن بهما ثم قال لهم كعب : يا اهل مكة ليجي منكم ثلاثون ومنا ثلاثون فلنلصق اكبادنا بالكعبة فنعاهد رب البيت لنجهدن على قتال محمد.
ففعلوا ذلك .
فـلـما فرغوا قال ابو سفيان لكعب : انك امرؤ تقرا الكتاب وتعلم , ونحن اميون لا نعلـم , فاينا اهدى طريقا واقرب الى الحق نحن ام محمد ؟ قال كعب :اعرضوا علي دينكم .
فقال ابو سفيان : نحن ننحر للحجيج الناقة الكوما
((1077)) ونسقيهم الما , ونقري الضيف , ونفك العاني
((1078)) ونصل الرحم , ونعمر بيت ربناونطوف به ونحن اهل الحرم .
ومحمد فارق دين آبائه وقطع الرحم وفارق الحرم ,وديننا القديم , ودين محمد الحديث .
فقال : انتم اهدى سبيـلا مما عليه محمد نـصـيـبا من الكتـاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفـروا هؤلا اهدى من الذين آمنوا سـبـيـلا #اولئك الذين لعنهـم اللّه ومن يلعـن اللّه فلن تجد له نصيـرا # ام لهم نصيب من المـلك فاذا لا يـؤتـون الناس نقيـرا # ام يحسدون الناس على ما آتـاهم اللّه من فضـله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والـحـكـمـة وآتـيـنـاهـم ملكا عظيمـا # فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا )
((1079)) .
قال المفيد في (( الارشاد )) : فنشطت قريش لما دعوهم اليه من حرب رسول اللّه .
وجــاهم ابو سفيان فقال لهم : قد مكنكم اللّه ( عنكم حتى يؤتى على جميعها او تستاصله ومن اتبعه ثـم خرج اليهود ( من مكة ) الى غطفان وقيس عيلان , فدعوهم الى حرب رسول اللّه وضمنوا لهم النصرة والمعونة , واخبروهم باجتماع قريش لهم على ذلك
((1080)) .
خروج الاحزاب للحرب :
قـال الـمفيد في (( الارشاد )) :
وخرجت قريش وقائدها ابو سفيان , وخرجت غطفان وقائدهم : عـيـيـنة بن حصن في بني فزارة , والحارث بن عوف في بني مرة ,ووبرة بن طريف في قومه من اشجع .
واجتمعت قريش معهم
((1081)) .
ورواه الطبرسي في (( مجمع البيان )) عن ابن كعب القرظي واضاف : وكتبواالى حلفائهم من
بني اسد فاقبل طلحة فيمن تبعه من بني اسد.
وكـتـبـت قـريـش الـى رجـال مـن بـنـي سليم فاقبل ابو الاعور السلمي فيمن تبعه من بني سليم مددالقريش
((1082)) .
وذكرهم ابن شهرآشوب فقال : فكانوا ثمانية عشر الف رجل .
والمسلمون في ثلاثة آلاف
((1083)) .
وقـال الـمـسـعـودي : فـكـان عـدة الـجـمـيع : اربعة وعشرين الفا , والمسلمون نحومن ثلاثة آلاف
((1084))
يقودها ابو سفيان بن حرب .
واقـبلت بنو سليم في سبعمئة يقودهم ابو الاعور سفيان بن عبد شمس حليف حرب بن امية ـ وكان مع معاوية بصفين ـ.
وخرجت بنو فزارة وهم الف يقودهـم عيينة بن حصن .
وخرجت اشجع في اربعمئة وقائدها مسعود ( كذا ) بن رخيلة .
وخرجت بنو مرة في اربعمئة يقودهم الحارث بن عوف .
فـكـان جـمـيع القوم الذين وافوا الخندق من قريش وسليم وغطفان واسد : عشرة آلاف في ثلاثة عساكر , وعناج
((1085)) الامر الى ابي سفيان .