[حنان الرشيدي]

اولا لا أخفي إعجابي بطريقة كتابتك الجميلة ودعيني أعتبرك حالة أبداع بدوية تتلألأ مفرداتها الفكر والطرح الطيب وهنا أقول للعرب على ضفاف نيلهم ودجلتهم أن الجزيرة العربية منبت الأدباء والنجباء وحنان الرشيدي حالة مميزة لكاتبة بدوية عبسية أبت أن لا تكتب إلا الدرر طبعا هذه ليست مجاملة فأن أكره المجاملة لأنها ضد مبادئ فالأعور أقول له أنه أعور

الأصمعي .. إن كنت لا تخفي ...إلخ !
فـ أنا هنا أعلنها !!!!
أنت كاتب قدير و شرف كبير لي أن
تكون كلماتي المتهالكة قد نالت على رضاك
صحيح أن اسمي لم يطبع بأي صفحة ٍ
نزفها لنا فكرك إلا أنني أملك من الشجاعة
ما يكفي لـ أعترف بمراقبتي لما يدور خلف
أروقة نقاشاتك و مقالاتك دون أن أرتدي
الزي البنفسجي .. !

أن دخلنا في نفق المجاملات المظلم والذي بالتأكيد سوف يفقدنا أكثر مما نكسب فعندما نفقد المبدأ هل تبقى لنا قيمة ؟

نستطيع أن تحامل على أنفسنا و نتنازل
إلى أن تصل الأمور إلى مبادئنا و ثوابت قناعاتنا
هنا .. سنتعرف على معادن نفوسنا و إن كانت
جميعها تقبل الصقل و التعديل و التشكيل
إلا أن الأصيل منها لا يصدأ !!
فإن تمسكنا بها رغماً عن أنف الطموح
فسنكتشف أننا من معدنٍ نفيس لا يصدأ
و إن تفاعلة مع عوامل الضغط و اليأس
و تغيرت فنحن أشبه بنحاسٍ كان
يبرق كـ الذهب و ما لبث إلا و غطاه
الصدأ ..!

ظروف الحياة والوقت الأغبر الذي نعيش به جعل الفساد يطرق حتى أبواب المساجد والكنائس لم يعد للصدق قيمة ولم تعد للأخلاق الفاضلة مكان في مجتمعنا الحالي من أجبرنا على ذلك ومن أوصلنا لهذه الحالة هي العولمة ودخولنا في عصر العولمة عندما ركبنا سفينة الحضارة الجديدة ركبناها ونحن نرتدي البشت والعقال والزي المحتشم وكلما تحركت السفينة تخلينا عن قطعة من ملابسنا حتى استقرينا على تي شيرت وشورت وشوارب محفوفة كأنها شوارب نساء الروس وشرق أيران ....يا أخت حنـــان الرشيدي المشكلة في تخلينا عن ثوابت الدين وتمسكنا في ثوابت بيل غيست والعم قوقول والفضائيات المنتشرة

بالفعل التخلي عنها هو أساس وجود
أمثال تلك الفئة الدنيئة التي لا توفر أي
فرصة لـ إبتزاز الآخرين .

مخرج بعذر سوف أخرج بعذر وهو أنني تذكرت واقعنا السياسي المؤلم وتأملت كلامك وأيقنت أن ساستنا بالعالم العربي يتنازلون كثيرا من أجل بقاءهم وبالمقابل لا يتنازل العم اوباما لهم عن أي شي اليس هذا شي يؤلم نعم يؤلم ولكن طبيعة الحال تفرض علينا الخنوع دائمـــا توقف مفاجئ وانعطاف حول سؤالك الأخير لن أقبل أي تنازل عن مبدأ أومن أو قناعة أعتز بها مهما كان الثمن حتى لو خسرت حياة الدنيا يكفني أنني أرضيت ضميري ودافعت عن مبادئي وقناعتي

أحيي فيك أعتزازك بمبادئك و قيمك ..
و أبعد عنك المولى تلك الفئات من مرضى
القلوب .

هبوط ليس اضطراري بعد أن حلقت مع حروفك الجميلة لا أخفيك سرا مدى إعجابي بموضوعك المشبع بلقطات فنية رائعة لا يجيدها نيازي مصطفي ولا عاطق الطيب سوف أهبط على المدرج وأعلن فك الأحزمة بعد هذه الرحلة الجميلة

سيدي الفاضل ..
لا أعلم ماذا أقول ..ولكن ألف شكر لك
على مرورك الراقي .. و أدامَ لنا المولى
تواجد منهم أمثالك .