عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 25-02-2010, 03:21 PM
رنــــا
عضو شرف
الصورة الشخصية لـ رنــــا
رقم العضوية : 4354
تاريخ التسجيل : 6 / 6 / 2008
عدد المشاركات : 1,245
قوة السمعة : 18

رنــــا بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي هــل نستطيــع أن نحــب غيـر الكامليــن؟!؟
هــل نستطيــع أن نحــب غيـر الكامليــن؟!؟





إبان الحرب الأمريكية في فيتنام ، رن جرس الهاتف في منزل من منازل أحياء كاليفورنيا الهادئة ،



كان المنزل لزوجين عجوزين لهما ابن واحد مجند في الجيش الأمريكي ،



كان القلق يغمرهما على ابنهما الوحيد ،



يصليان لأجله باستمرار ، وما إن رن جرس الهاتف حتى تسابق



الزوجان لتلقى المكالمة في شوق وقلق..



الأب : هالو .... من المتحدث



كلارك : أبى ، إنه أنا كلارك ، كيف حالك يا والدي العزيز



الأب : كيف حالك يا بني ، متى ستعود



الأم : هل أنت بخير



كلارك : نعم أنا بخير ، وقد عدت منذ يومين فقط .



الأب : حقا ، ومتى ستعود للبيت أنا وأمك نشتاق إليك كثيرا.



كلارك : لا أستطيع الآن يا أبي ، فإن معي صديق فقد ذراعيه وقدمه اليمنى فى الحرب وبالكاد يتحرك ويتكلم ، هل أستطيع أن أحضره معي يا أبى



الأب : تحضره معك!!!!؟



كلارك : نعم ، أنا لا أستطيع أن أتركه ، و هو يخشى أن يرجع لأهله بهذه الصورة ، ولا يقدر على مواجهتهم ، إنه يتساءل : هل يا ترى سيقبلونه على هذا الحال أم سيكون عبء وعالة عليهم



الأب : يا بنى ، مالك وماله اتركه لحاله ، دع الأمر للمستشفى لتتولاه ، ولكن أن تحضره معك ، فهذا مستحيل ، من سيخدمه ? أنت تقول إنه فقد ذراعيه و قدمه اليمنى ، سيكون عاله علينا ، من سيستطيع أن يعيش معه .....? كلارك ...... هل مازلت تسمعني يا بنى ? لماذا لا ترد



كلارك : أنا أسمعك يا أبي هل هذا هو قرارك الأخير




الأب : نعم يا بنى ، اتصل بأحد من عائلته ليأتي ويتسلمه و دع الأمر لهم.



كلارك : و لكن هل تظن يا أبي أن أحد من عائلته سيقبله عنده هكذا



الأب : لا أظن يا ولدى ، لا أحد يقدر أن يتحمل مثل هذا العبء



كلارك : لا بد أن أذهب الآن وداعا.



و بعد يومين من المحادثة ، انتشلت القوات البحرية جثة المجند كلارك من مياه خليج كاليفورنيا بعد أن استطاع الهرب من مستشفى القوات الأمريكية و انتحر من فوق إحدى الكباري.



دعي الأب لاستلام جثة ولده ..... وكم كانت دهشته عندما وجد جثة الابن بلا ذراعين ولا قدم يمنى ، فأخبره الطبيب إنه فقد ذراعيه وقدمه في الحرب ، عندها فقط فهم ، لم يكن صديق ابنه هذا سوى الابن ذاته ( كلارك) الذي أراد ان يعرف موقف الأبوين من إعاقته قبل أن يسافر إليهم ويريهم نفسه.



إن الأب في هذه القصة يشبه الكثيرين منا ،




ربما من السهل علينا أن نحب مجموعة من حولنا دون غيرهم لأنهم ظرفاء أو لأن شكلهم جميل ، ولكننا لا نستطيع أن نحب أبدا " الغير كاملين " سواء كان عدم الكمال هذا في الشكل أو في الطبع أو في التصرفات

</i>