عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 01-01-2010, 12:08 AM
PILOT
كــــاتب
الصورة الشخصية لـ PILOT
رقم العضوية : 3677
تاريخ التسجيل : 28 / 2 / 2008
عدد المشاركات : 3,498
قوة السمعة : 21

PILOT بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
صارت آخر سنة 1998 وصار عمري 25 سـنة بـس اللي يشوفني يقول بوصل الثلاثينات ، يطريلي قبل النوم صورة أهـلي وصورة الحبيب وليد وأقول شمسوين اهما من بعدي ، كان ويانا وحدة بالزنـزانة اسمها أروى أمها سورية وأبوها كويتي ، كان سبب حبسهم لها انها ماشية بمسيرة نسائية وكانت احد افراد مقامة 25 فبراير ، بس محد علم عليها وكانو يبون يمسكون عليها شي ، قالتلي أنها ممكن تدبر طلعه عشان ننحاش بس لازم نفكر فيها عدل ، وبعد تفكير لمدة أسبوع لقينا طريقة ننحاش فيها حاولنا نوهم الحراس ان احنا نبي نزرع الارض عشان ناكل منها وصدقوا الموضوع وبعد مرور اسبوعين على خطتنا كنا نطلع يوميا نسقي الأرض ونحفر فيها وكان يساعدنا جم اسير بالحفر والري ، صار يوم تطبيق الخطة وكانت ان نحفر روحنا ببراميل الزبالة وكان طبعا الوضع جدا مزري وتطوع الاسيرين خالد وناصر انهم ما ينحاشون ويانا عشان يموهون للحراس ان في احد موجود وما يصير فقدان للعدد ، صار وقت وصول الشاحنة اللي تاخذ البراميل وشالونا ورمونا بدبة الشاحنة ، وكانت الريحة أبشع ريحة شميتها بحياتي بس المفروض نستحمل ، وضغطنا على روحنا ليمن عدت اميال واميال من موقع الحبس وما ان شفنا قرية صغيرة جدامنا رمينا روحنا بالارض وكانت اروى ترجع من لوعت الجبد اللي حاشتها ، محنا مصدقين عيونا ان الخطة انجحت والله عمى عيونهم عنا وان احنا قاعدين نمشي بحرية ، بس لا ننسى ان لي الحين احنا بالعراق يعني هم ماكو فايدة من اكتمال الفرحة ، حاولنا نختفى عن الانظار واول شي حبينا نسويه تغيير شكلنا عشان محد يتعرف علينا ومن عشرتنا مع الكلاب العراقيين عرفنا نتكلم مثلهم واحسن بعد .

لقينا بيت صغير حاولنا نطل من الدريشة فيه لقينا عجوز قاعدة تطبخ حاولنا ندخل عندها عشان نرتاح شوي دقينا الباب عليها وسلمنا عليها وطبعا راح نتكلم معاها عراقي عشان ما تعرف ان احنا كويتيين والمفروض محد يعرف ان احنا كويتيين ، قلت لها : خالة احنا تعبانين هوايا على مود سيارتنا اخـتربت هناك بالطريق واحنا مع المطر والتعب ملابسنا توسخت وتعابا ، اقنتعت العجوز بكلامنا وردت علينا : شوفو بناتي ، آني مره كبيرة ماعندي من العيال شي هذا وقتي كله قاعدة بالبيت وما اسوي شي ، حياكم اذا تريدون ملابس او اكل اكلوا وارتاحو عندي وكملو طريجكم بالسلامة .

قعدنا بدلنا ملابسنا عندها وخذينا من ملابسها القديم اللي يليق لنا وكلينا ودخلنا الحمام انا واروى عشان نقص شعرنا ونغير من شكلنا لأن كان شعرنا طويل وايد واحنا بنسوي تغيير كامل لنا قصيت شعري بوي واروى قصته كاريه وحاولنا نحط لنا حبات خالة على وجهنا لتغيير الشكل وطلنا من الخالة ملافع لنا لأنا احنا ما كنا متحجبين وقتها واذا لبسنا الحجاب راح يتغير شكلنا اكثر .

طلعنا وقلنا لها نبي سيارة توصلنا النجف ، قالت في محطة باص ممكن توصلنا اخر الشارع ، وبعد ما تشكرناها خذينا ملابسنا ودفناها بالارض بعد ما قطعناها قطع قطع ، لحقتنا العجوز وعطتنا ثىث دنانير وقالت لنا : انا اعرف ان انتو ما تملكون فلوس اخذوها والله يرزقكم من بعدي ن استغربنا ان بالعراق ناس قلبها ابيض اول مرة احد فيهم يعاملنا زين ، كملنا دربنا انا واروى وركبنا الباص ، قالتلي اروى انها بتتصل على خالها بسوريا عشان يدخل العراق ويحاول يطلعنا ، وصلنا النجف وقعدنا نحوس فيها طبعا السفارات الخليجية مسكرة بالعراق كلها راح اروى تدور تلفون بدق على سوريا ، بس كان في مشكلة انها ناسية الرقم والحين شنسوي ، كان ودي ادق على الكويت بس الخطوط مقطوعة بينا واذا دقيت راح يصيدونا فنسيت الموضوع ، ظلينا نفكر شنسوي قالت لي اروى : انا يا هديل اعرف العنوان عدل لأن احنا وايد نروح لأهل امي سوريا بس الرقم والله نسيته ، قلت لها ماكو الا ندش سوريا عيل .

اشلوووووووووووون ندش سوريا وما عندنا هويات بهذا الرد ردت علي اروى ، قلت لها كل شي له حل ، قعدنا نفكر وبالدينارين اللي بقى لنا شرينا لنا غدا وعشا ، الحين أنا وياج عرفنا نطلع من الأسر وما عرفنا نطلع من العراق لازم في شي يساعدنا ، حضرتني افكار جهنمية قلت لها شرايج نتعرف على شباب حوالينا ونوهمهم ان إحنا عراقيات منحاشين من اهلنا ونبي ندش سوريا نسترزق منها ، ويمكن يفكرولنا بطريقة ، طبعا استغربت الفكرة وقالت منو اللي بيصدقنا ، صح ما يصير نمسك احد ونقوله جذي وخلاص راح يطلعنا ، لازوم نفكر بعد اكثر احنا الحين بوقت ما نبي نغلط ولا غلطة تودينا ورا الشمس ، قعدنا نفكر ونفكر جانا شابين يتحرشون فينا ويسمعونا كلام غزل المهم قلت لها بصوت واطي اشرايج نقولهم دخلونا سوريا ونصير صديقاتكم ، قالت ما اعتقد يدور عليهم هالكلام ، المهم بديت انا واتشجعت ودار بينا هذا الحوار :

قلت لواحد منهم : اشرايكم نسافر مع بعض سوريا ونبسط عمرنا ونستانس هناك ، ما صدقو خبر ان احنا نطلب منهم هالطلب ووافقو على طول
ورد علي واحد وقال : والله احنا ودنا وآني عندي تجارة هناك اجيب من عندهم الفاكهة وابيعها ببغداد
قلتله : إي بس اكو مشكله نحنا هاربانين من بيتنا على مود اهلي ما يبونا نسافر ونشتغل بسوريا ، وعشان هجي نحنا هربنا وما معانا أي شي عن هوياتنا .
قالي : ما هي مشكلة حبوبة نطلع لكم بطاقة .
قلتله : أي مو نحنا ما نبي اسمنا على المنافذ على مو ابويا ما يلحقنا لي هناك .
قالي : ماعدنا مشكلة أي شي اثبا نزوره لج .

ونجحت الخطة ونطرونا يومين عشان يطلعولنا هويتـن بإسمين مختلفين انا صار اسمي ( عهود قاسم ) واروى صار اسمها ( ماجدة علي ) المهم رحنا وياهم منافذ سوريا ودخلونا بعد ما زخوهم فلوس وتعذرو لعدم استخراجنا جوازات سفر لأنها المرة الاولى اللي نطلع فيها من العراق ، المهم مشينا وياهم بالدرب وقالو ان راح نسكن وياهم بشقة ، بيني وبينكم خفت من الموضوع وحاولنا نفكر شنو نسوي عشان نهرب منهم ، طلبنا نوقف عشان نتغدى بمكان وشفنا لنا مطعم متواضع على الشارع ووقفنا ناكل فيه احنا وياهم ، كلينا وشبعنا وقلنا نبي نروح الحمام نغسل ايدنا وانحشنا من الباب الوراني للمطعم ووقفنا تاكسي كان قاط ناس عالمطعم وما صدقنا ان بالاخير قدرنا نفلت منهم ، عطت اروى صاحب التاكسي العنوان وودانا له وكان معانا شوية خردة عراقية عطيناه اياه وقلنا ان ما عندنا ليرات سورية ، ووقفنا عند عمارة بمنطقة المرجة بالشام قالت ان هذه عمارة اهل امها ، صعدنا لي الدور الرابع دقينا الجرس ، وافتحت الباب جدتها ام امها وعرفتها بنفسها من قوة الصدمة أغمى على جدتها وما صدقت اللي تشوفه ، حكينا لها اللي صار معانا وكل السالفة وكان شكل جدتها مبهور من الصدمة ، قلنا لها ان ما نبي احد يدري عنا لأن الكل نظنهم جواسيس ، إسألت عن خالها وقالت ان خالها بالخدمة عندهم يعني محبوس بالجيش وان جدها ما من سنة 1995 ، طلبت اروى من جدتها ان تكلم امها وما تقولها شي عنها وتمثل عليها انها مريضة وتبي تشوفها ، صار الموضوع وصدقت ام اروى ان الجدة مريضة وقالت لها انها يومين وتوصل سوريا .

رحت مع اروى السوق اللي تحت عمارتهم وشرينا لنا ملابس واغراض لنا لأن حالتنا كانت كسيفة ، ومروا هاليومين على أروى مثل السنتين ولما دق الباب دق قلب أروى معاه وراحت الجدة تفتح الباب وطلعت ام أروى وأخوها الكبير حمد ، سلمت الام على الجدة وقالت : شو ماما منَك تعبانة ولا شي شو بكي كأنو عندك شي بدك تأوليه إلي .

دخلو الصالون وتنحت أم أروى جدامها وما عرفتها لأن صج ملامحنا وااايد تغير ووجه اروى صار فيه دقة على خشمها والسبب ان احد الجنود كان يطفي سيجارته على وجهها ، دققت الام بأروى عدل ومن تكلمت اروى الا انهارت الام تبجي وتنوح واحضنت اروى حيييييل كأنه قلبها يحضنها قبل جسمها ، لدرجة ان خلت اروى تقعد على حضنها وييييييه تسع سنين ماشافو ولا كلموا بعض ، وقالت الام انها ظن ان اروى ماتت وكانو كل مرة ينكرون وجود احد عندهم ، وبعد مرور سويعات من استيعاب الام لبنتها ، عرفت اروى امها علي وقالت : يمه هذي صاحبتي هديل ومن غيرها لا قدرت انحاش ولا شي واهيا مثلي اسيرة كانت وياي عند العراقيين ، احضنتني ام اروى وحسيت بدموعي تذرف لأني حسيت معاها بحضن الام لبنتها وتذكرت امي معاها ، سألتني اذا حابة اكلم امي على التلفون او احضرها سوريا ، نهيتها عن هالشي وقلت لها اني ودي اروح بنفسي افاجأهم بوجودي .

رحنا مع اروى وامها واخوها السفارة الكويتية بسوريا ، وقابلنا السفير وقتها السيد عبدالرزاق الحمد ، وقصينا عليه قصتنا من الالف الا الياء وما صدق كلامنا وقال هذه حكاية الف ليلة وليلة ، وشرحت امي الموضوع وانها اصلا ما كانت مصدقة نفسه ، وقال انا لازم اتأكد اول ، طبعا هالشي من حقه طلب كشوفات اسامي الاسرى الكويتيين والمفقودين وفعلا لقى اسمي واسم هديل موجود باللائحة وطلب ان يرجعنا الكويت عشان يسوون لنا تحليل دم ويطابقونا عشان يتأكدون اكثر وطلب منا ان هالشي راح يصير سر تحت دائرة ( أمن الدولة ) وان محد راح يبلغ اهلي ولا باقي اهل اروى بوجودنا بالكويت وان الموضوع محتوم بينا احنا الاربعة ( انا واروى وامها واخوها ) ، وبيوم 25/5/1999 حددو وقت سفرتنا للكويت الغالية وركبنا انا واروى طيارة خاصة مملوكة للجيش الامريكي ورجعت ام اروى واخوها للكويت على الطيران العادي ، وبلغ السفير ام اروى ان بمجرد ما تخلص الإجراءات راح ترجع اروى لبيتها معززة ومكرمة .

وصلنا نطاق دولة الكويت وشفنا من فوق السما شكل الديرة الغالي ، آآآآآآآآآخ ولهت عليج يا ديرتي قلتها وكل حزن على فراقها ، مررونا على الابراج وشفنا الكويت قبل لا نهبط ، واحنا نحضن بعض ونبكي ، نزلت مطار الكويت الدولي وسمعنا الكابتن يرحب بعودتنا ، كانت في سيارة تنطرنا ومن ركبناها على طول حركت احنا ما همنا وين السيارة بتروح مادمنا بديرتنا وبالطريق نطل نشوف الديرة ونشوف العلم يرفرف مرة ثانية فوق ارضنا الحبيبة ، وصلنا مبنى موجود بالاحمدي وكان فيه امريكان وايد ، قعدنا على الكرسي المخصص لنا ووصل دكتور يفحصنا وياخذ عينات دم منا وراح ، ورجع لنا الدكتور مرة ثانية وقال هذه الأمور راح تطول ويمكن اطلب منكم عينات ثانية عشان جذي احنا متوفرة عندنا غرف وراح تقعدون جم يوم عندنا ، صار الليل ودخل علينا جندي كويتي ومعاه علبة كبيرة وقال هذه لكم وانتو تستاهلون لأنكم بنات ورفعتوا راسنا .

فتحنا العلبة الا ملابس واحذية وملابس داخلية من ام اروى مطرشتهم لنا عشان يكون عندنا ملابس كفاية ، وصور لأخوانها واهلها بعد ما كبرو ، المهم عدى الوقت المطلوب وقال لنا الدكتور نقدر نسلمكم لجنة الاسرى والمفقودين على اسا انكم الاسيرتين هديل واروى ومبروك تطابقت العينات .

وااااااااااااااااااااااااااااااي واخيرا واخيرا تحررنا احنا صج الافكار قاعدة تهل علي من كل صوب اشلون اشوف امي اشلون اقابل اهلي ، اتصل الدكتور على اللجنة وخذوا وسلمونا اوراق وسوينا اجراءات طويلة واتصلو على ام اروى تاخذها ، ام انا ما طلبت اهلي ياخذوني وطلبت منهم ما يخبرونهم برجعتي لأني بفاجأهم وقلت اني بروح لبيت اروى ، ورحت مع اروى بيتهم وقعدت عندهم جم يوم ما ادري شلون أشوف أهلي من الخرعة اللي بقلبي بصدمة اللقاء ، قالت لي أم أروى شوفي يا هديل اللي تامريني فيه أنا حاضرة شنو تبين اسويلج قولي وللأمانة ما كانو مقصرين معاي بولى شي ، وبعد اسبوع ذبحني الوله وطلبت من أروى وأمها العصر يوصلوني بيت أهلي بمشرف ياحلو هالمنطقة اللي من دخلناها وأنا طاير قلبي ، وصلنا بيتنا وكان شوي مغير دقيت الجرس وطلعلي صبي ما عرفته وقلت له هذا بيت محمد قالي لأ ، قلت منو انتو عيل أنا متأكدة أن بيت محمد ، طلعلي ريًال أبو الولد وقالي : آمري أختي في شي ، قلتله لأ بس هذا مو بيت محمد ، قالي إي هذا بيته بس اهوا مأجره علي لأن راح منطقة ثانية ، فكرت بسبب ترك أهلي بيتهم وروحتهم لبيت ثاني ، ترجيته يعرفلي عنوانهم قالي اعطيج إياه لأني اروحله اقط عليه أجار البيت ، عطاني العنوان بورقة أهلي ساكنين بمنطقة السرة ليش طلعو من مشرف ما ادري ، المهم رحنا للعنوان وكان وقت مغربية ووصلنا للبيت الموجود بالورقة وقفنا نشوفه ونتأمله البيت كان فيه زينه وأضواء كأنه في حفلة ، قلت بقلبي أهما يدرون إني بوصل عشان جذي سوولي حفلة ، دقيت الباب مع أروى وأمها وقفنا ننطر فتحت الخدامة الباب سألناها إذا هذا بيت محمد ردت بالإيجاب وسألنا عن ماما واذا في احد بالبيت ، قالت كلو كلو يروح عرس ، قلت لها أي عرس منو فيه زواج ، قالت هذي ماما هبه اليوم عرس ، انصدمت من الاجابة وفكرت بالياهل الصغيرة اللي كبرت وصارت كبيرة بتتزوج ، قلت : لها انزين وين العرس ، قالت : أنا ما يعرف في هذا سايق ممكن يوصل انتي هناك عرس ، ركبت انا مع اروى وامها ومشى جدامنا السايق يوصلنا لمكان العرس ، وصلنا عند فندق ريجنسي ونزلت مع اللي معاي ووقفنا الامن عند الباب وقال الدخول ببطاقات دعوة قلت له اني اخت العروس ، طبعا ما صدق انا وين واهيا وين ، شكلي حده مبهدل وما في ويهي ولا نقطة مكياج ، عطتي راي ام اروى ان نرجع باجر للبيت نفسه واحنا طالعين شفت موكب العروس واصل شفت هبه بأحلى صورة لها سبحانك ربي شلون متغيرة ومحلوة ، ردينا بيت اروى وليلتها ما نمت ، انطر باجر يصير رحنا الضحى لبيت اهلي حبت ام اروى تنطرني مع بنتها بالسيارة عشان اخذ راحتي ورحت دقيت الباب ، نفس الخدامة افتحت لي ودخلت وراحت تقول لأمي : ماما ماما هذي واحد نفر يجي امس انا يقول حق انتي اهيا ما يقول منو ، وقفت امي تطالعني منبهرة وعلامات التعجب بوجهها ما الومها من التغيير بوجهي وجسمي الهزيل وشعري المقصوص ، المهم شفت صورتي على الطاولة يمها وكانت الظاهر ماسكتها تتذكرني ، سألتها : بعدج ولهانة علي .

طاحت امي من طولها كأنها شايفه شبح مو بنتها وهذا كله وانا اقول ما الومها ، صرخت الخدامة علينا : انتي شنو يسوي في ماما ، ومن صراخها وقفت منبهره نزل ابوي على صراخ الخدامه ونزل معاه اخوي هشام ، حاولو يصحون امي رشو عليها ماي ، صحت امي مخترعة تقول شفتها شفتها ، سالها ابوي منو هذي ، جان تقوله هديل شفتها جدامي ، كان ابوي مومنتبه لوجوي من خرعته على امي ، ردت امي تتلفت وشافتني مرة ثانية قالتلي : انتي صج ، صج انتي هديل .

اهني ابوي واخوي لفو علي مو مصدقين قلت : إي انا هديل بلحمها وعظمها ولهت عليكم ، الكل حضني مو مصدق بكوا علي لدرجة ملابسي تبللت ، قعدت امي تيبب من الوناسة وتصرخ من الفرحة ، وانا عيوني تحمرت من البكي ، سولفت لهم عن اللي صار معاي وطلب من الخدامة تنادي ام اروى واروى من السيارة ودخلوا علينا وقعدت تقول ام اروى لأمي ان صج مو حقيقة وانها مرت بهالموقف مع اروى لما شافتها اول مرة ، عاتبتني امي عن الاشياء اللي سويتها بالغزو وليش سويت جذي ، قلت لها الحمدلله الحين انا بخير وسولفت لها عن الايام السودة والاشياء اللي صارت ويانا ، راحت ام مروى وبنتها بيتهم وظليت عند اهلي اسألهم لسبب تغييرهم بيتنا اللي بمشرف ، قالوا انهم حاولوا يخلونه لأن كل زاوية فيه تذكر امي فيني ، ما يدرون ان الذكري بالقلب مو بالحيط .

وقلت لها اني امس كنت عند باب العرس وشفت هبه الله يحفظها وكانت تهبل ودقت على هبه وقالت لها تعالي عندي لج مفاجأة ، ووصلت هبه بسرعة وصارت الصدمة من شوفتي ، مرت الأيام وامي وابوي كل يوم يطلعوني يوروني الكويت وودوني مبرة صباح السالم للأسرى والمفقودين وعرفتهم باللي اعرفه من اللي كانو مأسورين وياي ومنو فيهم استشهد ومن منهم موجود بعد وزودتهم بأورصاف سجونا واشلون العيشة اللي معيشينها الاسرى هناك ، واشلون انهم من يعرفون اني في احد بيمر من فوق الخندق يستكشف عنا كانو يغيرون مكانا بسرعة ووروني صورتي معلقة على حائط الاسرى وقالولي انهم حاولو يسالون عني مرات ومرات وسلمو امرهم لله واحسبوني من الأموات لأن جنود صدام ما خلو احد ، كل ليلة قبل لا انام اخاف اني اكون بحلم لأني لي الحين مو مستوعبة اللي صار فيني ، وكنت كل مرة اقعد البيت من صراخي لأني اكون حلمانة كوابيس ويكون حلمي عن العراقيين او التعذيب او الاموات اللي كانو يموتون جدام عيوني ، صار علي الصبح واول شي طرالي اهل ايمان ووصيتها لي قبل لا تموت ، رحت مع اخوي وامي لبيت ايمان ودخل على امها ولقيتها لي الحين لابسة الاسود حزن على فقدانها لبنتها واهيا مو عارفة وينها الحين ، عرفتها بنفسي وافرحت فيني واستانست واسألتني اذا عندي اخبار عن بنتها ، وماكنت بعرف اشلون ابلغها بالموضوع بس من سكوت حست واعرفت وقالتلي انها تحلم بإيمان كل يوم خميس وكأنها عارفة ان اليوم اللي ماتت فيه يصادف يوم خميس ، المهم قلت لها اشلون كانت شجاعة وقوية وكانت ولهانة عليكم وايد ، وان ايمان قبل لا تستشهد وصتني بشي وهو عمل ماء سبيل على روحها ، بكت امها بحرقة وقالت لي انها أصلا مسوية حق بنتها من زمان ماء سبيل وراح تسوي لها ثاني ، وترجتني اني ازورها وما اقاطعها لأني اذكرها بإيمان ، الحين وصلت لموضوع الدراسة واشلون اكملها بعد ما مرت علي 9 سنين بلا دراسة ، وناقشت الموضوع مع وزير التربية وكان في مكـرمة اميرية للأسرى والمفقودين ان يعوضونهم ويعادلون لهم الدراسة وقيدوني بجامعة الكويت بالتخصص اللي ابيه ، ودخلت جامـعة العلوم السياسية ، كسنة اولى صج عمري كبير بس مساعداتهم وانهم ما يسقطوني بولا مادة شي وايد كبير بحقي .

وبيوم من الايام طرالي وليد وحبيت اعرف اخباره ، سألت امي عنه قالتي : شوفي يا يمه كل شي قسمة ونصيب ووليد نطر وايد وبعد ما حللناه وامه حنت عليه يتزوج ، راح تزوج غصبن عنه والحين اهوا ابو عيال .

ما لمت احد على اللي سواه لأن من حقه يشوف حياته وبيني وبينكم مشاعري تغيرت من صار الغزو والحب اللي كان بقلبي له نسيته وصار بداله حب الوطن ، رديت على امي وقلت لها : لا يا يمه ماني حزنانة على اللي صار اهوا ما ارتبط فيني رمس ولا كان في بينا لا الخطبة والحمدلله ان تزوج عشان يشوف حياته ، واهوا يستاهل كل خير حرام اقعد اصبره على شي ما يعرف شنو نهايته والكل منكم فكر اني مت مع الاسرى .

المهم حاولت ام هديل تغير الموضوع ، وقالت لها اشرايج ترى باجر بسوي عزيمة لج للأهل والأحباب بمناسبة رجعتج لنا بالسلامة ، وافقت على طلبها لأني متلهفة أشوف الأهل والأصدقاء ، صار يوم العزيمة طبعا ما نسيت اعزم أروى واهلها ولا ام ايمان ، ما ادري بوسط ازعاج الحفلة لقيت نفسي أفكر بام عبدالله واحوالها ، استاذنت امي اني اروح لها شوي محد راح يحس فيني ، قمت خذيت السايق وقلت له ودني لبيتنا القديم بمشرف ، خليته يوقف عند بيت ام عبدالله نزلت وانا استذكر سيارات الجيب والجيش جدام بيتهم واتذكر اشلون كانو يسحبون ام عبدالله وزوجها واشلون كان منظر البيت من عفيستهم ، ما ادري ليش خفت وحسيت كأن الغزو ما خلص لي الحين ، دقيت الجرس وطلعلي ولد عمرة 18 سنة تقريبا سالته عن امه وابوه قالي امي توفت وابوي موجود تفضلي ، دخلي ولقيت بو عبدالله قاعد بالحديقة سلمت عليه ومن كلامه عرفت ان الولد ولده ، كان الولد عبدالوهاب الصغير وقتها بالغزو والله كبر وتغير ، قلت حق بو عبدالله : انا هديل يا بوعبدالله هرفتني تذكرني عدل انا اللي كنت مع مجموعة ولدك بالمـقاومة ، انا اللي امسكوني مع ايمان العمر ببيت حسين رفيج ولدك عبدالله وخـذوني معاها للأسر ، وقفلي بوعبدالله مو مصدق عيونه والسنين سوت سواتها وياه وغيرت من ملامحه وكبرته ، قرب صوبي وكان يرجف من الفرح وسألني بس سؤال واحد ( عبدالله استشهد صح يا هديل ) بكيت من سؤاله وقلته : إي عمي استشهد بطل من ابطال الديرة وراح عند ربه شهيد ، واحسن من جذي منو يلقى ، قام رقص الفقير من الفرح وقال الواحد يموت شهيد وايد احسن عند ربه ، وقال ان ام عبدالله توفت من حزنها على ولدها وكانت كل يوم تطل من الدريشة تنطره الله يرحمها .

رجعت بيتنا ورديت لعزيمتنا وكان وجهي حزين حيل على الموقف ، حاولت امسك نفسي وقعدت وياها ليمن فضا البت من الضيوف ، رحت داري وكل تعب من طول اليوم ، ومرت الايام علي وكنت احاول كل ليلة انام من غير ما احلم كوابيس عن الغزو ، كنت اقضي يومي بين طلعات مع الاهل وبين الجامعة وكنت احاول ادرس وادرس عشان اتفوق ، وبعد مرور سنة على استقراري بديرتي وبالاخص في بدايات الالفية الجديدة رحت مع اختي هبه نخلص اغراض ولادتها لانها حامل ، ورحن لأحد المجمعات افترقنا فيها عشان انا كان ودي اجهز لها على ذوقي ، دخلت احد محلات ملابس المواليد ولقيت واحد بس قاعد يخزني ويلحقني من محل لي محل واهوا خز فيني وموراضي ينزل عيونه من علي ، قعدت بأحد الكافيهات انطر هبه وطبعا اهلي طلعولي هذا الجهاز اللي عرفت انه ( هاتف موبايل ) واثاري التكنولوجيا وصلت الكويت من زمان وعلموني استخدامه ودقيت عليها وطلبت حضورها ووصلت لي على عجلة وقعدت يمي وقلت لها : هبه هذا الريال صارله وقت يلحقني وما ادري شنو يبي ، اشرت عليه قامت ولقته هبه صج يخزني قامت له وراحت تسأله عن طريقته بالخز مع انه ريال كبير مو صغير وشكله محترم ودار بينهم حوار ما كنت اقدر اسمع منه شي ، بس لقيته قام وياها ووصلوا عندي قالتلي هبه : هديل لا تفهمين الريال غلط شوفيه عدل ما عرفتيه ، تعبت منها وظليت اتموقل فيه حيل حاول القى له شبيه بس مخي ما قام يستوعب ، ابتسم لي مع ان بعيونه لمعة الدموع ، زيت راسي يمين ويسار مستغربة من طريقتهم لفهمي الموضوع ، بس مع تكرار ابتسامته رعش قلبي والرعشة كانت رعشة وليد لما اشوفه .


يااااااااااااااااااااربي وليد صج وليد اللي جدامي ، يالله شنو كان آخر توقعاتي هالشي وليد شكله تغير وايد مو شوية كبرت ملامحه صار جسمه ضعيف وايد ربالة لحية امبيه اختبصت وما عرفت شنو اسوي ، قعد وليد يمي وراحت هبه تستأذن أنها بتروح الحمام وانا ادري انها خطة عشان تخلينا بروحنا ، سألني عن أحوالي وان محد خبره برجوعي وكان يفكر فيني طول الوقت وماكان مصدق يوم شافني بالمحل ان انا هديل بس كان قلبه يقوله انها انا ، حاول يسأل عن احوالي واخباري واحكيله عني واستذكر ايامنا ومواقفنا ، وبديت انا بالموضوع الجدي وقلت له : انا فرحانة وايد بشوفتك ياوليد وكنت استذكر ايامي وياك طول ما انا بالسجون العراقية وكنت منك استمد القوة والصبر من بعد الله سبحانة وتعالى ، وامي بلغتني انك تزوجت وصار عندك عيال وفرحتلك وايد وماني متضايقة انك تزوجت وتخليت عني لأن مصيري كان مجهول وانا لو كنت اقدر ادقلكم او اتواصل معاكم جان طلبت منك هالشي تسويله ، ويارب تفرح بحياتك .

رد علي مو مصدق الكلام الناضج اللي اقوله وكاني دكتورة جامعية تتكلم ، لأني تكلمت وياه بجدية وما كنت ذيك البنت اللي تستحي وتنزل راسها الارض وتتكلم ، وسألني اذا اعرف جم هنده من العيال قلتله والله ما ادري جم عندك ، قالي انه عنده بنت وولد ومرته الحين حامل وقالي ان سمى بنته هديل على اسمي ، فرحة من كلامه وعرفت اني بداخل قلبه لي الحين واتفقت معاه ان نصير اصدقاء وتبادلنا ارقام التلفونات وتواعدنا ان نحكي لبعض أي مشاكل .

وبعد ايام وايام اتصل فيني وليد يطلب انه يشوفني ، وتواعدنا نشوف بعض باحد الاماكن العامة ، ولقينا انسب مكان كليتي ، وصل بالموعد المحدد بالضبط ورحنا عالكافتيريا نسولف عن حاله ويسمع مني شنو صارلي طول هالفترة وشجعني اذا ابي أي شي للدراسة انه يسويلي اياه ، وسألني اذا نقدر نرد على بعض ، ونهيته من فتح الموضوع هذا مرة ثانية لاني ما ارضى على بنت الناس زوجته ان يتزوج عليها وثاني شي قلبي تبدل بمشاعره وما احسن في الا شخص عزيز وغالي ، وقلت له إذا تبينا نظل مع بعض خلنا اصدقاء ورجع كمل حديثة معاي ووراني صورة عياله ، وكانو شبه بالضبط ، وقالي إن ولا يوم نسائي وان دخل الكويت تهريب وراح بيت أهلي ومالقى احد وظن أن إحنا كلنا رحنا السعودية ، لأن أهلي بعد شهرين من الغزو راحو السعودية وانصدم لما رجع بعد التحرير اني كنت اسيرة ماكان فاقد الامل برجوعي لو ما اصرار اهله ان ينساني ويتزوج لأني مصيري مو معلوم ، استأذنته لأن عندي محاضرة وراح سلم علي ومشى .

وبطريقي للكلية شفت اروى وكانت يايه تبشرني انها خلصت كورس الدمج اللي عطوها اياه عشان تدخل فيه الجامعة ، وبالفعل يايه نفس جامعتي بس كلية ثانية ، اهيا اختارت العلوم الادارية وحبت التجارة من صغرها ، وفرحة لأني راح اشوفها بين فترة وثانية ، المهم اصرت ان بمجر ما اخلص محاضراتي اروح اتغدى وياها ببيتهم ، وافقت لأني جد ولهت عليها ، خلصت محاضراتي ورحت بيتهم وكنت حدي جوعانة وزهبت خدامتهم الطاولة وقعدت وياها على السفرة والا بدخلت اخوها حمد واصل من الدوام ، سلم علي وايد واستسمح منا ان يتغدى معانا لأن من الصبح ما اكل شي ، قلت تفضل اشدعوه احنا اهل حياك معانا على الغدا .

قعد قبالي وراح يحطله من الاكل بصحن وعيونه تلمحني بين وقت والثاني ، استغربت من ان كله قاعد يكلمني والحديث يصير بينا واخته اروى بس مستمعة ، المهم خلص غداه وصعد داره وظليت انا مع اروى نفتح مواضيع ونسولف ، وبعد ما عدة علينا سنة من الدراسة سالتني سؤال اروى واحنا قاعدين ننطر نتائج الامتحانات ، قالت لي : هديل ممكن اسألج سؤال ، قلت تفضلي : سالتني اشرايج بأخوي ، رديت عليها بالرد الطبيعي انه خوووش ولد وانتو ناس تتحبون ، قالت ادري مو هذا قصدي ابي اعرف رايج ، ضحكت وقلت لها بعد طول المدة اللي مرينا فيها على بالج ما فهت قصدج ، انتي بتخطبيني لأخوج صح .

استغربت من فهمي على الموضوع ، وقلت لها حياكم ببيتنا بأي وقت وبالعكس احنا نتشرف ، صراحة ما كان اخوها في شي يتعيب وكنت معجبة بشخصيتها الحلوة القوية ، وبنفس الوقت افكر بالاستقرار وإنجاب الاولاد وبالمرة ما اخلي مجال ان وليد يتهور ويطلق مرته عشان يتزوجني .

زارونا اهل اروى وخطبوني رسمي وزادت علاقتي بحمد وقام يزورني بالكلية ويقعد وياي يسولف ، حددنا يوم 26/2/2002 يوم عرسي لأن راح يكون فرحتين يوم التحرير ويوم عرسي ، وصار العرس بليلة ولا الف ليلة وليلة وكان طبع حمد نسخة من طبع وليد وهذا اللي حببني فيه وكان نعم الزوج لي وكبرنا وحملت باول بيبي وكانت فرحة امي مو شايلتها ، وولدت ولد وسميته ( عبدالله ) على اسم الشهيد عبدالله الله يرحمه كان بطل الابطال ، ورحت فيه لعند عمي بوعبدالله يشوفه وقلت له هذا عبدالله ولدك سلم عليه ، استانس منه وحضنه على صدره وقال : الله ياخذ والله يعطي .

وودعنا بو عبدالله على امل ان نجدد الزيارات عليه ليشوف عبدالله الصغير ، وبنينا انا وحمد بيت على قدنا نعيش فيه حياتنا السعيدة واستمريت بمشوار الدراسة على امل اتخرج وامسكلي وظيفة حلوة ، واستمرت الحياة وياي والحين بسنة 2006 اشتغلت بمنصب مديرة السياسة الدولية الخارجية بوزارة الخارجية بدولتنا الحبيبة الكـويت وكانت نقلة حياة بالنسبة لي ، وكبر نشاطي وصار عندي ( عبدالله ، محمد ، والحين ولدت شوق ) وهذي اهيا حياتي ، وما انسى ابد شريط عمري اللي استذكره كل ليلة قبل نومي واللي بدى من يوم ما مسكونا الجنود لي وجودي بين اولادي واهلي الحين وكأني كنت بكابوس غصب صحيت منه، والله يخلي لنا ديرتنا ويبعد عنا شرور الناس


؟


توقيع PILOT
5523

استغفر الله العظيم واتوب اليه
كم من قريب دفناه، وكم من حبيب ودعناه، ثم نفضنا التراب من أيدينا وعدنا إلى دنيانا ، لنغرق في ملذاتها
؟