لكنها لم تستمع لي واختفت بكيت بحرقة وأخذت أجمع الحجارة وأرميها في كل مكان
كي أخفف ما يعتريني من قهر وحرمان ..أريد أم كالبقية....!
احتجتها وأنا طفلة كي أشعر بالأمان ...
أما ألان لا شيء أريد والله لا شيء ...
أرى بقعة نور من بعيد لا أفقه مصدرها ..
اقتربت ورأيت أمي تبكي حاولت الاقتراب منها لكني شعرت بحاجز يمنعني...
لما الحاجز لا فرق بيننا..!!
لكنني قرأت بعينيها علامات حزن وكأنها تقول لي أُجبرت يا صغيرتي على تركك..
ابتسمت لها وقلت لا عليك يا أماه ..لا أريد سوى تقبيل رأسك..
لكن لن أستطيع ذلك أتعلمين لما..لأنك ............لا أين ذهبتي..!!
لما اختفى النور أماه أين أنتي لا ترحلي بهذه السرعة انتظري..
انتظري أرجوك أنصتي لي...ورحلت إلى مستقرها دون أن تستمع إليّ ..
أكملت سيري أتخبط وأترنح إلى لا شيء سوى ذكريات دنيا 3عشت من أجلها..
ذكرى وألم وحب عشت الأولى وتحملت الثانية من أجل الثالثة ولاشيء بقا منها
سوى حكايات وأحلام سخية...!!
سلاسل وجع تقيدني هنا وهناك..! وحنين يغتصب أيامي لمدائن الأحياء...
هنا على قارعة كان طرفها حلم توسدته في ليلة ظلماء ..
استلقيت على أرض جرداء والتحفت خرافات يأس وأشعلت حولي شموع رعب لتحتضنني ..
من موت أخر قادم..!! صوتي يختنق وألم كتوم يحتل حناجر الكلمات ..
إني ارتعش واحتضار جديد يُقبل علي ..وغصة بصدري تذوب منها الحديد..
أدمنت "البندرين" لعله يدمر أعصاب المخ ويفقدني الحركة ..
وأيقنت أني فقدتها منذ زمن بعيد..ورميت به بسلة المهملات ..
فكل شيء مصيره الفناء..
اششششششششششششششششششش
أني أغفو وكلما حاولت إغماض عيناي يعتصرني وجع بفتك بجمجمتي..
وصداع يحتلني وألم يوخز عيناي بكل قوة إذا لا أستطيع النوم ..
سأكمل سيري إلى حيث لا أين..!
عالم غريب لا يضم سوى بقايا البقايا وغياهب تترنح هنا وهناك ..
لا أعلم ما أصابني سوى أني أشعر بضيق فلا شيء حولي سوى
هدوء مميت وخوف يرتعد بداخلي واكتئاب حاد يطوقني فلا عيناي
أستطيع الرؤية بها بوضوح بسبب ما يعتريني من صداع ولا جسدي قادر
على حملي بسبب سوء التغذية ..لا أستطيع أن أكل أي شيء فكلما حاولت
أن أملأ معدتي الفارغه أشعر بسكاكين حادة تتساقط بمعدتي ..كم بت أكره الطعام ..
فلست مجبرة على تناوله كما كنت بمدائن الاحياء لأني بمدائن الأموات فلن أشعر
بتلك السكاكين مرة أخرى
اليوم احتضار مؤلم يغتصبني فالساعات تمر ببطء ..
وكل ماهو حولي يدعوني للصمت..لا أعلم تعتريني ألان ذكريات
وحنين لماضي كنت اجهل أحداثه..بؤس يحتلني ويعلن العناد ..
آخ يا أبي أتقول أنك تركتني بأيدي أمانه ها أنا جئت أبحث عنك هنا لأحدثك ما قد حصل بغيابك..
أبي ..أبي ..أني أراك هنا اقترب مني يالله ما أجمل عيناك يا أبي بريق الغربة يحتلهما!!
أه يا أبي تشبثت بأحلام وأذيال حكايات منسية..!
وماتت بين يدي كالزهر الذابل في موسم الحصاد..!
دروبي سرمدية تكسوها الظلام ومداراتي مبهمة يا أبي ..!
كلما حاولت الصراخ جثا عليّ صمت غامض ..
غادرت وأنأ عيناي كالغدير يذوب فيهما الحزن والألم
وإذا ما جف الدمع تجمدت أطرافي كالثلج لا أحاسيس
ولا مشاعر فكل شيء مبهم حتى مشاعري... هكذا أنا يا أبي...!
سؤال حزين ظل يلّح يا أبي من أنا ولما تركت هكذا؟
لا شيء أرجوه من دنياي فهي كالقيثارة ذات الصوت الرائع
لينتزع الموت أوتارها وتر وتر..حتى تصمت تلك القيثارة لأنها باتت تحتضر..
آآآآآآآآآه ما عدت أرى سوى أشباح زمان تبتلع روحي الحزينة بكل وحشية لتكمل
روحي قيثارتها في أحشاء من لا يرحم...لأسقط على رؤوس أزهار ذبلت
وحل محلها أشواك تهتف : مطر ياغياهب..مطر ياروح النقاء..!
المضحك أني تعلمت شيء واحد أن أيامي بلا وجه مجرد سراب في
أللا وجود وأيضاً أحلامي تارة تضحكني وتارة تبكيني وانا أصبحت لها مستودع تناقض ..
سأصرخ بأعلى صوتي : يامدائن الأموات أنثى أنا تركت بقاياها على أحلام سخية..!
ما أن لبثت إنكسرت كتكسر الزجاج...