بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل الذكر على الذاكرين
أن من اكثر من الذكر أوشك ان يفتح لة الباب فهذا يونس علية السلام عندما دعا قالت الملائكة صوت معروف فأستجيب لة لانة كان يدعوا الله في كل حال وعندما جر ابن حنبل في القصة المعروفة فدخل عند الخباز فسمعة طوال الوقت يستغفر فقال لة ابن حنبل ماذا رأيت من أثر ذكرك الليل والنهار قال لم ادعو الله في شيء الا استجابة لي الا دعوة واحدة ان أرى ابن حنبل فقال لة انا ابن حنبل اتيت اجر لك جرآ فهذا من كثرت ذكرة اصبح مستجاب الدعوي (فأكثر من ذكرة كن مجاب الدعوى بأذن الله )
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ الإمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ]متفق عليه)[1]
ولو عرف الذاكر من يذكر لقوي الحب في قلبه ، فإذا ما عظمت محبته ، قويت معرفته ، ومن قويت معرفته بالمحبوب لم يشغله عن الذكر بالقلب واللسان شاغل فقلوب المحبين لا تطمئن إلا بذكره وأرواح المشتاقين لا تسكن إلا برؤيته)
و وصف على يوما الصحابة فقال : ( كانوا إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في اليوم الشديد الريح وجرت دموعهم على ثيابهم)
قال زهير البابي : ( إن لله عبادا ذكروه فخرجت نفوسهم إعظاما واشتياقا وقوم ذكروه فوجلت قلوبهم فرقا وهيبة فلو حرقوا بالنار لم يجدوا مس النار وآخرون ذكروه في الشتاء فارفضوا عرقا من خوف وقوم ذكروه فحالت ألوانهم غبرا وقوم ذكروه فجفت أعينهم سهرا وصلى أبو يزيد الظهر فلما أراد أن يكبر لم يقدر إجلالا لاسم الله وارتعدت فرائصه حتى سمعت قعقعة عظامه ).
كان أبو حفص النيسابوري إذا ذكر الله تغيرت عليه حاله حتى يري جميع ذلك من عنده وكان يقول ما أظن أن محقا يذكر الله عن غير غفلة ثم يبقى حيا إلا الأنبياء فإنهم أيدوا بقوة النبوة وخواص الأولياء بقوة ولايتهم)
قال مالك بن دينار: ( ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله )
وفي أثر آخر : ( وينيبون إلى الذكر كما تنيب النسور إلى وكورها )
قال ذو النون : ( ما طابت الدنيا إلا بذكره ولا طابت الآخرة إلا بعفوه ولا طابت الجنة إلا برؤيته أبدا )
كان أبو مسلم الخولاني كثير الذكر فرآه بعض الناس فأنكر حاله فقال لأصحابه أمجنون صاحبكم فسمعه أبو مسلم فقال لا يا أخي ولكن هذا دواء الجنون )
يستوحشون من كل شاغل يشغل عن الذكر فلا شيء أحب إليهم من الخلوة بحبيبهم )
قيل لمحمد بن النضر أما تستوحش وحدك قال : ( كيف أستوحش وهو يقول أنا جليس من ذكرني )))[2].
[1] - متفق عليه
[2] - المصدر:جامع العلوم والحكم لا بن رجب الحنبلي