عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 24-11-2009, 03:27 PM
فـــــرح
كاتبـــه
رقم العضوية : 1487
تاريخ التسجيل : 22 / 5 / 2007
عدد المشاركات : 950
قوة السمعة : 19

فـــــرح بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي .,. الـجــزء الـثـانـي مـن مـدائـن الأمـوات.,.




اليوم: الثلاثاء..12-5-2009
.,.

اقتربت من الكوخ ..طرقت بابه لا من مجيب..تجرأت
واقتحمته وإذا بي أرى عجوز تتكأ على كرسي يهتز ..
ويهتز وهي تنظر للأرض اقتربت منها
وجثمت على ركبتي ووضعت يدي على يدها..
نطقت من أنتي لم تجبْ ..وأخذت تهز الكرسي بقوة
أوقفتها ورفعت رأسها ونظرت بعينيها ورأيت
جميع ألوان الانكسار بعينيها التي تكسوهما تجاعيد وكآبة الزمن..
استمريت بالنظر بعينيها ورأيت طفله كانت تنزف بألم بكيت بحرقه مسحتْ دمعتي ..
بكيت مرة أخرى ونطقت مهلك ياغياهب..
قلت مابال تلك الطفلة قالت ألا تتذكرينها ..
ألا تذكرين طفولتك ..
تالله ياأنتي لا أريد أن أتذكرها أتيت هنا هرباً منها..
لا أريد أن أراها
أجابت:هل تذكرين تلك الزاوية والدمية..
أجبت نعم أتذكرها ولن أنساها من لحظات كنت طفلة
بريئة تلعب بدمية لا تملك سواها باغتتها الأقدار بصدمة

أفقدتها الإحساس بكل من هم حولها..
أفقدتها نكهة الحياة..كانت صغيرة لا تفقه
ما حدث كانت تبتسم في حين ينظرلها الجميع نظرة شفقة ..
تجري ..تلعب..تضحك..
وتلتفت لامرأة تهمس لأخرى مسكينة تلك
الطفلة لن تفقه شيء حتى تكبر..!!
كنت أبحث عن أمي لم أجدها غادرت إلى حيث لاأدري ..
واحتضنتني أخرى تتستر تحت قناع الإنسانية والأمومة
و لا تتقن ارتداء هذا القناع...جميعهم لم يتقنوا
بحياتي سوى الفوضى و الخربشات المؤرقة...
وكبرت الغياهب يا أنتي ..كبرت وأيقنت أني قتلت
واتهمت باقتراف خطيئة لا ذنب لي بها....
كبرت وليت لم أكبر ..كي لا أستوعب ما حدث...
يا لله ..يالله ارحمني..
وماذا بعد يا أنتي ..
أجابت وهل تذكرين تلك الورقة المرمية هناك..
التفت بسرعة ورأيت على النافذة ورقة ذبلت أطرافها وقلم تآكلت بقاياهـ ..
اقتربت منها ونظرت إليها وصعقت بما تحويه..
كانت أول محاولة مني للهروب لعالم القلم والخيال..
وانتظار سراب يمتطي صهوة حصان أبيض
ليحتضنني ويهرب بي لعالم لا يسكنه رجل..!!
فكل رجل بحياتي اغتال جزء مني أولهم تلك اليد الأمينة
التي مسحت حزني بكل وحشية وكنت نقية ..
فليتهم يعلمون ذلك ..ولازلت نقية..
مزقت تلك الورقة بكل ما أملك من قوة إلى قطع صغير
واختلط الدمع مع الحبر..!
التفت لتلك العجوز ونطقت من أنتي ...؟
أجابت: أنا القدر الذي اغتال براءتك..
تسارعت نبضات قلبي وبكيت مجدداَ..
وركضت خارج الكوخ لا أعلم إلى أين أسير ...
اشتد النشيج والبكاء ..
أغمضت عيناي وأخذت أركض بقوة هاربة من كل شيء..
بدءً بذاكرتي التي تكتظ بكل ما هو مؤلم....
وفجأة سقطت على الأرض وغبت عن الوعي...
فلا أرى سوى ظلام دامس وبقعة نور تبتعد عني...!!
كنت غائبة عن الوعي...حيث لا شيء أراه سوى ظلام يحيط بي..
وبقعة نور تبتعد مني أحاول إبصارها وتختفي بسرعه
وإذا بي أفيق وأنا ملقية على أرض تملأها الأشواك ولا أشعر بألمه اربما لأني ميتة!!
أكملت مسيري وأنا استمتع بما هو حولي..
حيث لا شيء يذكر..!
أرى من بعيد بحيرة سأقترب منها لكن مابي
لونها يتحول تدريجياَ للسواد كلما اقتربت...
يا إلهي أيعقل ما يدور بمخيلتي ..!! ..اقتربت ..
جلست على مقربة منها وانحنيت لأغتسل منها يا لله لأول مرة أرى نفسي ..
أيعقل هذه أنا..! لاملامح أرى...
مددت يدي لأبللها بماء.. ومسحت وجهي ..
بدأت أبصر ملامحي..تجاعيد تملأها ..وشيب يحيط بضفائري ..
قهر باتت يزلزلني ..
وبدأت أقهقه بهستريا وأبلل نفسي بالماء ..
وهممت بدخول البحيرة حتى وصل منسوب المياه لعنقي
أغمضت عيناي وعُمت بالبحيرة ...
أشعر بخفة وبرودة الماء تثلج أطرافي ...
نعم تجمدت أطرافي وارتعشت ..
وتذكرت تلك البرودة عندما كانت تجتاحني
كلما احتجت لروحي الغائبة عني ...!!
خرجت من البحيرة واستلقيت على تلك الأشواك
وأنا أردد لا حياة أخرى أريد ...!
وتباغتني الرياح وتصعقني وأنا أرتعش برودة وألماً ...
فجأة أسمع صدى صوت يردد :

غياهب..اقتربي.. التفت يمنه ويسره لا أحد أرى ...
أخذت أمشي أتبع الصوت : يا غياهب اقتربي ..
لاتخافي..اقتربت ورأيت حائط قديم كتب عليه:

ما عاد يغريناالعشق..ما صرنا وياه نتفق
والحظ ما عمره صدق ويانا...

وهناك كتب بخط يداهــ :

الحب أكبر من كلامٍ نقوله...واكبر من اللي ينكتب بالدواوين...

وبدأت أغنيها وصدى يردد معي...
تذكرته وتذكرت تفاصيل مؤلمة لازالت تسكني ..
جئت إليه أحمل وفاء لا يضاهيه الوفاء نفسه..!
جئت هدية له لكن لم يصنٍ بل أعدمني..
وسحقت على يداهـ وألان جاء يمتطي جواد الحنين ...
أولا يعلم بأني لا شيء أريد بالرغم من أنني لازلت أعشقه
ولن يحتل احدهم يوماً ما قلبي ..لأن قلبي بعد هزيمته أوصد أبواب مملكته ...
وعلق عليه وثيقة تحوي عهداَ على مر الأزمان لا أريد رجل...
الفراق صعب..والبقاء مستحيل..
ولن يجد رجل بالعالم أنثى تضاهيني وتضاهي طهارة قلبي..
رغم ما يترددعن قلبي من بعض وحوش تحاول اغتياله واستعماره ..بئساً لهم ...
يعتقدون بأني أنثى سعيدة ولا يعلمون بأني مرتع للغياهب والأوجاع...
اقتربت من الحائط وشطبت كلما كتب وخزت أصبعي بشوكة حتى سال دم وكتبت:

أصعب اللحظات لحظة يخدعك فيها حبيبك..
واللي أهديته حياتك..قسوته تصبح نصيبك..
لما يتغيروينساه ولما يتكبر عليك من بعد عشرة طويلة ..
تصغر الدنيا بعينك و الهنا يصبحألم ..
واللي عيشته بغرامك .عيشك بأكبر وهم...
وثم رسمت وجه يبتسم:)
وابتسمت وأكملت مسيري حيث لا أدري...
وعدت لتابوتي لأرتاح من ألم باتت يوجعني...لأكمل المسيرة يوماً آخر..


.,.

للمتابعة

.,. مدائن الأموات.,.(الجزء الأول)







توقيع فـــــرح
مِثّلِي لَا.. "


تَلّتَقِط ..
ولَاتُلتَقط ..
"فَأنا"
لا .. أُجِيدُ ال إنْحِنَاءَ .. بِ غَيرِِ صَلَاةٍ
ولَستُ " إله