الموضوع: اسرار المحاوره
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 21-08-2009, 03:07 AM
ابو بيان
( محمد الرشيدي)
الصورة الشخصية لـ ابو بيان
رقم العضوية : 325
تاريخ التسجيل : 23 / 9 / 2006
عدد المشاركات : 1,471
قوة السمعة : 20

ابو بيان بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
المزيد من الأمثلة


في محاورة سبق ان استعرضتها لكم يقول عبدالله الميزاني :

(عد نو الجاهز اللي يصحي النايم رعوده *** مرحبا في حلة المطران خطلان الايادي)

سلام عادي

وسيدقق الشاعر الخصم وكذلك متابع المحاورة على البيت الثاني لأنه شفرة المحاورة الذي يفك بقية المحاورة وبدونه ستكون محاورات الكبار مدغمة ولاتفك الا بالرجوع أكثر من مرة أو تستمر مدغمة على كل من لايعرف اسرار هذا الفن الجميل .

بيت المعنى الثاني وسيكون التدقيق فيه هو زبدة المحاورة ومعه ستستمر قوية أو تقتل في مهدها اذا لم تفك رموز هذا البيت المهم جدا .

بيت المعنى الثاني من الشاعر الذي بدأ المحاورة وهو عبدالله الميزاني :

( الشريف حسين فوق ايديه دماً من خدوده *** قالو أنه جايباً له جوهرة من بطن وادي )

( الشريف حسن ( ملك الأردن ) , خدود وجوهرة ( ربما تدل على إمرأة ) )

مالذي جمع بين الأردن وبين المرأة , ولأن خصم الشاعر هو سلطان الهاجري ومعروف علاقته بشاعرة اردنية فقد فك شفرة المعنى أن المقصود العلاقة مع تلك الشاعرة الأردنية .

لذلك رفض الهاجري إكمال المحاورة .




في محاورة سياسية بامتياز قامت بين الشاعر الكبير مطلق الثبيتي رحمه الله وبين الشاعر خلف هذال وهي قديمة جدا عندما كان مطلق يحضّر رسالة الماجستير في الأدب وذلك في مدينة لندن , وخلف هذال كان في دورة عسكرية في تلك المدينة فيقول مطلق لخلف :

( سرا الليل يامعجب تعاجيب وضحوك *** ولندن بدت شمسه وغابت نجومه
وليلاً جمعنا ياابيض الوجه مبروك *****وكلاً من الشعار ناخذ علومه )

لم يحدد الشاعر الذي طلبه وقال كلاً من الشعار , فرد عليه خلف :

( الايام يامطلق حواجيز وشبوك **** تصحّي رضيع الديس من حلو نومه
هذا الليل عيد وليل الأجواد مشروك ** تركنا الزمان ولاتركنا سلومه )

كأن الشاعر خلف وجّه الشاعر مطلق لمعنى معين استحسنه مطلق الثبيتي فبدع المعنى عليه فقال :

( أبو زيد ظلا شيخ واليوم صعلوك *** من أول شتا واليوم قيض وسمومه
تلين الليالي و أنعتق كل مملوك ***ولا ينعتق قلباً تزايد همومه )

وجهها الشاعر الكبير الثبيتي الى اتجاه ( أبو زيد ) وهو رمز لشيوخ قبيلة الشاعرين أو لكل شيخ قبيلة ويصف وضعهم حاليا بصعلوك , ثم المماليك وهم العبيد الذين اعتقوا في هذا الزمن , ثم الأحرار الذين لم تعتق قلوبهم واصبحوا أسرى هذا الزمن .
وظلا في لهجة أهل نجد أي أستمر زمنا طويلا .


ثم يواصل خلف المعنى مع الثبيتي فيقول موضحا أن العيب هو في الشيوخ وليس في الزمن فيصفهم خلف بوصف رائع :

(ابو زيد في عقله دواكيك وشكوك *** وبعض الحرار أخّر من العش بومة
بغيت المعالي والمعالي لها شوك *** وتمراً يبس في نخلته لاتسومه )

يصف خلف شيوخ القبائل ورمزهم ( ابو زيد ) بأنهم بوّم أتت من حرار أي من صقور ويقول بعضهم وليس كلهم أي انه ليس كل أبن شيخ قبيلة يستحق أن تكون له مكانته , ثم في بيته الثاني يقول خلف لمطلق لاتعتمد عليهم كثيرا يالثبيتي لأنهم أشبه بتمر يبس في نخله ولم يعد الزمن زمنهم .

وتستمر المحاورة بروعة بين حجة الثبيتي وحجة خلف التي أرى أن خلف حجّ بها الثبيتي لأن الحق معه .
وهذا سبب جمال مثل هذه المحاورات التي تتعمق فيها وترى ماقيل بوضوح تام وباإبداع في معاني كل شاعر .





في محاورة سياسية سأعطي بيت المعنى يقول عبدالله الميزاني :

( هلا مرحبا والباب غيره مية باب *** علشان غض الطرف غير الطرافة )

بيت الترحيب وفيه يوضح الميزاني لخصمه إنه سيحاول غض نظر الناس عن معناه وهنا يتضح انه يريد أن يتحدث عن موضوع حساس لايريد احدا ان يكشفه وسيكون تركيز خصمه قوي على بيت المعنى لأن التحذير وصله وانه يريد غض طرف الناس عن معناه .
فيواصل عبدالله الميزاني بيت المعنى :
( أبو بدر يطري له شبابه ليا شاب **** ولا أدري يخيف الموت والا يخافه )

أبو بدر هو كنية فيصل الرياحي وهو خصم الشاعر في تلك المحاورة لكن الرياحي عرف أن المقصود ليس هو لأن البيت السابق وضح خصمه أنه سيغض طرف الناس عن معناه وأيضا سيضع بدلا من الباب الواحد مية باب اي ان الكلام ليس مباشر بل ملغم وله معاني بعيدة جدا لذلك خصمه حتما سيبعد النظر ويرى , وبالطبع لن يرى الا الشعراء الكبار .

وبدأ خصمه بتجميع الرموز
( يطري له شبابه ويتذكره , يخيف الموت , طال عمره اكثر من اللازم , يخاف الشاعر أن يصرح بمعناه , سيضع بدلا من الباب وهو المعنى المباشر مية باب أي معاني بعيدة لتشتيت نظر الجمهور ولأن المعنى حساس )

لذلك اتجه المعنى فورا لمسؤل كبير طال عمره كثيرا فكان يتسأل الميزاني بنوعا من الطرافة هل الموت يخافه أو ...... ؟

لذلك رد عليه الرياحي وكسر شفرة المعنى وقال :

( أبو بدر من دونه تطول المسافة )

ثم في شطر آخر جميل مذكرا بإسطورة متداولة تقول أن هذا المسؤل سيمكث في المسؤلية ثلاثين سنة ( عشرا واقفا وعشرا جالسا على كرسيه وعشرا على سرير المرض ) لكنه مات رحمه الله قبل إكمال الثلاثين واتضح كذب هذه الأسطورة التي أسمعها كثيرا , المهم أن الرياحي قال مذكرا باسطورة الثلاثين سنة :

( تبا تفتح الدنيا ثلاثين دولاب *** وتلقى معزب والكرم لاتعافه )




اكمالا للنقطة الاولى ( بيت المعنى )

احيانا يأتي الشاعر صاحب المعنى ببيت يصعب على خصمه أو قد لايفهمه فلذلك يحاول الخصم أن يجاريه مقاربا للمعنى حتى يتضح له في الأبيات القادمة , او يطلب بكل صراحة وفي ابياته أن يوضح المعنى أكثر .

وهذه تحدث .

مثلا محاورة أتذكرها كثيرا وهي التي تنبئت فيها بخروج موهبة شعرية عملاقة تستحق أن تكون في القمة وهو
( بحر جدة ) عبدالله ابن عتقان السلمي , هذا الشاعر رائع وقوي , وعموما قبيلة سليم هم أساس قوي لشعر المحاورة ولايلعبون ابدا على السطحية او المعنى الواضح ويعشقون شعراء الجزالة والرمز ودفن المعنى وكذلك المعاني القوية , وقبيلة سليم لاتدعوا لحفلاتها في الغالب الا شاعر متمكن وكبير ولاتغرها شهرة الشعراء أو جماهريتهم لأنهم يعرفون الشعراء الحقيقيين ويمكن بملاحظة حفلاتهم معرفة ذلك .

المهم ان الشاعر عبدالله ابن عتقان السلمي أعطى الشاعر مصلح الحارثي الذي أنا متحفظ على سمعته التي لايستحقها وقد تتبعت الكثير من محاوراته ويضيع فيها وهو شاعر عرضة أكثر منه شاعر محاورة وليس قوي في ميدان المحاورة , ولكن هذه الأيام البروز والجماهرية اصبحت تضخع لأشياء أخرى منها الصوت والهياط وغيرها .

أبن عتقان السلمي أعطى لمصلح لحارثي معنى جميل جدا وتمنيت ان المحاورة لدي الآن , ومعناها عن غلاء الاسعار وماحصل للناس من خسائر في سوق الاسهم , اعطى المعنى برمزية رائعة جدا وبابداع , لكن مصلح الحارثي لم يفهم المعنى وطلب في بيته أن يوضح له ابن عتقان المعنى , وابن عتقان شاعر ذو أخلاق عالية وحتى لايضيع المحاورة ووضح له المعنى ايضا بصورة رائعة ايضا أتذكر الى انه اشار الى وادي حنيفة وأهله والى شئ من هذا القبيل ليدل على مكان المتحكمين بذلك لا اذكر البيت لكن اذكر توضيحه الذي ازال اللبس كثيرا .

ولم يدرك الحارثي المعنى ايضا .

وانهارت المحاورة على يد مصلح الحارثي .

وخرجت الى العشوائية والتفاخر بالشاعرية للتغطية على الحرج الذي اصاب الحارثي وهذه الحركة يعملها الشعراء غالبا اذا اضاعوا المعنى يكون النقاش حول اضاعته للمعنى ثم يرد الأخر متفاخرا بشاعريته وان الشاعر لم يأتي بمعنى وهكذا فتخرج المحاورة للعشوائية , وإكمال المحاورة فقط حتى لاينتبه الجمهور .

الشاعر يعذر اذا لم يبدع خصمه في صنع معنى ولم يصنع ترميز واضح ذو دلالة قوية ومعبرة وليس مجرد تشتيت بدون أي خيط يدل عليه , لكن اذا كان الرمز والمعنى ذو دلالة يعرفها الشاعر المقابل بقليل من التأمل والتركيز فسيكون اللوم عليه لانه هو الذي اخرج المحاورة من معناها الجميل .

وفوق ذلك شعراء اليوم الشباب لايصنعون معنى بل يقولون كلام سطحي كأنهم في سوالف عامة مثلا ( حنا ذبناحكم وحطينا فوق خمسة شواهد ) .

السطحية والوضوح ليست ابدا من هذا الفن الجميل .


توقيع ابو بيان
الطيب اللي تطيب الناس من طيبه @ولى الردي لو فزع ربعه يفشلها
حبيب العازمي
..............................................
المال مايغني ردي والطيب مامثله حصيل
والجود ماله شغل في كثر الفلوس وقلها
والله ماعنزها على الضلع القصير والهزيل
واللي عقد روس الحبال المبهمات يحلها
مساعد الرشيدي
...............................
بعض البشر طبعه مقدر ومحشوم
وبعض البشر عيبً عليك إحترامه
اللي ستر عيبه عن الناس بهدوم
وش يستره لا صار عيبه كلامه
هلال المطيري
.........................
اليـا أنـعـدم مـبـدى العقـيـده بالانـسـان
يـقــدر يـســوي مـايـسـوي الـيـهـودي

ولأهل الوفا والصدق شكراٍ وعرفـان
وتـحــيــةٍ عــطـــره وبــاقـــة ورودي
عيد بن مربح