[بنت العبسي]

أتعبني ذلك الكرسي الخشبي الذي اجلس عليه دوماً ... واسند ظهري على أعواد خشبه التي ذابت مع مرور الزمن حتى تكسر بعضها..

فقررت أن اقوم لأتمشى فوق تلك الرملة التي أمامي انها ذهبية ودافئة والوقت كان في منتصف موعد بزوغ الشمس وقفت لأنظر لمنظر امواج البحر وقدمي مرة تدخل بتلك الرملة ومرة تحمل بعض الرملة وتقذف بها بهدوء ...وكل ذراع من ذراعي يلتف على الاخر ويضمان بعضهما وانا انظر لذلك البحر وافكر...

متى سأشعر ان لي من يحبني ويضحي من اجلي من يضمني من يهتم بشئوني سأمت ليس من رحمة الله بل من الاهمال الذي اجده في حياتي ..

اخذت اتمشى على شاطى ذلك البحر الذي تتلاطم امواجه مع كل هبة لنسيم الصبح وذراعي كما هما يلتفان وانا افكر...

الى متى اعطي من حولي كل كلمة حب وكل فعل للاهتمام ليس فقط كلمات ينطق بها لساني وتهذر بها شقتاي ...متى سأجد من يهتم بإسعادي وفرحتي من يشعر بأن الكون كله هو ابتسامة شفتاي ...ولمعة السعادة في عيناي ....

متى سأجد من اذا اعطيته احساس اعطاني كل الاحاسيس ... من يريد ان يقدم لي الكون بأسره . و ااذ وعدني وفى بوعده ...

ووقفت مرة اخرى و ونظرة للبحر الذي اخذ يتلاطم كأن شيء ما اغضبه خفت منه ان يهيج علي او يُغرقني ولكن لوهلة قليلة شعرت انه غضب من اجلي وليس غضب مني ....

وبإبتسامة بسيطة اقتربت من شاطئة حتى لامست قدماي الممتلئة بذرات الرمل مياهه وشعرت انه احتضنني وشعر بأني اقولوا له لا تغضب فأنا هادئة واحب ان اعطي كل شيء لمن حولي واني مؤمنه بأن الله سيهبني غداً كل ما اتمناه.....

حتى شعرت ان امواجه بدأت تعود مرة أخرى الى ما كانت عليه من هدوء , ونزلت مني دمعة دافئة وانا اتراجع قليلاً الى الوراء وكأني مودعةً له شعرت براحة عند عودتي على الرمال الدافئة شعرت بسعادة لان ذلك البحر الشاسع السريع الغضب غضب من اجلي وابتسم من اجلي ...
وما ان تقهقهت للورى حتى وجدت نفسي عدت مرة اخرى لذلك الكرسي الذي جلست عليه لأغمض عيني وأُريح ظهري على أعواده الخشبية ... وفتحت عيناي حتى وجدت نفسي انام في سريري وفقط افكاري هي التي تذهب وتعود لي مرة اخرى ...

من تعبها تجلس على ذلك الكرسي في حلمي لترتاح وهي تدور وتجول في حياتي وتحسب وتضرب وتقسم وتطرح..

مسكينةٌ هي تلك الافكار ....

اجهدتها معي ...

الموضوع الأصلي: ღ♥ღ الكرسي الخشبي ღ♥ღ | | الكاتب: بنت العبسي | | المصدر: شبكة بني عبس