عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 23-06-2009, 11:51 PM
رواية
كـاتـبـه مـُمـيـزه
الصورة الشخصية لـ رواية
رقم العضوية : 1883
تاريخ التسجيل : 30 / 7 / 2007
عدد المشاركات : 6,699
قوة السمعة : 24

رواية بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي وقفات قبل سقوط آخر ورقه...(بقلمي)


العمر قطار يسير في سكه ليس لها طريق عوده...أيامنا أوراق تطوى والورقة التي طويت لن تفتح إلا

يوم الحساب..

أعمارنا كأوراق الشجر..حين تسقط لا سبيل لإعادتها..منها ما يسقط في ربيع العمر ومنها ما يسقط في

خريفه..وفي النهاية جميع الأوراق سوف تتساقط ,طال بها الأمد أم قصر...

هي أيام تنتزع من تقويم الزمن..نودع فيه أناساً..ونستقل فيه آخرين.نخوض في دوامة الحياة,تبتلعنا

حيناً وأحياناً تقذفنا .

نتكالب على هذه الحياة ووالله أنها لا تساوي جناح باعوضة ...قد نخسر من أجلها أناس وقد ننسى

أنفسنا ...نخوض عبابها ما بين ربح مادي وصراع شخصي لزيادة رصيدنا في البنك وتالله إن الرصيد

الحقيقي هو رصيد القبر.



هل جلست مع نفسك تحاسبها؟

هل تساءلت أن غداً قد يكون آخر أيامك؟

هل تمنيت أن تعود بك الأيام؟

لنتأمل يومنا...بماذا شغلنا ساعاته؟

ماذا قدمنا من عمل ليسرنا يوم القيامة أن نراه؟

كم من الدقائق والساعات تذهب سدى...هل أستغلت في قراءة قرآن ..تسبيحه أو إستغفار.

أين نحن من زمن الصحابة...الذين إمتلأت أيامهم بالأعمال الصالح ,الذكر والصدقة.

لنفكر للحظات بصمت...ماذا عملنا هذا اليوم لنرضي الله وماذا عملنا لنغضبه ؟

كلنا خطاء ولكن أفضل الخطائين هم التوابين ...كلنا نسعى لرضى الله ..ولكن كيف نكسب الجنه؟

هل وضعنا خطه لزيادة حسناتنا ..؟ هل فكرنا أن نسابق الناس في الحسنات كما نسابقهم في الوظيفة

والدراسة؟



لندرك أنفسنا قبل أن يدركنا الموت....

فنحن الآن نتنفس..ولا نعلم ما حالنا غداً؟!

تسرقُنا الدّنيا بكلّ ما فيها من مشاغل ..

ولكن .. تبقى قلوبنا تفكّر في اللقاء .. متى وكيف !!


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه..حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا



. وذلك يكون بالجلوس كل يوم ولو ساعة مع أنفسنا نحاسبها على ما بدر منها

ساعة نستدرج بها أفكارنا وشريط يومنا الذي مضى



كلنا لديه تقويم..يكاد لا يخلوا أي بيت منه..مع نسائم الصباح الأولى..تمتد يدنا لقلب الورقه..

نودع يومنا غير مدركين أننا محاسبين على كل ثانيه وكل دقيقه..


لنفـرحُ بالأيـامِ نقطعُـها *** وكـلَّ يومٍ يُدني من الأجـلِ
فاعمل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتهداً *** فإنما الربحُ والخسرانُ في العملِ


أصبحت السنة في زمننا هذا كالشهر وشهرنا كاليوم ويومنا كالساعة...

نجري خلفها بكل ما أوتينا من قوه والبعض منا ينطبق عليه المثل...أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً



إليك أخي أختي..طريقه لمحاسبة النفس.....قبل أن تسقط آخر ورقه



قبل النوم وحين تهدأ النفس...أقم محاكمه وكن قاضياً على نفسك.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ الحشر

أمسك بورقة التقويم ...إقسمها إلى قسمين...الجزء الأول اكتب في أعلاه أعمال حسنه..والجزء الآخر

أعمال سيئة.

امسك القلم وبكل أمانه اكتب أعمالك لهذا اليوم والتي

ترضي الله سبحانه (صلاه في خشوع-ذكر-صيام-صدقه-نصيحة-ابتسامه-

مساعده-استغفار..ألخ
)

ثم في الجزء الآخر أكتب (نفاق-تأخير الصلاه-غضب-كذب-غش-...ألخ)

يقول نبينا صلى الله عليه وسلم يحث على محاسبة النفس

(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،

والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله )


ستلاحظ أن أحد الجزئين طغى على الآخر أو أنهما تساويا...خذ عهدا على نفسك أن تعيد الكره مره

أخرى بورقة اليوم التالي..

ثم قارن بين اليومين...ستجد نفسك بشكل تلقائي ...تحاول أن يطغى جزء الأعمال الحسنه على

الآخر..وهكذا تتكرر القائمه يوماً بعد يوم لتجد نفسك بدون أن تشعر تسعى للأعمال الحسنه..بل قد

تحاسب نفسك قبل قيامك بأي عمل ....تبحث عما يزيد من نصابها ...وبعد مرور سنه قلب أوراقك المثبته

في التقويم..وفي كل ورقه كتب عليها أعمالك....

{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

وفي النهاية لا يسعني إلا أن اذكر نفسي وإياكم بأننا محاسبين

فلنحاسب أنفسنا اليوم قبل غدٍ ولنختم يومناونحن راضين عن أنفسنا

ضمائرنا مرتاحة قبل أن يأتي يوم لا ينفعنا فيه إلا العمل الصالح

فلتكن هذه الكلمات دعوة للخير بإذن الله

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ الحشر18


بقلمي
طيف المشاعر
الموضوع الأصلي: وقفات قبل سقوط آخر ورقه...(بقلمي) | | الكاتب: رواية | | المصدر: شبكة بني عبس




توقيع رواية
الحياة أقصر بكثير من كل حلـم رسمناه فـَ‌ أملئها بـِ الأستغفار...!