بسم الله الرحمن الرحيم
الإبل عند الأمم العربية القديمة
إبل بني ثمود
الإبل : هذه المخلوقات العجيبة التي قد حلت في حياة الإنسان بصفة عامة ما لم يحله حيوان آخر ؛
ثم أنها حلت في حياة الإنسان العربي وفي نفسه ما لم تحله في حياة أحد غيره ؛ لها من الأخبار ما لَطُف وظَرُف وربما كان من أخبارها ما دخل في العجائب التي قد لا تكاد تصدق . فمن ذلك ما ورد من أخبار في أُلفها لصاحبها وحبها لأوطانها وذكاءها وقوة ذاكرتها ومن قوة تحملها وشدة صبرها وسرعة النجائب منها . فمن الثابت لدى العرب في هذا الشأن قديماً وحديثاً أن أسرع نجاب الإبل تسبق أسرع نجاب الخبل . وقد أحبها العرب حباً لا يضاهيه حب . وتفاخروا على بعضهم بأعدادها وبألوانها وحسن صورها واسموا بناتهم بها فمن هذا اسم هند وهي المائة من الإبل واسم ليلى وهي الثلاثمائة منها بل أنهم قد شبهوا الجميلة من النساء بها ؛ ورغم وفرة وغزارة ما في المصادر من عجيب أخبارها وشدة تعلق العرب بها قديماً وحديثاً إلا أن ما وجدته لها في الآثار الغابرة يفوق ذلك كله ، ومن ذلك ما دونوه في نقوشهم من مدح وتمجيد للإبل وما صوروه لنا من صور بديعة عجيبة وقد فندوا بذلك أنواعها وأنواع فحولها أثناء هياجها . وميزات تلك الفحول ومن النادر من ذلك ما رأيته في صورة فحل على صخرة تقدر مساحة تلك الصورة بحوالي خمسة أمتار في حوالي سبعة أمتار وهي من أروع ما يكون من الفن والدقة والإتقان وقد أحيطت تلك الصورة بكتابات ثمودية ولغة عربية قديمة كلها تمجد الإبل وتفضلها على ما عداها من المال ، وتلك الصورة وتلك الكتابات ليست الوحيدة بل أن منها المئات التي تنتشر في مراعي منطقة الجوف ومنطقة تبوك إلا أن ما دعاني لذكر صورة ذلك الفحل هو ما تحمله من فن مع كبر مساحتها .
يتبع
7
7