الحمد لله الذي يرى ويسمع كل مافي الكون من سر ومن إعلان
فهو العليم وهو الخبير وهو الشهيد وهو البصير فسبحانه ما أعظمه
وهو المحيط وهو السميع فلا إله إلا الله
أحاط بكل شيء علما
فأين نذهب عن علمه وإحاطته ؟؟
أخي الكريم :
أين تذهب ؟؟
انتبه !!
عليك شهود
يراقبونك
في أي مكان
وفي أي زمان فأين تذهب ؟؟
وأنت يا أختاه
انتبهي
واعلمي
أن هناك شهود
يشهدون على أفعالك
ويراقبون جميع تحركاتك
فاحذري
فأما
الشاهد الأول
فهو هذه الأرض التي نمشي عليها ونأكل عليها وننام عليها ونطيع الله عليها ومنا من يعصي الله عليها
هذه الأرض لها يوم ستتحدث فيه وتتكلم فيه بما عملت عليها- يا عبد الله –
سوف يأتي اليوم الذي تفضحك فيه وتكشف أسرارك
ولعلك تقول ما هو الدليل على أن الأرض ستشهد يوم القيامة
فأقول : يقول الله تعالى (
إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان مالها * يومئذ تحدث أخبارها )
وقوله (
يومئذ تحدث أخبارها) فسرها النبي عليه الصلاة
والسلام بقوله " أتدرون ما أخبارها " قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال "
فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمه بما عمل على ظهرها ، تقول : عملت كذا وكذا يوم كذا كذا ، فهذه أخبارها " رواه الترمذي (3353) وقال حديث حسن.
نعم يا أخي الكريم
إي والله يا أختاه
فيا ترى !!
هل تذكر ذلك الشاب الذي يتجول بسيارته للذهاب إلى أمكان النساء لكي ينظر إليهن ويغمزهن هل تذكر شهادة الأرض عليه ؟
وهل تذكر ذلك الذي يسافر لتلك البلاد لكي يعصي الله عليها ، ويقارف الفواحش والآثام هل تذكر أن الأرض سوف تفضحه وتخبر عن سيئاته وآثامه ؟
أخي
أتذكر لما كنت في ذلك المكان الذي تيسرت لك فيه المعصية وبدأت في فعلها ,
نعم
إن الناس لم ينتبهوا لجريمتك
ولم يشهدوا عليك
ولكن الأرض التي فعلت تلك المعصية عليها سوف تشهد عليك
نعم
إنك غافل ولكن الأرض لا تغفل
...............
وياترى
تلك الفتاه التي تتجول في الأسواق وتبرز جمالها ولباسها وتريد من الناس إن ينضروا لها !!
يا ترى
هل شعرت أن تلك الأرض سوف تخبر عنها وتكشف عن جرائمها وسيئاتها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟
هل علمت تلك المرأة التي تركب مع السائق بلامحرم أن الأرض سوف تفضحها يوم العرض على الله؟
وهل تذكرت تلك المرأة التي تسافر بلا محرم أن الأرض سوف تكشف أسرارها يوم الوقوف بين يدي الله تعالى ؟ ..................
وأما
الشاهد الثاني :-
فهم الملائكة الذين يكتبون علينا أعمالنا
ويسجلون علينا سيئاتنا وحسناتنا
قال تعالى
("وإن عليكم لحافظين* كراماً كاتبين* يعلمون ما تفعلون") .
أيها الأخ الفاضل :-
أتذكر في تلك الليلة لما كنت أمام جهاز التلفاز وكنت تنظر إلى ما تبثه القنوات من تلك الصور العارية؟
لعلك تذكرت ذلك الموقف ..هل كنت وحدك؟
إنك لو علمت أن الملائكة قد كتبوا عليك تلك المعصية لما فعلت تلك المعصية.
وهناك شاب آخر قد أخذ سماعة الهاتف ليعاكس الفتيات ...
يا ترى !!
هل علم بأن الملائكة الكاتبين قد سجلوا عليه سوء عمله؟
وتلك الفتاه التي سمعت الأذان ولكنها تساهلت في أداء الصلاة حتى خرج وقتها
ولم تصل تلك الصلاة ؛لأنها انشغلت بالمكالمة الهاتفية
أو لعلها كانت تشاهد الأفلام والقنوات ....
إنني أجزم أن تلك الفتاه غافلة عن شهادة الملائكة وأنهم يكتبون عليها أعمالها ،
وأقول لأولئك المفسدين من العلمانيين والكتاب المنافقين ، إن ما تقولونه وتكتبونه سترونه في كتابكم يوم القيـامة ، لأن الملائـكة الكاتبين قد كتبوا أقوالكم وأعمالكم ، قال تعالى (" أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ") . وبعد تلك الكتابة من الملائكة ، يا ترى ماذا سيجري بعد ذلك ؟
عندما تموت سيطوى كتابك
ولكنك سوف تلتقي معه عندما تخرج من قبرك
وسوف تعطى هذا الكتاب الذي كتبته عليك الملائكة في الدنيا
وسوف يأمرك الله جـل وعـــــلا بأن تقرأه عندما تقف بين يديه قال تعالى ("
ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا")
إنها لحظة عجيبة ،
إنها ساعة حرجة عندما يقف العبد حافياً عارياً أمام الجبار جل جلاله
ومع العبد كتاب وهذا الكتاب هو ديوان الحسنات والسئيات
فما هو شعورك يا من كان ليلة في السهر على القنوات ونهاره في النوم عن الصلوات ؟
ما حالك يا عبد الله عندما ترى سيئاتك في ذلك الكتاب ؟
ويا ليت الأمر ينتهي عند مجرد رؤيتك له بل تؤمر بقراءته ..
فماذا ستقرأ وماذا ستجد ؟
ماذا ستقرأ يا شارب الدخان؟
ماذا ستقرأ يا من عق والديه؟


ماذا ستقرأ يا من أهمل تربية أبناءه؟

ماذا ستقرأ يا آكل الربا ؟
قال تعالى
(يوم ينظر المرء ما قدمت يداه)
وأقول لتلك الفتاه التي غفلت عن ربها وأعرضت عن طاعة مولاها ماذا ستجدين في ذلك الكتاب الذي
(لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الإ أحصاها)؟؟
يا أختاه
ستقرأين أعمالك هناك فماذا ستقرأين ؟
أما لباسك فحرام
أما وقتك فضياع في الآثام . يا أختاه
الأمر خطير، فمتى ستحذرين؟
أوصيك أن تحفظي هذه الآية:(" ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحداً").